رحل بعد زوجته بـ7 أشهر.. هل أنهى الحزن حياة أحمد عدوية؟

رحل بعد زوجته بـ7 أشهر.. هل أنهى الحزن حياة أحمد عدوية؟

كتب – محمد عماد

في مشهد يملؤه الحزن والأسى، ودّع الوسط الفني والجمهور العربي الفنان الشعبي أحمد عدوية عن عمر ناهز 79 عامًا، بعد مسيرة فنية حافلة بالأغاني التي أثرت وجدان المصريين على مدار عقود.

وفاة عدوية جاءت بعد 7 أشهر فقط من رحيل شريكة حياته وزوجته، ونيسة أحمد عاطف، التي فارقت الحياة في مايو الماضي، مما فتح باب التساؤلات حول تأثير الحزن الشديد على صحة الإنسان، وخاصة فيما يعرف طبيًا بـ”متلازمة القلب المكسور”.

هل يسبب الحزن الوفاة؟

لطالما كانت علاقة أحمد عدوية بزوجته ونيسة مثالاً للوفاء والحب، فقد ظلت بجواره طوال حياته، خاصة خلال أوقات المرض والأزمات، فلم تكن ونيسة مجرد زوجة، بل كانت رفيقة درب حملت معه صعوبات الحياة وظلت داعمة له حتى آخر لحظاتها.

رحيلها المفاجئ شكّل صدمة كبيرة للفنان، حيث ظهر التأثر الواضح عليه خلال المناسبات العائلية القليلة التي ظهر فيها بعد وفاتها، فهذا الحزن العميق قد يكون له دور كبير في تدهور حالته الصحية والنفسية، وهو ما يطرح التساؤلات حول التأثير الحقيقي لفقدان شريك الحياة على الإنسان.

اقرأ أيضًا: كيف تؤدي أمراض الشيخوخة للموت؟

لفهم العلاقة بين الحزن الشديد والصحة القلبية، يوضح الدكتور أحمد الكيلاني، استشاري أمراض القلب، أن هناك حالة طبية تُعرف باسم “متلازمة القلب المكسور” أو “اعتلال عضلة القلب الناتج عن الإجهاد”.

هذه الحالة تحدث عندما يتعرض الإنسان لصدمات نفسية حادة، مثل فقدان شريك الحياة، ما يؤدي إلى إفراز كميات كبيرة من هرمونات التوتر مثل الأدرينالين والكورتيزول، التي تؤثر سلبًا على عضلة القلب.

ويضيف الكيلاني: “قد يشعر الشخص المصاب بآلام في الصدر وصعوبة في التنفس، وهي أعراض مشابهة للنوبات القلبية، لكن على عكس الأزمات القلبية التقليدية، فإن متلازمة القلب المكسور لا ترتبط بانسداد الشرايين، بل بضعف مؤقت في عضلة القلب”.

هذه المتلازمة أكثر شيوعًا بين النساء، ولكنها قد تصيب الرجال أيضًا، خاصة إذا كان الحزن عميقًا ومصحوبًا بتدهور نفسي حاد، مما قد يفسر وفاة أحمد عدوية بعد فترة وجيزة من فقدان زوجته.

التأثير النفسي لفقدان الشريك

من الناحية النفسية، يرى الدكتور إسماعيل صادق، استشاري الطب النفسي، أن فقدان شريك الحياة يعد أحد أصعب التجارب التي يمكن أن يمر بها الإنسان، خاصة إذا كانت العلاقة قوية وممتدة لسنوات طويلة.

ويؤكد صادق أن الحزن الشديد يؤثر على الصحة النفسية والجسدية بشكل مباشر. يقول: “بعد فقدان شريك الحياة، يدخل الشخص في حالة من الاكتئاب العميق قد تتطور إلى مشكلات صحية خطيرة مثل فقدان الشهية، الأرق، انخفاض المناعة، وأحيانًا أمراض جسدية مثل ارتفاع ضغط الدم أو أمراض القلب”.

وأضاف أن “الأشخاص الذين يعتمدون بشكل كبير على شريك حياتهم في الدعم النفسي والاجتماعي يكونون أكثر عرضة لتدهور الحالة الصحية بعد الفقدان”.

قد يهمك ذكرى رحيل شعبان عبد الرحيم- ما المرض الذي أنهى حياته؟

تأثير فقدان الحب على الصحة النفسية

قصة أحمد عدوية وزوجته الراحلة هي شهادة حية على قوة الحب والارتباط الإنساني، لكنها أيضًا تفتح أعيننا على أهمية الدعم النفسي والاجتماعي بعد الفقدان، فالحب الذي جمعهما ظل حاضرًا حتى اللحظة الأخيرة، ليؤكد أن بعض القلوب قد لا تتحمل الحزن، وأن الفقدان قد يكون كافيًا لإطفاء شعلة الحياة.