بعد الشمال.. إسرائيل تنقل الإبادة والتطهير العرقي إلى مدينة غزة

بعد الشمال.. إسرائيل تنقل الإبادة والتطهير العرقي إلى مدينة غزة

بعد الشمال.. إسرائيل تنقل الإبادة والتطهير العرقي إلى مدينة غزة

غزة/ محمد ماجد/ الأناضول
لليوم الثالث على التوالي، تشهد محافظة مدينة غزة أيام دامية جراء تصعيد قوات الجيش الإسرائيلي الإبادة والتطهير العرقي في إطار توسيع نطاقها الذي بدأتها في محافظة شمال القطاع منذ 5 أكتوبر/تشرين الأول 2024.
وخلال 72 ساعة الماضية، أسفرت الغارات الإسرائيلية عن استشهاد 184 فلسطينيا وإصابة العشرات في قطاع غزة، حيث كانت مدينة غزة الأكثر تضررا، إضافة إلى دمار واسع طال المنازل والبنية التحتية، بحسب ما أعلنه إسماعيل الثوابتة، مدير المكتب الإعلامي الحكومي للأناضول.
ومنذ صباح السبت، قتل الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، أكثر من 45 فلسطينيا، بعد توسيع إبادته في مدينة غزة، بحسب محمود بصل، المتحدث باسم الدفاع المدني للأناضول.
وقال شهود عيان للأناضول إن الطائرات الحربية الإسرائيلية كثفت هجماتها الجوية، مستهدفة مربعات سكنية كاملة في مدينة غزة، ما أدى إلى تدمير المباني فوق رؤوس ساكنيها.
وأشار سكان بالمدينة، للأناضول، إلى أن الهجمات الجوية جاءت بشكل مفاجئ، ما أدى إلى وقوع أعداد كبيرة من الضحايا بين قتلى وجرحى، ولا يزال العديد من المفقودين تحت الأنقاض.
وقال أحد الشهود للأناضول: “الغارات كانت عنيفة ومتواصلة، لقد شاهدنا بأعيننا كيف تم نسف مبان بأكملها على رؤوس ساكنيها دون سابق إنذار”.
استهداف مربعات سكنية
وفي واحدة من أبرز المجازر التي وقعت السبت، استهدفت طائرات حربية إسرائيلية مربعا سكنيا قرب مفترق السرايا وسط مدينة غزة، ما أدى إلى استشهاد 5 فلسطينيين وإصابة العشرات، ولا يزال عدد من السكان في عداد المفقودين تحت الأنقاض، بحسب بيان جهاز الدفاع المدني.
ولم تقتصر الهجمات على هذا الموقع، حيث استهدفت الطائرات مربعا سكنيا آخر في محيط مسجد النور المحمدي بحي الشيخ رضوان شمالي مدينة غزة، ما أسفر عن مقتل عدد من الفلسطينيين وإصابة آخرين بأعداد كبيرة بحسب الدفاع المدني.
تلك الهجمات الإسرائيلية جاء بعد أيام من تهديد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، حركة حماس، قائلا إنها “ستتلقى ضربات قوية لم تشهدها غزة منذ فترة طويلة” ما لم تسمح بإعادة الأسرى المحتجزين لديها وتوقف إطلاق الصواريخ على إسرائيل.
وأضاف أنه سيكثف الجيش الإسرائيلي ويعزز أنشطته في غزة حتى يتم إطلاق سراح المختطفين والقضاء على حماس.
وأكدت حماس مرارا، خلال الأشهر الماضية، استعدادها لإبرام اتفاق لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار، بل أعلنت موافقتها في مايو/ أيار الماضي على مقترح قدمه الرئيس الأمريكي جو بايدن.
غير أن نتنياهو تراجع عن المقترح، بطرح شروط جديدة أبرزها استمرار حرب الإبادة الجماعية وعدم سحب الجيش من غزة، بينما تتمسك حماس بوقف تام للحرب وانسحاب كامل للجيش الإسرائيلي.
وتأتي هذه الإبادة في ظل انهيار المنظومة الصحية وتدمير المستشفيات، التي باتت تعمل بالحد الأدنى من إمكانياتها لمحاولة إنقاذ الأرواح، وسط نقص حاد في المعدات الطبية والإمدادات الأساسية، ما يفاقم من معاناة المحاصرين.
جن جنونه
وقال مدير عام وزارة الصحة في غزة منير البرش، في للأناضول: “الاحتلال الإسرائيلي جن جنونه في مدينة غزة، حيث يستهدف كل مكان بشكل متواصل منذ الصباح، وعلى مدار الأيام الماضية، في إطار توسيع الإبادة الجماعية”.
وأضاف: “هناك أعداد كبيرة من الإصابات والشهداء تصل إلى مستشفى المعمداني ومستشفى الشفاء في مدينة غزة، في وقت تعمل فيه الطواقم الصحية بإمكانات بسيطة جدا”.
وتابع: “لم نتمكن من استيعاب هذا العدد الكبير من الإصابات بسبب انهيار المنظومة الصحية، التي تعاني أصلا من نقص شديد في الموارد بفعل الإبادة”.
وأشار إلى أن “الاحتلال يستهدف أماكن متعددة وبكثافة، ما يزيد العبء على الكوادر الطبية ومنظومة الإسعاف التي تعاني من ضعف شديد”.
تصعيد خطير
بدوره، قال المدير العام للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة إسماعيل الثوابتة للأناضول: “في تصعيد خطير وغير أخلاقي كالعادة، نفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 94 غارة وقصفا وجريمة على مدار الـ72 ساعة الماضية، استهدفت المدنيين العزل والمناطق السكنية في محافظات قطاع غزة وفي مدينة غزة على وجه الخصوص وبشكل وحشي ومتعمد”.
وأضاف الثوابتة: “هذه الهجمات أسفرت عن استشهاد أكثر من 184 فلسطينيا، بينهم عشرات الشهداء لم تصل جثامينهم إلى المستشفيات نتيجة تدمير البنية التحتية وتعذر الوصول إليهم تحت الأنقاض، وبسبب منع الاحتلال لسيارات الإسعاف والدفاع المدني والطواقم الطبية وفرق الإغاثة والطوارئ الوصول لهذه الجثامين ولعشرات الجرحى”.
وتابع: “هذه الجرائم تُمثل انتهاكا صارخا لكل القوانين والأعراف الدولية، وتندرج ضمن جرائم الحرب والإبادة الجماعية التي تستهدف المدنيين الأبرياء في قطاع غزة”.
ولفت إلى أن “الاحتلال يستخدم سياسة الأرض المحروقة، حيث يقوم بنسف مربعات سكنية كاملة بمن فيها من سكان، متسببا في تدمير عشرات المنازل على رؤوس ساكنيها، مما أدى إلى سقوط أعداد كبيرة من الشهداء والجرحى، بمن فيهم النساء والأطفال”.
وأوضح الثوابتة: “هذه الهجمات المتعمدة تأتي ضمن سلسلة جرائم الحرب التي يرتكبها الاحتلال “ضد شعبنا الفلسطيني، حيث يُمارس سياسة القتل الجماعي والتطهير العرقي في محاولة لترهيب شعبنا الفلسطيني وتهجيرهم قسرًا من أرضهم”.
وطالب المجتمع الدولي ومجلس الأمن “بتحمل مسؤولياتهم القانونية والأخلاقية، والتدخل الفوري لوقف العدوان ومحاكمة قادة الاحتلال أمام المحاكم الدولية”.
ودعا الأمم المتحدة إلى “إرسال فرق تحقيق دولية مستقلة لتوثيق هذه الجرائم البشعة، وتقديم مرتكبيها للعدالة”.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 154 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وتواصل إسرائيل مجازرها متجاهلة مذكرتي اعتقال أصدرتهما المحكمة الجنائية الدولية، في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، لارتكابهما جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين.

ندرك جيدا أنه لا يستطيع الجميع دفع ثمن تصفح الصحف في الوقت الحالي، ولهذا قررنا إبقاء صحيفتنا الإلكترونية “راي اليوم” مفتوحة للجميع؛ وللاستمرار في القراءة مجانا نتمنى عليكم دعمنا ماليا للاستمرار والمحافظة على استقلاليتنا، وشكرا للجميع
للدعم: