دار الإفتاء المصرية.. في إطار جهود دار الإفتاء المصرية لتوضيح مفاهيم الشريعة الإسلامية وتقديم الإرشادات المتعلقة بحياة الأفراد والمجتمعات.
أكد الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، في لقاء مع الإعلامي مهند السادات ببرنامج “فتاوى الناس”، المذاع على قناة الناس، على أن الشريعة الإسلامية تهدف إلى تحقيق مصالح الناس واستقرارهم النفسي.
كما تحدث عن أهمية احترام الخصوصيات في العلاقات الأسرية، وكيف أن التدخلات غير المبررة من الأسرة الممتدة قد تؤثر سلبًا على الحياة الأسرية.
الشريعة الإسلامية: هدفها تحقيق السعادة والاستقرار
أكد أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية أن الشريعة الإسلامية، بما تضمنته من أحكام وتشريعات، تسعى دائمًا إلى تحقيق مصالح الناس في جميع جوانب حياتهم، خاصة في ما يتعلق بالاستقرار النفسي. وأضاف أن الدين الإسلامي لا يهدف بأي حال من الأحوال إلى إحداث أي نوع من الاضطراب في حياة الناس. وأوضح أن الهدف الأساسي من الشرع هو ضمان العدالة والسكينة والطمأنينة للإنسان سواء كان في تفاعلاته مع الآخرين أو في حال انفراده.
وأشار أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية إلى أن التشريعات الإسلامية تهدف إلى تحقيق السعادة والهدوء للأفراد، وليس تعكير صفو حياتهم أو زيادة مشاعر التوتر والضيق لديهم. من هنا، تكون المبادئ الإسلامية دائمًا موجهة نحو تحقيق الراحة النفسية للأفراد، ويجب أن تكون مصدرًا للسلام الداخلي.
التدخلات في الحياة الأسرية: احترام الخصوصيات
في سياق الحديث عن العلاقات الأسرية، أشار أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية إلى بعض الحالات التي يواجه فيها الأفراد تدخلات غير مرغوب فيها من الأسرة الممتدة، والتي قد تؤثر سلبًا على الحياة الشخصية والزوجية.
من بين هذه الحالات، أورد الشيخ عويضة حالة امرأة موظفة رفضت الانتقال مع زوجها إلى مكان بعيد عن أسرتها. واعتبر الشيخ أن هذه الرفض يتماشى مع احترام خصوصية المرأة، إذ ينبغي أن تكون لديها الحرية في اتخاذ قراراتها الشخصية دون تدخلات خارجية.
كما أشار الشيخ إلى أن المرأة التي تعيش في بيئة سعيدة مع أسرتها وزوجها يجب أن تحترم هذه البيئة، وألا تتعرض لتدخلات من الأطراف الأخرى في حياتها الخاصة. وأضاف أن من واجب الأسرة الممتدة احترام خصوصيات الشخص، دون محاولة فرض أسلوب حياة يتعارض مع رغباته واحتياجاته.
احترام رغبات أفراد الأسرة: ضرورة تقدير حقوق الزوجة
وأضاف الشيخ عويضة مثالًا آخر يتعلق برغبة امرأة في خدمة حماتها من أجل دخول الجنة. وأوضح الشيخ عويضة أن الشريعة الإسلامية تحث على احترام رغبات كل فرد في التعامل مع أسرته، وأكد أن أهل الزوج يجب أن يقدروا حقوق الزوجة ويتركوا لها المجال للعيش بسلام. كما شدد على أن احترام هذه الحقوق يسهم في تعزيز الحياة الأسرية المستقرة والهادئة.
وأشار الشيخ إلى أن من الضروري أن يُفهم أن كل فرد داخل الأسرة له حقوق خاصة به، يجب على الآخرين احترامها. وأوضح أن التقدير والاحترام المتبادل بين الزوجين وأفراد الأسرة الممتدة يساهم بشكل كبير في تقوية العلاقة بين جميع الأطراف.
فهم الحقوق والواجبات داخل الأسرة: درع لحماية الاستقرار
في حديثه عن العلاقة الزوجية، أكد الشيخ عويضة على أهمية فهم كل طرف لحقوقه وواجباته. وقال: “إذا تعلم الجميع حقوقه وواجباته، لن تحدث النزاعات أو الخلافات داخل الأسر”. وأوضح أن الخلافات الأسرية غالبًا ما تنشأ عندما يتدخل أحد الأطراف في حياة الآخر بشكل غير مبرر، مما يؤدي إلى حدوث اضطراب وعدم استقرار.
وأشار الشيخ إلى أن النزاع داخل الأسرة يحدث بشكل أكبر عندما يغفل الأفراد عن فهم حقوق بعضهم البعض أو عندما تتدخل أطراف خارجية في الحياة الشخصية للزوجين. وأضاف أن الوعي بالحقوق والواجبات في العلاقات الأسرية يؤدي إلى تجنب هذه الخلافات، وبالتالي الحفاظ على استقرار الأسرة.
الحق الشرعي للزوجة في الامتناع عن العيش مع أقارب الزوج
أشار الشيخ عويضة إلى مسألة حساسة تتعلق بحق الزوجة في الامتناع عن العيش مع أقارب زوجها إذا كانت تتعرض للإيذاء النفسي أو المعنوي. وقد أكد الشيخ أن الشريعة الإسلامية تضمن للزوجة حقها في اختيار حياتها الخاصة، وأنها لا تجبر على العيش في بيئة تضر بصحتها النفسية أو المعنوية. وأضاف أن هذا الحق يعتبر جزءًا من الحفاظ على استقرار الحياة الأسرية، حيث يُفترض أن يكون كل طرف في الأسرة في بيئة تسهم في توفير الراحة النفسية والهدوء له.
الاستقرار الأسري: أساس المجتمع المستقر
اختتم الشيخ عويضة حديثه بالتأكيد على أن الحياة الأسرية المستقرة تحدث عندما يفهم كل فرد حدود حقوقه وواجباته ويعيش في بيئة خالية من التدخلات غير المبررة. وأوضح أن الاستقرار الأسري يُعد من العوامل الرئيسية التي تسهم في بناء مجتمع قوي وصحي. وحذر من أن التدخلات المبالغ فيها من قبل الأفراد خارج الأسرة يمكن أن تؤدي إلى اضطرابات في الحياة الأسرية، مما يؤثر في النهاية على استقرار المجتمع ككل.
وأضاف أن الحفاظ على الخصوصية واحترام حدود الآخرين يعد من الأسس التي تساهم في بناء بيئة أسرية آمنة، تكون خالية من المشاكل والصراعات الداخلية. وأشار إلى أن الاستقرار يتحقق عندما يُترك لكل فرد في الأسرة حرية العيش بما يتوافق مع رغباته واحتياجاته الشخصية، بعيدًا عن الضغوط الخارجية.
دور قناة الناس في تعزيز الوعي الديني
قناة الناس، التي تعرض برنامج “فتاوى الناس” الذي يُذاع على شاشتها، هي قناة دينية اجتماعية تهتم بتقديم محتوى ديني هادف يساعد في تعزيز الوعي الديني الصحيح. تحت إشراف الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، تسعى قناة الناس إلى ترسيخ القيم الدينية الوسطية، وتوفير منصات حوارية تهتم بكل ما يهم المواطن المصري من أمور دينه ودنياه. كما تسعى القناة إلى الحفاظ على مرجعية مصر في الفكر الديني المعتدل، وتعزيز الهوية الوطنية والانتماء المجتمعي من خلال نشر ثقافة الوعي الديني الرشيد.
تأتي تصريحات الشيخ عويضة عثمان لتؤكد على أهمية فهم الشريعة الإسلامية بشكل صحيح، وكيفية تطبيقها لتحقيق الاستقرار النفسي والعائلي. من خلال احترام الحقوق والواجبات في العلاقات الأسرية، وتجنب التدخلات غير المبررة، يمكن بناء بيئة أسرية مستقرة تسهم في الحفاظ على تماسك المجتمع بشكل عام.