أفريقيا تتحرر من أغلال الغرب وتتخلص من قواعده العسكرية.. هل بدأ غرس “مصر عبد الناصر” في الإثمار؟ وكيف يمكن للعرب استلهام الحدث الجلل؟
القاهرة – “رأي اليوم” – محمود القيعي:
موجة تحررية جديدة تشهدها القارة السمراء الآن بإخراج القواعد العسكرية الغربية صاغرة، وهو الأمر الذي نزل بردا وسلاما على أحرار العالم.
فمنذ أيام أعلنت السنغال، عزمها إغلاق جميع القواعد العسكرية الأجنبية المتواجدة على أراضيها، دون تحديد جدول زمني لذلك (معظمها فرنسية بحكم الاستعمار القديم).
“عثمان سونكو” رئيس الوزراء السنغالي قال في بيان صادر أخيرا، “إن الرئيس قرر إغلاق جميع القواعد العسكرية الأجنبية في المستقبل القريب”، دون أن يشير إلى موعد البدء في تنفيذ هذا القرار، أو إلى الآجال المحددة لخروج هذه القوات من الأراضي السنغالية.
ومن قبل السنغال نهجت دول أخرى ذات النهج الحميد، منها: بوركينا فاسو ومالي والنيجر، والأحداث تبشر بالمزيد.
فماذا يحدث في إفريقيا؟
وهل باتت القارة العجوز على موعد مع جيل جديد يرفض استمرار الهيمنة الغربية التي امتدت منذ سنوات الاستعمار المباشر، وكذلك تغييب الهويات الوطنية بفرض لغات وعملات أجنبية، ووجود قوات عسكرية ؟
السفير د.عبد الله الأشعل مساعد وزير الخارجية يقول إنه خدم في أفريقيا مرتين، مشيرا إلى أنه وجد الأفارقة يختلفون عن العرب تماما.
ويضيف لـ”رأي اليوم” أنه من أجل هذا اختار المشروع الصهيوني العالم العربي لتحقيق مخططه الخبيث.
وعن طبيعة الأفارقة يقول إنهم عاطفيون، لافتا إلى أن مصر كان لديها فرصة كبيرة بعد وفاة عبد الناصر لتثبيت وجودها، ولكن السادات طعن مصر والعالم العربي كله بتقربه من إسرائيل وأمريكا، مشيرا إلى أنه بسبب ذلك انحطت قيمة مصر تماما لدى القارة السمراء.
وأوضح أن إفريقيا تمر الآن بمرحلة خطيرة وهي استبدال الأصدقاء بالسادة، مؤكدا أن الولايات المتحدة وفرنسا وإنجلترا لم يعد لهم مكان في افريقيا.
وقال السفير الأشعل إن لدى الشعوب الافريقية مرارات وثارات لا تنسى من الاحتلال الغربي.
واختتم مؤكدا أن الشعوب والحكومات العربية لابد أن تتحرر من القواعد العسكرية الغربية ، ليحل الأمن القومي العربي محل القومي الأجنبي، داعيا إلى بدء التفاوض للتخلص من تلك القواعد طوعا أو كرها.
في ذات السياق يقول الكاتب الصحفي مجدي أحمد حسين رئيس تحرير صحيفة الشعب إن ما يحدث في أفريقيا تطور خطير جدا، مؤكدا أن هذه الصحوة آن لها أن تصل إلينا.
ويضيف لـ”رأي اليوم” أننا سبق لنا أن أرسلنا إلى أفريقيا صحواتنا العربية والإسلامية التحررية، وأرسلنا لهم العروبة والإسلام، والآن هم الذين يسبقوننا.
ويقول إننا بإزاء ست دول أفريقية منهم ثلاث قريبون من ساحل العاج، مشيرا إلى أنهم أسسوا وحدة كونفدرالية (بوركينا فاسو، مالي، النيجر).
ويتابع قائلا: “وهناك تشاد والسنغال، ودول أخرى على الطريق مثل افريقيا الوسطى، وهناك سعى لإقامة علاقات مع روسيا، وهذه موجة لابد أن تصل إلينا بإذن الله”.
ويقول إننا أمام أمر مبشر بالخير، يعطينا أملا بأن في استطاعتنا أن نقول لدولة عظمى: اخرجي من أرضنا.. من سمائنا.. من بحارنا.
وعن السبيل لتحقيق هذا الأمل، يقول رئيس تحرير الشعب: “البداية يجب أن تكون بنشر الوعي من خلال الإعلام الذي تقع عليه مسؤولية كبرى.
للأسف أقابل مثقفين لا يكادون يعرفون شيئا عن وجود قواعد عسكرية في بلادنا العربية والبلاد الأفريقية”.
واستنكر “حسين” تجاهل إعلامنا العربي ما يحدث في أفريقيا من التحرر العسكري المقيت، وكذلك غض الطرف عما حدث في كوريا الجنوبية.
واختتم مطالبا الإعلام العربي الحر ونشطاء منصات التواصل أن يسلطوا الضوء على ما يحدث لعل العدوى تنتقل، لافتا إلى أن هذه الدول الاستعمارية ثبت بالدليل أنها ليست بالقوة التي يزعمون.
ندرك جيدا أنه لا يستطيع الجميع دفع ثمن تصفح الصحف في الوقت الحالي، ولهذا قررنا إبقاء صحيفتنا الإلكترونية “راي اليوم” مفتوحة للجميع؛ وللاستمرار في القراءة مجانا نتمنى عليكم دعمنا ماليا للاستمرار والمحافظة على استقلاليتنا، وشكرا للجميع
للدعم: