حماد صبح: الشعب المغربي يعاقب الإسرائيليين على حرب الإبادة في قطاع غزة
حماد صبح
أوقفت إسرائيل الرحلات الجوية بينها وبين المغرب عقب تصاعد الغضب الشعبي المغربي احتجاجا على حرب الإبادة البشرية والعمرانية التي تقترفها في قطاع غزة منذ 14 شهرا. واتخذ الغضب الشعبي المغربي مواقف نفور وعداء شديدين من الإسرائيليين الذين يزورون المغرب للسياحة وسواها من المهمات والأعمال، وكانوا قبل الحرب يلقون الترحاب الصادق مبدوء بالجانب الرسمي منه.
وما كان للشعب المغربي العظيم العالي الروح في وطنيته وإسلامه وإنسانيته أن يوالي ترحابه بمستوطني كيان يبيد إخوانهم وبني عقيدتهم في قطاع غزة، ولذا انفجر غضبه منهم نفورا كاسحا جسد ذاته في العداء الواضح لهم، وفي تأييد 98 % من مواطنيه لعملية “طوفان الأقصى”، وما كان هذا التأييد ليسمو إلى هذه النسبة العالية في أول الحرب، وما سما بها هو أهوال الإبادة البشرية الكبيرة، والتخريب العمراني الشامل اللذين اقترافهما كيان فاجأ الدنيا بخروجه المطلق الجارف على كل القيم الإنسانية والأعراف الدولية المستقرة. وفي تجليات النفور الشعبي المغربي الذي عزز معنوياتنا في قطاع غزة، وبشر باتساع نطاقه في كل أنحاء العالم؛ ظهر تحذير صادق واعٍ من امتداد خطر الكيان ومستوطنيه إلى المغرب شعبا وأرضا. وهذا شأنهم أزلا وأبدا في مسار حقب التاريخ .
ما أكرمهم شعب إلا غدروا به ، وجازوا إكرامه إساءة له وتآمرا عليه. والأمثلة لا حصر لها. أنقذتهم الخلافة العثمانية من مذابح الأندلس، ونقلهم أسطولها إلى مركزها في الأراضي التركية، فتآمروا عليها، وتظاهروا بالإسلام، وهم الذين سموا الدونمة حتى تمكنوا من مفاصلها، وعاونوا الدول الأوروبية في الإجهاز عليها. وفي فلسطين قدم مهاجروهم الأوائل أنفسهم إلى أهلها بصفتهم إخوانا للعرب والمسلمين اضطهدهم “كفار” الغرب، فرحب بهم الفلسطينيون، وعلموهم الزراعة، ورأينا بعد ذلك حصاد الترحيب والتعليم قتلا وتشريدا للشعب الفلسطيني قفزا إلى أعلى ذراهما في الحرب الحالية الفظيعة الدموية. وأحسب أنه يقل الخلاف في تفسير جنونهم الحالي. إنه نذير أفول وجودهم في وطننا، فلا بقاء لكيان بهذا المدى من الانحطاط الأخلاقي والتوحش الإجرامي الأثيم. عناصر البقاء لأي كيان بشري هي نقيض ما يفعله هذا الكيان الذي ولد ولادة لا عدل فيها ولا استواء شرعي، ولم يفطن قادته في حمى كذبهم وغرورهم إلى هذه الحقيقة. وقادته الحاليون هم أسوأ وأغبى قادة له منذ ولادته غير الشرعية في 1948.
وأفعالهم المنكرة المتهورة في العدوان على قطاع غزة وفي المنطقة العربية والإسلامية ستدفعه دفعا إلى نهايته التي لا ملاذ له منها، ولن تجديه أي حماية خارجية ما دامت بذور نهايته مستقره في ذاته الشاذة. وفي موقف الشعب المغربي الشقيق بشير لنا، ونذير لهم، وستتسع بشائرنا إن شاء الله، وتتسع نذرهم إن شاء الله.
***
اضطررت إلى اختصار المقال بدءا من نصفه نظرا لاشتداد القصف والرصاص في المنطقة.
كاتب فلسطيني مقيم في غزة
ندرك جيدا أنه لا يستطيع الجميع دفع ثمن تصفح الصحف في الوقت الحالي، ولهذا قررنا إبقاء صحيفتنا الإلكترونية “راي اليوم” مفتوحة للجميع؛ وللاستمرار في القراءة مجانا نتمنى عليكم دعمنا ماليا للاستمرار والمحافظة على استقلاليتنا، وشكرا للجميع
للدعم: