ليه الأجانب راجعين بقوة يستثمروا في أدوات الدين المصرية؟ وهل ده معناه إن أزمة شُح الدولار في طريقها للحل؟ وإزاي الحكومة تقدر تستغل الفرصة دي لصالح الاقتصاد؟
الأيام اللي فاتت حصلت حركة غير عادية في سوق أدوات الدين المصرية.. المستثمرين الأجانب رجعوا بقوة يستثمروا في أذون وسندات الخزانة المصرية بعد ما كانوا تقريباً اختفوا نهاية السنة اللي فاتت.. وده ظهر بوضوح يوم الخميس اللي فات لما وزارة المالية طرحت أذون خزانة بأجل 6 شهور وسنة بقيمة 80 مليار جنيه، وهنا المفاجأة العروض اللي اتقدمت وصلت لـ400 مليار جنيه.. وده مش بس من المؤسسات المحلية.. لا كمان الأجانب كانوا موجودين وبقوة.
طب ليه ده حصل؟ وليه بيشبه الموجة الاستثمارية اللي حصلت في مارس اللي فات بعد ما البنك المركزي رفع الفايدة 6% وخفض سعر الجنيه؟
في نوفمبر وديسمبر اللي فاتوا كان فيه تخارج كبير للأجانب من أدوات الدين بسبب التوترات الجيوسياسية وعمليات جني الأرباح.. لكن مع بداية 2025 الأمور اتغيرت.. الإقبال الكبير ده كان ليه تأثير مباشر على العوائد.. فايدة أذون الخزانة لأجل 6 شهور نزلت من 29.8% لـ27.3%، ولسنة واحدة من 26.3% لـ26%. يعني الحكومة قدرت تخفض التكلفة عليها بسبب المنافسة الشرسة بين المستثمرين.
لكن السؤال المهم.. إزاي ده بيأثر على أزمة شح الدولار؟
الحقيقة إن عودة “الأموال الساخنة” اللي هي استثمارات الأجانب في أدوات الدين بتوفر سيولة دولارية مهمة للسوق المصري.. وده ممكن يخفف الضغط على العملة خصوصاً مع تراجع الاحتياطي الأجنبي في الشهور اللي فاتت.. يعني ببساطة دخول الأجانب بيساعد في استقرار الجنيه ولو بشكل مؤقت.
طب هل الأموال الساخنة دي حل مستدام لمشاكل الاقتصاد؟
الحقيقة لأ.. استثمارات الأجانب في أدوات الدين زي الموجة ممكن تيجي بسرعة وتختفي بسرعة برضه.. وده بيعني إن الحكومة لازم تفكر في إزاي تقدر تستفيد من الفرصة دي بأقصى طريقة ممكنة.
حد ممكن يسأل ويقول يعنى دي فرصة اصلا؟
طبعا .. الأموال دي ممكن تدي الحكومة مساحة تتحرك فيها. زي مثلا زيادة الاحتياطي النقدي.. جزء من الفلوس دي يتوجه لتدعيم الاحتياطي الأجنبي.. كمان الاستفادة من الفلوس دي في دعم القطاعات اللي بتدر عملة صعبة زي السياحة والصادرات..و تقديم تسهيلات أكتر للمستثمرين عشان يشجعوهم على الاستثمار في قطاعات تانية غير أدوات الدين، وده هيعمل استقرار اقتصادي على المدى البعيد.
الخلاصة.. عودة الأجانب للاستثمار في أدوات الدين خطوة إيجابية.. لكن الحل الحقيقي لأزمة الدولار محتاج أكتر من كده.. محتاج سياسات اقتصادية تدعم الإنتاج والتصدير وتقلل اعتمادنا على الأموال الساخنة.. لكن السؤال اللي لازم الحكومة تفكر فيه دلوقتي هو إزاي نحول الفرصة المؤقتة دي لخطوة مستدامة ونتجنب أى سيناريوهات وحشة حصلت قبل كده لما الأموال الساخنة خرجت من السوق بشكل مفاجئ بعد الحرب الروسية الاوكرانية فى فبراير 2023.