شرعت التجارة العالمية في تحويل مسارها من الصين إلى بلدان أخرى في آسيا؛ ما قاد ملاك السفن وشركات الشحن العالمية إلى العزوف عن شراء سفن شحن عملاقة والاتجاه صوب اقتناء ناقلات بحرية أقل حجما.
وقال محللو صناعة الشحن البحري إن تهديدات فرض لوائح بيئية وارتباكات التجارة تسبب في الإضرار بالطلب على سفن الحاويات الضخمة.
ومن المتوقع استمرار الاضطراب في التجارة العالمية مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض خلال الشهر الجاري.
وكان الرئيس المنتخب ترامب قد هدد بفرض رسوم ضخمة على الواردات القادمة من الصين.
ونقلت “فاينانشيال تايمز” عن شركة “برايمر” المتخصصة في سوق السفن، قولها إن ست سفن عملاقة فقط، من السفن القادرة على حمل ما يعادل أكثر من 17 ألف حاوية (من الحاويات فئة 20 قدم مربع)، من المقرر تسليمها خلال العام الجاري 2025، مقابل 17 سفينة سُلمت في عام 2020.
وفي الوقت ذاته، من المقرر تسليم 83 سفينة متوسطة الحجم بحمولات ما بين 12 ألفاً و16 ألفا و999 جاوية (من الحاويات فئة 20 قدم مربع) خلال العام الجاري، وهو ما يصل إلى نحو خمسة أضعاف العدد المسجل قبل خمس سنوات.
وقال محلل سوق الحاويات في شركة “برايمر”، جوناثان روش، “إن سفن الـ16 ألف حاوية سوف تكون شائعة الاستخدام من قبل شركات الشحن”، مضيفاً بأن “فتور” التجارة العالمية والتشبع من “السفن العملاقة” قلصا أيضاً من شهية امتلاك مثل تلك السفن.
وعلق كبير المحللين في شركة “زينيتا”، المتخصصة في رصد سوق الشحن البحري، بيتر ساند، على المشهد قائلاً “نحن بالتأكيد نرى اهتماماً متزايداً بالابتعاد عن جلب منتجاتك من الصين فقط”، مبيناً أن سلاسل الإمدادات شرعت في الانتشار إلى مراكز التصنيع الأصغر حجماً في أماكن أخرى داخل آسيا.
وأضاف ساند: “يمكنك تحقيق الغاية الاقتصادية فحسب من السفن (ذات الحجم الأكبر) إذا كنت تعتزم ملأها عن بكرة أبيها. وما لم تفعل ذلك، فإنك تخسر أموالاً.”
وذكرت الصحيفة أن هذا التحول في سوق الشحن البحري واستخدام السفن، جاء بعد عقود شهدت قيام ملاك السفن بطلب سفن الشحن العملاقة للغاية تماشياً مع الانتعاش الكبير الذي شهدته التجارة العالمية من قبل.