السلطات السورية تفرض قيودًا على دخول اللبنانيين إلى أراضيها بعد مناوشات بين الجيش اللبناني ومسلحين سوريين.. وإصابة 4 جنود لبنانيين
بيروت-(أ ف ب) – فرضت السلطات الجديدة في سوريا قيودا على دخول اللبنانيين إلى أراضيها، بحسب ما أفاد مصدران أمنيان وكالة فرانس برس الجمعة، بينما أشار مصدر عسكري الى أن الخطوة أتت إثر مناوشات بين الجيش اللبناني ومسلحين سوريين.
وأعلن الجيش اللبناني في بيان أن قوة منه كانت تعمل على إغلاق “معبر غير شرعي” مع سوريا في شرق لبنان، تعرضت الى إطلاق نار من مسلحين سوريين، متحدثا عن وقوع “اشتباك بين الجانبين” وإصابة أحد جنوده بجروح.
وقال مسؤول في الأمن العام اللبناني المشرف على المعابر الحدودية لفرانس برس إن الجهاز لم يتبلغ بأي “إجراء جديد من الجانب السوري”، لكنه “فوجئ بإغلاق الحدود” أمام اللبنانيين.
وكان يسمح للبنانيين دخول سوريا باستخدام جواز السفر أو الهوية، من دون الحاجة الى تأشيرة دخول.
وتحدث المسؤول الأمني عن “أخبار” بفرض قيود على دخول اللبنانيين وفق مبدأ “المعاملة بالمثل، أي بنفس الشروط التي يفرضها اللبنانيون على السوريين لجهة حيازة إقامة أو حجز فندقي”.
وقال مصدر أمني آخر على معبر المصنع، وهو النقطة الحدودية الرئيسية بين البلدين، لفرانس برس “يبدو أن هناك اجراءات جديدة من الجانب السوري” تسمح فقط بعبور اللبنانيين الذين يحملون إقامة أو إذنا بدخول سوريا.
من جهته، رجّح مصدر عسكري بأن يكون الاجراء خطوة احتجاجية بعد “مناوشات بين الجيش اللبناني وعناصر مسلحة سورية على الحدود، حيث اعتقل الجيش عناصر من المسلحين ثم أخلى سبيلهم”.
وأعلن الجيش اللبناني، مساء الجمعة، إصابة 4 من عناصره إثر تجدد الاشتباكات مع “مسلحين سوريين” قرب الحدود مع سوريا.
وفي وقت سابق من صباح الجمعة، قال الجيش اللبناني عبر بيان، إن أحد عناصره أُصيب في اشتباكات مع “مسلحين سوريين” أثناء محاولة قواته إغلاق معبر غير شرعي في منطقة معربون، بقضاء بعلبك (شرق).
ومساءً، أفاد الجيش اللبناني، في بيان لاحق، بتجدد الاشتباكات في المنطقة ذاتها، حيث استهدف المسلحون وحدة عسكرية له بسلاح متوسط.
وأضاف أن الهجوم أدى إلى تعرض 4 من عناصره لـ”إصابات متوسطة الخطورة”.
ولم يحدد البيان الجهة التي ينتمي إليها المسلحون.
وتتسم الحدود اللبنانية السورية بتداخلها الجغرافي، إذ تتكوّن من جبال وأودية وسهول بدون علامات أو إشارات تدلّ على الحدّ الفاصل بين البلدين.
كما يرتبط البلدان بـ6 معابر حدودية برية على طول نحو 375 كلم.
وبعد سقوط نظام الأسد في 8 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، بدأت كثير من العناصر المحسوبة على هذا النظام، بما في ذلك مسؤولون أمنيون وسياسيون وضباط في الجيش وأفراد من عائلاتهم، بالفرار إلى الخارج عبر الدول المجاورة، مثل العراق ولبنان، هربًا من المحاسبة. وشمل ذلك محاولة إقامة مسارات عبور غير شرعية إلى لبنان.
يأتي ذلك رغم تأكيد الإدارة الجديدة التي تشكلت في سوريا بعد إسقاط نظام الأسد أن البلاد في عهدها الجديد ستضمن كرامة وحرية مواطنيها، مع تمثيل عادل لجميع الأطياف والأعراق.
لكنها توعّدت بتقديم المتورطين بقتل وتعذيب آلاف السوريين خلال حكم النظام المخلوع إلى العدالة.
ودخل الجيش السوري لبنان في العام 1976 كجزء آنذاك من قوات عربية للمساعدة على وقف الحرب الأهلية، لكنه تحوّل الى طرف فاعل في المعارك، قبل أن تصبح دمشق “قوة الوصاية” على الحياة السياسية اللبنانية تتحكّم بكل مفاصلها.
وفي العام 2005، خرجت القوات السورية من لبنان تحت ضغط شعبي بعد اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري في انفجار وجهت أصابع الاتهام فيه إليها ولاحقا الى حليفها حزب الله.
ندرك جيدا أنه لا يستطيع الجميع دفع ثمن تصفح الصحف في الوقت الحالي، ولهذا قررنا إبقاء صحيفتنا الإلكترونية “راي اليوم” مفتوحة للجميع؛ وللاستمرار في القراءة مجانا نتمنى عليكم دعمنا ماليا للاستمرار والمحافظة على استقلاليتنا، وشكرا للجميع
للدعم: