بلينكن في كوريا الجنوبية في ذروة أزمة سياسية

بلينكن في كوريا الجنوبية في ذروة أزمة سياسية

بلينكن في كوريا الجنوبية في ذروة أزمة سياسية

By جاك مور
سيول-(أ ف ب) – وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الاثنين إلى كوريا الشمالية في ذروة أزمة سياسية بعد عزل الرئيس يون سوك يول إثر محاولته الفاشلة فرض الأحكام العرفية مطلع كانون الأول/ديسمبر.
وتحدى آلاف من مناصري ومعارضي الرئيس الكوري الجنوبي الثلوج في سيول ونزلوا إلى الشوارع الأحد، عشية انتهاء المهلة المحدّدة لتنفيذ مذكرة توقيفه.
وهذه على الأرجح آخر زيارة رسمية يقوم بها بلينكن لسيول قبل تنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترامب، علما أن جولته تشمل أيضا اليابان وفرنسا.
ويلتقي الوزير الأميركي نظيره شو تاي يول الاثنين.
كان الرئيس المعزول حليفا قريبا للإدارة الأميركية الحالية وخصوصا بفضل قراراته الشجاعة لطي صفحة الخلافات مع طوكيو ونيته أن تؤدي بلاده دورا أكبر على الصعيد الدولي.
وكان حضر قمة ثلاثية تاريخية مع الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الياباني، واختارته الإدارة الأميركية لترؤس قمة عالمية حول الديموقراطية.
واعتبر سيدني شيلر من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية أن بلينكن قد يتعرض لانتقادات اليسار الكوري الجنوبي بسبب زيارته سيول، لكنه سيكون على الأرجح قادرا على الوقوف على مسافة واحدة من جميع أطراف الأزمة.
ولم تتطرق الخارجية الأميركية في بيان أصدرته إلى الوضع السياسي الراهن في كوريا الجنوبية، لكنها أكدت أن بلينكن سيسعى إلى الحفاظ على التعاون بين سيول وطوكيو، وخصوصا بعدما سمحت الأخيرة بتقاسم مزيد من المعلومات الاستخباراتية حول كوريا الشمالية.
ويؤيد زعيم المعارضة التقدمية لي جاي ميونغ تبني نهج دبلوماسي مع كوريا الشمالية، وانتقد نشر منظومة الدفاع الصاروخية “ثاد” الأميركية الصنع، الأمر الذي اعتبرته الصين بمثابة استفزاز.
كذلك، يدافع اليسار الكوري الجنوبي منذ فترة طويلة عن موقف أكثر تشددا حيال اليابان على خلفية احتلالها شبه الجزيرة الكورية بين 1910 و1945.
– تظاهرات –
الأحد، تجمّع مناصرون للرئيس المعزول بأعداد كبيرة أمام مقر إقامته، رغم البرد والثلوج التي غطت العاصمة خلال الليل.
وقال بارك يونغ شول “عشت حربا ودرجات حرارة تصل إلى 20 درجة مئوية تحت الصفر… هذا الثلج (الذي تساقط ليلا) لا شيء”، مؤكدا أنّ “الحرب هنا مجددا”.
بدورهم، أقام معارضو يون تجمعا آخر.
وقالت لي جين-اه (28 عاما) “تركت عملي كي آتي إلى هنا وأحمي بلادنا والديموقراطية. أقيم في مكان يبعد ساعتين من هنا، والمشاركة في تظاهرات ثمّ العودة، كان أمرا مرهقا”.
وأضافت العاملة في أحد المقاهي والتي أمضت الليل أمام مقر إقامة يون سوك يول “الثلج، هذا لا شيء… سنظل هنا”.
وتنقضي مهلة تنفيذ مذكرة التوقيف الصادرة بحق يون مع حلول منتصف ليل الاثنين الثلاثاء (15,00 ت غ الاثنين). وأصدر القضاء المذكرة بعدما امتنع الرئيس المعزول عن الامتثال لثلاث مذكرات استدعاء للإجابة على أسئلة المحققين بشأن محاولته فرض الأحكام العرفية في الثالث من كانون الأول/ديسمبر، وهي خطوة تراجع عنها بعد ساعات، لكنها أدخلت البلاد في أزمة سياسية لم تعرفها منذ عقود.
وأكد المحققون عزمهم على تنفيذ هذه المذكرة ضمن المهلة المتاحة. وهم حاولوا القيام بذلك الجمعة، لكنهم تراجعوا بعد مواجهات مع الأمن الرئاسي الذي لا يزال يوفّر الحماية ليون.
ويخضع يون (64 عاما) لتحقيقات بموجب شبهات عدة منها “التمرّد”، واتهامه بتعريض ديموقراطية كوريا الجنوبية للخطر.
بعد ساعات من إعلان يون فرض الأحكام العرفية ليل الثالث من كانون الأول/ديسمبر، تمكّن عدد كافٍ من النواب الموجودين في البرلمان الذي طوّقته القوات العسكرية، من التصويت لصالح اقتراح يطالب برفع الأحكام العرفية.
وفي ظل ضغوط من مسؤولين وآلاف المتظاهرين إضافة إلى موجبات الدستور، اضطرّ الرئيس للامتثال والتراجع عن خطوته المفاجئة التي أثارت تنديدا واسعا من حلفاء بلاده.
ووفق تقرير للنيابة العامة اطلعت عليه فرانس برس، فقد تجاهل يون تحفّظ رئيس الحكومة ووزيرَين قبل إعلانه عبر التلفزيون فرض الأحكام العرفية.
وفي 14 كانون الأول/ديسمبر، صوّتت الجمعية الوطنية لصالح عزل يون سوك يول، ما أدى إلى كفّ يده عن مزاولة مهماته. ومع ذلك، لا يزال رئيسا بانتظار بتّ المحكمة الدستورية بقرار العزل بحلول منتصف حزيران/يونيو.
وفي حال توقيفه، سيكون يون أول رئيس كوري جنوبي يُعتقل وهو لا يزال في منصبه.

ندرك جيدا أنه لا يستطيع الجميع دفع ثمن تصفح الصحف في الوقت الحالي، ولهذا قررنا إبقاء صحيفتنا الإلكترونية “راي اليوم” مفتوحة للجميع؛ وللاستمرار في القراءة مجانا نتمنى عليكم دعمنا ماليا للاستمرار والمحافظة على استقلاليتنا، وشكرا للجميع
للدعم: