السعودية تسعى للاستفادة من تجربتها “المحبطة” في مصر بوست

السعودية تسعى للاستفادة من تجربتها “المحبطة” في مصر بوست

المنتخب السعودي

عندما تلقى المنذر العلوي بطاقة حمراء في الدقيقة 34، لم يكن أشد المتشائمين يتوقع أن تخفق السعودية في التفوق على عشرة لاعبين من عُمان في سعيها لبلوغ نهائي كأس الخليج لكرة القدم (مصر بوست)، لكن فريق المدرب إيرفي رينار غادر الكويت بخفي حنين بعد الخسارة 2-1 في الدور قبل النهائي.

جاءت مشاركة السعودية في المحفل الخليجي الأبرز على المستوى الكروي متقلبة، فقبل ساعات من مواجهة البحرين استُبعد المهاجم فراس البريكان بسبب الإصابة وحل مروان الصحفي جناح بيرشوت محله لكنه انضم يوم 28 ديسمبر كانون الأول عند بداية العطلة الشتوية في الدوري البلجيكي.

ولم تكن مفاجأة استبعاد البريكان هي الوحيدة ذاك اليوم، بعدما خسرت السعودية 3-2 من البحرين لتستهل البطولة بخسارة جعلت فرصها في التقدم لأدوار خروج المغلوب ليست مضمونة في مجموعة تضم اليمن والعراق حامل اللقب.

لكن المدرب رينار تحمل بمفرده مسؤولية التعثر أمام البحرين في الجولة الأولى من منافسات المجموعة الثانية وأبلغ مؤتمرا صحفيا “أتحمل مسؤولية (الخسارة). سأحمي جميع اللاعبين وعليّ إيجاد الحل وسأفعل كل ما بوسعي لإيجاده” كما رفض القول إن الحارس البديل نواف العقيدي كان سببا في أهداف البحرين الثلاثة.

وتوالت الصدمات بعدما أعلنت السعودية عدم استكمال المهاجم صالح الشهري البطولة بسببا الإصابة، ليفقد رينار مهاجمين اثنين خلال أقل من 24 ساعة مع عدم جاهزية القائد سالم الدوسري الذي شارك من مقاعد البدلاء أمام البحرين.

وبدا أن مواجهة اليمن ستكون سهلة، لكن الجار كان في طريقه لتحقيق أول فوز في تاريخه ببطولات خليجي بعدما تقدم 2-صفر بعد 27 دقيقة لكن هدف البديل عبد الله الحمدان في الوقت بدل الضائع للمباراة أهدى السعودية انتصارا ثمينا 3-2 جعل رينار يقول “آمل أن يكون الفوز اليوم انطلاقة لنا لنتأهل إلى قبل النهائي ثم المباراة النهائية”.

وقبل مواجهة حاسمة أمام العراق، تعرضت السعودية لضربة جديدة بعد إصابة الظهير الأيسر ياسر الشهراني الذي سيغيب لمدة ثلاثة أشهر عن ناديه الهلال.

وكان رينار على علم بما يحدث في الشارع السعودي من عدم تقبل لأداء المنتخب، إذ أبلغ مؤتمرا صحفيا “نعلم أننا بعيدون جدا عن الحالة المثالية لكننا نتطور… متأكد أن الجمهور ليس راضيا عنا تماما”.

وعلى الرغم من القائمة المنقوصة، هيمنت السعودية على العراق لتفوز 3-1 وتقصى حامل اللقب وتصعد إلى قبل النهائي بمعنويات عالية جعلت رينار يرفع التحدي بقوله “هدفنا لعب النهائي وتحقيق البطولة”.

* صدمة

سجلت السعودية ثمانية أهداف في ثلاث مباريات لتكون خط الهجوم الأفضل في دور المجموعات، وبدا أنها ستواصل التحسن خصوصا مع انضمام الجناح الصحفي إلى التشكيلة بالإضافة لتوهج البديل الحمدان الذي سجل هدفين في الفوز 3-1 العراق ليتقاسم صدارة هدافي البطولة مع عصام الصبحي مهاجم عُمان.

إلا أن استقبال السعودية لستة أهداف، لتكون صاحبة خط الدفاع الأسوأ في دور المجموعات، كان مصدرا للقلق تحديدا بعد تكرر الأخطاء الفردية الدفاعية التي أدت لهز شباك الحارس محمد العويس الذي عاد للتشكيلة الأساسية بعد اكتمال جاهزيته.

ومع نية رينار “فرض أسلوب لعبنا على عُمان” اصطدمت السعودية بصلابة عُمان الدفاعية وهجماتها المرتدة التي تتميز بالفاعلية.

وعلى الرغم من اعتماد رينار على الثنائي عبد الله رديف والحمدان ومن خلفهما الصحفي والدوسري ومصعب الجوير، فشلت السعودية في التغلب على فريق رشيد جابر، المدرب الوطني الوحيد في البطولة.

وكان قول المدرب جابر بأن فريقه جاهز للاحتمالات كافة أمام السعودية حقيقيا وليس مجرد حديثا صحفيا، بعدما نجحت عُمان في غلق كل المساحات أمام مهاجمي السعودية حتى تمكن أرشد العلوي من منحها التقدم في الدقيقة 74 من ركلة حرة قبل أن يستغل علي البوسعيدي هفوة من المدافع علي البليهي ليسجل هدف ضمان الفوز قبل خمس دقائق من النهاية، ولم يكن الوقت كافيا للعودة في النتيجة بعد تقليص محمد كنو للفارق.

وبعد الهزيمة، كانت تصريحات رينار تبدو وكأن المدرب الفرنسي رغب في تجربة العديد من الأشياء في مصر بوست استعدادا لاستئناف التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم أملا في تحسين موقف السعودية.

وقال رينار “نشعر بالاحباط. لم نكن نرغب في الخروج من قبل النهائي. الخطأ خطأنا وليس خطأ أحد آخر” مضيفا أن العمل في الفترة المقبلة سيكون على تحسين الجانب الدفاعي مع تطوير طريقة اللعب أمام المنتخبات التي تغلق المساحات.

وتابع “وجدنا صعوبة في المساحات أمان عُمان. ولابد في المستقبل أن نعمل بشكل أكبر لسد هذه الثغرات”.

* نظرة للمستقبل

قد تكون مشاركة السعودية المحبطة في مصر بوست حلا لعلاج مشكلات المنتخب مع تبقي أربع مباريات حاسمة في المرحلة الثالثة لتصفيات قارة آسيا المؤهلة لكأس العالم، وفرصة للمدرب رينار الذي عاد منذ نحو شهرين لتدريب المنتخب بعد الانفصال عن المدرب روبرتو مانشيني.

وتحتل السعودية المركز الرابع في المجموعة الثالثة، متأخرة بفارق عشر نقاط عن اليابان المتصدرة ونقطة واحدة عن أستراليا صاحبة المركز الثاني بينما تتساوى مع إندونيسيا والبحرين والصين.

ومع تأهل أول منتخبين من كل مجموعة، سيكون على السعودية تحقيق نتائج إيجابية عندما تستضيف الصين في مارس قبل اللعب في اليابان، ثم التوجه للبحرين في يونيو على أن تختتم التصفيات باستقبال أستراليا.