أسباب التهاب الشغاف لدى البالغين- حالة خطيرة تهدد القلب

أسباب التهاب الشغاف لدى البالغين- حالة خطيرة تهدد القلب

التهاب الشغاف هو التهاب يصيب البطانة الداخلية للقلب، بما في ذلك الصمامات القلبية، وعادةً ما يكون هذا الالتهاب ناتجًا عن عدوى بكتيرية، ويعد من الحالات الخطيرة التي قد تؤدي إلى مضاعفات تهدد الحياة إذا لم يُعالج بسرعة.

كان في الماضي يُوصى باستخدام المضادات الحيوية كإجراء وقائي للحد من خطر التهاب الشغاف، خاصةً قبل الخضوع لإجراءات طبية.

ومع تقدم الأبحاث، تغيّرت التوصيات الحالية، حيث لم يعد يُوصى بالوقاية من التهاب الشغاف بالمضادات الحيوية لمعظم البالغين. ومع ذلك، ما زال هناك فئات معينة من البالغين تحتاج إلى الوقاية من التهاب الشغاف من خلال المضادات الحيوية.

أعراض التهاب الشغاف

تتفاوت أعراض التهاب الشغاف حسب شدة العدوى ومدى تأثر الأنسجة القلبية. تشمل الأعراض الشائعة:

• حمى: ارتفاع في درجة الحرارة يمكن أن يتراوح بين الخفيف إلى الشديد.

• تعرق ليلي: عرق مفرط أثناء النوم، قد يكون ناتجًا عن التهاب.

• آلام المفاصل والعضلات: التهاب شديد قد يؤدي إلى آلام في المفاصل والعضلات.

• ضيق التنفس: صعوبة في التنفس نتيجة لتأثير التهاب الشغاف على كفاءة عمل القلب.

أسباب التهاب الشغاف

التهاب الشغاف العدوائي يحدث عادة بسبب عدوى بكتيرية تدخل إلى مجرى الدم، وتستقر على صمامات القلب أو الأنسجة القلبية. بعض العوامل المسببة تشمل:

• العدوى البكتيرية: البكتيريا مثل Streptococcus viridans و Staphylococcus aureus هي المسببة الرئيسية للعدوى.

• التهاب اللثة: قد يتسبب التهاب اللثة (التهاب اللثة الحاد) في دخول البكتيريا إلى مجرى الدم خلال الإجراءات السنية أو حتى نتيجة للأمراض اللثوية المزمنة.

• الإجراءات الجراحية: مثل جراحة الأسنان أو العمليات الجراحية الأخرى التي تتسبب في دخول البكتيريا إلى مجرى الدم.

مضاعفات التهاب الشغاف

إذا لم يتم علاج التهاب الشغاف بشكل فعال، يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة تؤثر على القلب وأجزاء أخرى من الجسم:

• فشل القلب: قد يؤدي الالتهاب إلى تلف صمامات القلب، مما يعوق تدفق الدم بشكل صحيح ويسبب فشل القلب.

• صمامات القلب التالفة: التلف الدائم لصمامات القلب نتيجة العدوى.

• الجلطات الدموية: قد تسبب العدوى تكوّن جلطات دموية قد تنتقل إلى أجزاء أخرى من الجسم، مثل الدماغ أو الرئتين، مما يؤدي إلى السكتات الدماغية أو انسداد الرئتين.

تشخيص التهاب الشغاف

يتم تشخيص التهاب الشغاف بناءً على الأعراض السريرية، التاريخ الطبي، والفحوصات التشخيصية:

• الفحص السريري: يشمل ملاحظة الأعراض مثل الحمى، والعلامات السريرية الأخرى مثل التورم أو الصمامات القلبية المتضررة.

• تحليل الدم: للكشف عن وجود بكتيريا في الدم وتحديد نوع العدوى.

• فحص الموجات فوق الصوتية للقلب (Echocardiogram): يستخدم لتحديد أي تلف في صمامات القلب أو أي تكتلات بكتيرية على الصمامات القلبية.

علاج التهاب الشغاف

يعتمد علاج التهاب الشغاف على نوع العدوى ودرجة تلف القلب:

• المضادات الحيوية: العلاج الأساسي هو استخدام المضادات الحيوية عن طريق الوريد لمكافحة العدوى البكتيرية. يجب اختيار نوع المضاد الحيوي بناءً على نوع البكتيريا المكتشفة.

• الجراحة: قد يحتاج بعض المرضى إلى تدخل جراحي لإصلاح أو استبدال صمامات القلب المتضررة.

الوقاية من التهاب الشغاف

توصي الجمعية الأمريكية لأطباء القلب بالوقاية من التهاب الشغاف باستخدام المضادات الحيوية فقط للأشخاص الذين يعتبرون في أعلى خطر للإصابة بمضاعفات التهاب الشغاف، وتشمل هذه الفئات:

• الأشخاص الذين لديهم صمام قلب اصطناعي: مثل الأشخاص الذين أجروا عملية استبدال صمامات القلب.

• الأشخاص الذين لديهم تاريخ سابق لالتهاب الشغاف: قد يكون هؤلاء أكثر عرضة لتكرار الإصابة.

• الأشخاص الذين خضعوا لعملية زرع قلب مع مشاكل في صمام القلب: هؤلاء الأشخاص معرضون لخطر أعلى للإصابة بعدوى القلب.

• الأشخاص الذين يعانون من عيوب خلقية في القلب: مثل الثقوب في القلب أو العيوب الهيكلية في الصمامات القلبية.

الإجراءات الطبية أو الأسنان التي تتطلب الوقاية:

توصي الجمعية الأمريكية لأطباء القلب بتناول المضادات الحيوية قبل بعض الإجراءات الطبية أو السنية التي قد تعرض الشخص للإصابة بالعدوى بسبب دخول البكتيريا إلى مجرى الدم، مثل:

• إجراءات الأسنان: مثل تنظيف الأسنان، وخلع الأسنان، وجراحة اللثة.

• إجراءات الجهاز التنفسي: مثل تنظير القصبات وجراحة الجيوب الأنفية.

• إجراءات الجهاز الهضمي: مثل تنظير القولون وجراحة المرارة.

• إجراءات المسالك البولية: مثل تنظير المثانة وجراحة البروستاتا.

• إجراءات الجلد أو العضلات: مثل خزعات الجلد وجراحة الفتق.

ملاحظة:

ينبغي على الأشخاص الذين يعانون من حالات قلبية أخرى، مثل قلس الصمام التاجي أو تضيق الصمام الأبهري، استشارة طبيبهم لتحديد ما إذا كانوا يحتاجون إلى الوقاية من التهاب الشغاف بالمضادات الحيوية قبل الخضوع لإجراءات طبية أو أسنان معينة.

العلاجات البديلة لالتهاب الشغاف

إلى جانب العلاج الطبي التقليدي، هناك بعض العلاجات البديلة التي قد تساعد في دعم صحة القلب وتعزيز الجهاز المناعي:

• الأعشاب مثل الثوم: يعتبر الثوم من الأعشاب التي تحتوي على خصائص مضادة للبكتيريا والمساعدة في تعزيز مناعة الجسم.

• المكملات الغذائية مثل فيتامين C: قد يساعد فيتامين C في تعزيز جهاز المناعة، وبالتالي دعم قدرة الجسم على مقاومة العدوى.

الوقاية من التهاب الشغاف أمر ضروري للأشخاص الذين يعانون من حالات قلبية معينة، مثل صمامات القلب الاصطناعية أو العيوب القلبية الخلقية.

اتباع التوصيات الوقائية، مثل تناول المضادات الحيوية قبل بعض الإجراءات الطبية أو السنية، يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بهذا المرض الخطير، ويجب على المرضى الذين يعانون من أمراض قلبية معينة استشارة أطبائهم لتحديد العلاج الوقائي الأنسب لهم.