الزلازل في إثيوبيا .. أعلن الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، عن تطور غير مسبوق في النشاط الزلزالي في إثيوبيا، حيث شهدت البلاد خلال الفترة الأخيرة زيادة كبيرة في عدد الزلازل مقارنة بالفترات السابقة.
هذا النشاط الزلزالي أصبح محط اهتمام عالمي، خاصة مع تصاعد قوته ووتيرته، مما يثير العديد من التساؤلات حول الأسباب والآثار المحتملة لهذا الظاهرة على البيئة والبنية التحتية في المنطقة وفي إثيوبيا.
تفاصيل النشاط الزلزالي في إثيوبيا
في مداخلة هاتفية له مع الإعلامية كريمة عوض في برنامج “حديث القاهرة”، أكد الدكتور شراقي أن ما يحدث في إثيوبيا من نشاط زلزالي لم يكن مألوفًا في المنطقة على الإطلاق. حيث أشار إلى أن 130 زلزالًا ضربت إثيوبيا خلال فترة زمنية لا تتجاوز الأسبوعين، وهو عدد غير مسبوق في تاريخ البلاد، ويعد الأعلى منذ ما يقرب من عشر سنوات. وقال إن هذه الظاهرة تستدعي الانتباه، خصوصًا أن إثيوبيا تاريخيًا كانت منطقة نشطة زلزاليًا، ولكن تزايد عدد الزلازل في هذه الفترة يعد تطورًا غير اعتيادي.
زيادة وتيرة الزلازل في إثيوبيا
وأشار الدكتور شراقي إلى أن وتيرة الزلازل في إثيوبيا قد ارتفعت بشكل كبير في الآونة الأخيرة، وأن الزلازل وصلت قوتها إلى 5.8 درجات على مقياس ريختر، وهو ما يعد مؤشرًا على شدة النشاط الزلزالي في المنطقة. هذه الزلازل ليست مجرد هزات أرضية بسيطة، بل تؤثر بشكل ملحوظ على البيئة المحلية والمناطق المحيطة، مما يتطلب دراسة دقيقة لفهم الأسباب والآثار المترتبة على ذلك.
الوجود البركاني في إثيوبيا
كما أشار شراقي إلى وجود 59 بركانًا خامدًا في إثيوبيا، لافتًا إلى أن هذه البراكين تعتبر عوامل طبيعية تشهد نشاطًا بسيطًا نسبيًا، ولكنها تبقى عاملًا محتملًا في حدوث الزلازل. استثناءً من هذه البراكين، يوجد بركان واحد نشط في إثيوبيا، وهو بركان ضعيف النشاط ويعد من المناطق السياحية الجاذبة. وفي تعليقه على النشاط البركاني، ذكر شراقي أن الزلازل القوية قد تؤدي إلى انشقاقات جديدة في الأرض، وهو ما قد يساهم في خروج الحمم البركانية من هذه البراكين.
العلاقة بين الزلازل وسد النهضة
من العوامل المثيرة للاهتمام التي أشار إليها الدكتور شراقي هو تأثير سد النهضة الإثيوبي على النشاط الزلزالي في المنطقة. على الرغم من أن الزلازل التي تحدث حاليًا تقع بعيدًا عن موقع السد بمقدار 500 كيلومتر، إلا أن شراقي أشار إلى أن وزن السد وبحيرته قد يؤديان إلى خلق نظام زلزالي محلي في محيط منطقة السد. وذكر أن السد، رغم بُعده عن منطقة الزلازل المعروفة، يمكن أن يكون أحد العوامل التي تساهم في زيادة النشاط الزلزالي في هذه المنطقة.
الآثار المحتملة على البيئة والبنية التحتية
إن النشاط الزلزالي المتزايد في إثيوبيا يمكن أن يثير قلقًا كبيرًا بشأن استقرار البيئة والبنية التحتية في المنطقة، خاصة في ظل وجود عدد من البراكين وأيضًا سد النهضة الذي يمثل نقطة محورية في منطقة القرن الأفريقي. على الرغم من أن هذا النشاط الزلزالي بعيد عن السد نفسه، إلا أن هناك تأثيرات بيئية وجيوفيزيائية قد تنجم عن هذه الهزات الأرضية. ومن الممكن أن تؤدي الزلازل الكبيرة إلى حدوث شقوق أو انزلاقات أرضية قد تؤثر سلبًا على المشاريع الإنشائية أو حتى الحياة اليومية للسكان المحليين.
في الختام، فإن النشاط الزلزالي المتزايد في إثيوبيا يمثل تحديًا بيئيًا وجيولوجيًا يتطلب متابعة دقيقة من قبل العلماء والباحثين في هذا المجال. يتعين على السلطات المحلية والدولية أخذ هذا الموضوع على محمل الجد، والعمل على تحليل أسبابه ودراسة تأثيراته المحتملة على المنطقة، بما في ذلك التأثيرات المحتملة على المشاريع الكبرى مثل سد النهضة. كما يجب أن تكون هناك خطط طوارئ معدة مسبقًا للتعامل مع أي تداعيات محتملة من هذه الزلازل على المدى القريب.