✓ بعد القُلّة الطينية .. هل يعقد مجلس بني مكادة دورة استثنائية لفك السحر؟

في واحدة من أكثر الحوادث غرابة وإثارة للسخرية في المشهد السياسي المحلي، اهتزت منطقة الحجريين ضواحي طنجة على وقع خبر العثور على “قلة طينية” مدفونة في أرض خلاء، محشوة بصور وطلاسم سحرية، أبرزها صور رئيس مقاطعة بني مكادة، محمد الحمامي، وبعض أعضاء مجلسه.

الحدث الذي بدا وكأنه مشهد مقتبس من رواية شعبية حول الشعوذة، تحوّل بسرعة إلى مادة دسمة للتعليقات الساخرة والانتقادات اللاذعة عبر منصات التواصل الاجتماعي.

في مقاطعة لا تزال أحيائها تُعاني من غياب أبسط مقومات التنمية، كالبنية التحتية المتردية والنفايات المنتشرة، يبدو أن بعض السياسيين لا يجدون وقتا للعمل من أجل الصالح العام، لأنهم مشغولون على ما يبدو بمراقبة “الأعمال السحرية” التي قد تكون مدفونة ضدهم؛ بدلا من التنافس ببرامج واضحة ومشاريع تنموية حقيقية، أصبح التنافس السياسي في طنجة أقرب إلى مسابقة في “فك الطلاسم” وحماية الذات من الشعوذة!

ورغم ما أثارته الحادثة من موجة ضحك واستغراب لدى المواطنين، إلا أنها في العمق تعكس واقعا سياسيا بائسا، حيث يطغى العبث وتتصدر الصراعات الشخصية المشهد بدل العمل الجاد لخدمة السكان.

فالمنتخبون الذين يُفترض أن ينشغلوا بحل مشاكل الأحياء الهامشية، يتصارعون بأساليب تُعيدنا إلى عصور التخلف بدلا من التقدم.

وفي ظل الانتشار السريع للواقعة عبر تطبيقات التراسل الفوري، انقسم المتابعون بين ساخرين ومستنكرين، فبينما اعتبر البعض المشهد “محاولة فاشلة لتغطية الفشل السياسي”، تساءل آخرون عمّا إذا كانت هذه الحادثة ستدفع المجلس الجماعي إلى عقد “دورة استثنائية لفك السحر”!

هذه الواقعة الكوميدية – بقدر ما هي مضحكة – تضع السياسيين المحليين أمام مرآة قبيحة، حيث يكشف المشهد عن صراعات عبثية تعكس عقلية بدائية ما زالت تسود بين من يُفترض أنهم يقودون عجلة التنمية.

وبينما تتراكم هموم المواطنين في انتظار حلول عملية، ينشغل المنتخبون بإحصاء عدد الطلاسم وربما البحث عن راقٍ رسمي للمجلس الجماعي!

هذه الحادثة تبقى تجسيدا لحال السياسة في طنجة، حيث يتراجع المنطق والعقل لتحل محلهما قلة طينية مدفونة في الأرض.. قلة لم تُدفن وحدها، بل دفنت معها أيضا ما تبقى من أمل المواطن في منتخبين جادين. فهل سيخرج هؤلاء السادة من دوامة العبث إلى دائرة العمل؟ أم أننا سنرى المزيد من “القُلَل” في المستقبل؟!

وإن كان من الواضح أن “طين السياسة” في طنجة يحتاج إلى كثير من التنظيف.. فالأيام كفيلة بالكشف عن الإجابة.



Shortened URL