معركة ضروس في مصر بسبب نية الحكومة لإعادة تمثال “ديليسبس” إلى مدخل قناة السويس.. المؤيدون: صاحب الفضل الأكبر فى تنفيذ المشروع.. المعارضون: احذروا عودة الاحتلال وتحقيق أطماع الكيان الإرهابى الصهيونى التى لم تنته ولن تنتهى فى سيناء المقدسة!

معركة ضروس في مصر بسبب نية الحكومة لإعادة تمثال “ديليسبس” إلى مدخل قناة السويس.. المؤيدون: صاحب الفضل الأكبر فى تنفيذ المشروع.. المعارضون: احذروا عودة الاحتلال وتحقيق أطماع الكيان الإرهابى الصهيونى التى لم تنته ولن تنتهى فى سيناء المقدسة!

معركة ضروس في مصر بسبب نية الحكومة لإعادة تمثال “ديليسبس” إلى مدخل قناة السويس.. المؤيدون: صاحب الفضل الأكبر فى تنفيذ المشروع.. المعارضون: احذروا عودة الاحتلال وتحقيق أطماع الكيان الإرهابى الصهيونى التى لم تنته ولن تنتهى فى سيناء المقدسة!

القاهرة – “رأي اليوم” – محمود القيعي:
معركة ضروس تدور رحاها في مصر الآن بعد إعلان اللواء محب حبشي محافظ بورسعيد خلال احتفالات المحافظة بالعيد القومي عن عودة تمثال ديلسيبس إلى بورسعيد، بعد فترة من الجدل حول مسألة عودته.
وأكد المحافظ أن إعادة التمثال تعتبر خطوة إيجابية ستسهم في تعزيز مكانة بورسعيد كوجهة سياحية.
إعلان المحافظ جاء بعد تزايد المطالبات بضرورة عودة تمثال الفرنسى فرديناند ديليسبس إلى محافظة بورسعيد على أن يعاد التمثال مرة أخرى لمكانه الطبيعي، حتى تستفيد المدينة من وجوده في إطار وضع المدينة على الخريطة السياحية للدولة، فضلا عن ضرورة الحفاظ على تاريخ المحافظة الباسلة.
الداعون لعودة التمثال يرون أن تمثال ديليسبس يعد جزءا من آثار المحافظة ولا يحق نقله لأي مكان آخر شأنه شأن تمثال الملك فؤاد الذي تم تسمية مدينة بورفؤاد باسمه.
الجدل حول عودة التمثال قديم، وتحديدا منذ 2011 ، ولكنه تأجج في هذه الأيام، فكيف كانت الآراء؟
الكاتب والمحلل السياسي د. أسامة الغزالي حرب ضم صوته إلى المطالبين بإعادة تمثال الدبلوماسى الفرنسى فرديناند ديليسبس، مشيرا إلى أنه كان له الفضل الأكبر فى تنفيذ مشروع حفر قناة السويس، الذى أضاف إلى مصر قيمة جغرافية واقتصادية وسياسية لا تقدر بمال، إلى مكانه التاريخى الأصلى عند مدخل قناة السويس.
ويضيف: ” نعم.. أعلم جيدا أن هناك من يعارضون تلك العودة للتمثال.. وربما كانت أبرزهم الزميلة والأستاذة الفاضلة، ابنة بور سعيد المخلصة سكينة فؤاد.. ولكننى أعلم أيضا أن الغالبية العظمى من أهالى بورسعيد يحبذون عودة التمثال، لأنه جزء لا يتجزأ من تاريخ مدينتهم وتاريخ القناة، وثروتها السياحية”.
ويتابع حرب قائلا: ” كما أننى أعتقد أن الأجهزة التنفيذية والمحلية بالمحافظة سوف ترحب بتلك العودة، خاصة مع تطوير ممشى سبس الشهير والبديع عند المدخل الشمالى للقناة قرب مبنى إدارتها التاريخى”.
وناشد حرب بقوة رئيس مجلس الوزراء د. مصطفى مدبولى الموافقة على إعادة تمثال ديليسبس إلى مكانه الأصلى على مدخل القناة – ليس فقط احتراما لحقيقة تاريخية، وإنما أيضا لما يرمز إليه من تقدير للعلاقة الثقافية المتينة بين مصر وفرنسا، بلد فرانسوا شامبليون الذى كان له الفضل الأعظم فى معرفة التاريخ المصرى القديم.
واختتم مؤكدا أن المصريين يملكون من التراث التاريخ الحضارى العظيم، ما يجعلنا نتعامل بكل ثقة مع البلدان والحضارات الأخرى.. بما فى ذلك تقدير دور ديليسبس، الذى لا يمكن إنكاره، فى شق القناة التى كانت نعمة لمصر.
على الجانب الآخر عبرت الكاتبة سكينة فؤاد عن أسفها على من لا يعرفون تاريخ بلدهم وما فعله الاحتلال الانجليزى بهم والاحتلال والاستغلال الفرنسى لقناتهم والذى كان عدوانهم الثلاثى 1956 وبمشاركة الكيان الصهيونى محاولة لإعادة احتلال الانجليز لمصر واسترجاع الفرنسيين للسيطرة على قناة السويس وإعادة نهب دخلها وفرض سيطرة أبدية عليها.
وتضيف متسائلة: هل يعرف الذين يريدون إعادة تمثال الأفّاك ديليسبس الذى أسقطه أبطال المقاومة الشعبية من أبناء بورسعيد والفدائيون أن إسقاطه كان رمزا من أهم رموز انتصارهم وإفشال مخططات الغزاة الذين هاجموا بورسعيد وبورفؤاد بقواتهم البرية والبحرية والجوية؟
وتتابع متسائلة بغضب: “وهل يعرف من يجهلون التاريخ ولا أريد أن أقول من وعدوا بمكاسب إذا أعيد تمثال الأفاك ديليسبس ماذا كان يمكن أن يحدث، لا قدر الله، ولا كان ولا سيكون بإذن الله أبدا إعادة احتلال الانجليز لمصر واستيلاء الفرنسيين على قناة السويس وتحقيق أطماع الكيان الإرهابى الصهيونى التى لم تنته ولن تنتهى فى أرض سيناء المقدسة!”.
وتضيف أن من يريد أن يستزيد عن تفاصيل جرائم جيوش الغزو الثلاثى فعليه العودة إلى الأطلس التاريخى لبطولات شعب بورسعيد 1956 وموسوعة تاريخ بورفؤاد للمؤرخ البورسعيدى الكبير ضياء القاضى ليعرفوا كيف استشهد من أبطال المقاومة ومن هدمت بيوتهم عليهم ومن هدمت أحياؤهم السكنية بالكامل.
وتتابع: “هل يعرف الذين يريدون إعادة تمثال الأفاك أنه مات فى بلاده محكوما عليه فى قضية فساد فى قناة بنما وأن مؤرخين كبارا عربا وأجانب وصفوه بأنه أدار عملية من أكبر عمليات السخرة فى التاريخ فى أثناء حفر قناة السويس وأنه تحت جلد الضرب بالسياط وبالجوع والعطش استشهد آلاف العمال والفلاحين الذين كانوا يجلبون عنوة من قراهم مكبلين بالسلاسل حيث يفقد ذووهم كل أثر لهم بعد ذلك.
وتتابع: “هل يعرف من يريدون إعادة التمثال المهين إلى مدخل قناتنا أن هذا الأفاك لم يكن صاحب فكرة حفر القناة التى تربط بين البحرين الأحمر والمتوسط وأنها تعود إلى أجدادنا المصريين القدماء والى كل من جاء مصر من الغزاة والطامعين فى وافر خيراتها؟
وتقول إن كل من يريد أن يعرف الدراما التاريخية لسيطرة قوى الاحتلال واستغلال كنوزها الطبيعية وموقعها الوسطى الفريد فى قلب العالم ، فليعد إلى ما كتبه الدكتور مصطفى الحفناوى فى مذكراته التى كانت من أهم الوثائق التى استند إليها الرئيس جمال عبدالناصر فى قرار تأميمها وكيف تسلط على سعيد والى مصر منذ كان غلاما صغيرا بينما كان ديليسبس موظفا بسفارة بلاده فى مصر ولم يكن مهندسا كما كان يعتقد البعض واستطاع أن يحصل على موافقته على حفر القناة فارتبط اسمه بها وبالليالى السود فى تاريخ مصر الحديث وفتح ديليسبس الباب للقروض الأجنبية وتفاقمت القروض فى عصر إسماعيل وهوت سياط السخرة على ظهور الفلاحين الذين حشدوهم للحفر وقد طوت أتربة القناة جماجمهم وعظامهم ومات منهم الآلاف وخربت الخزانة المصرية بسبب نفقات القناة وافتتحت للملاحة فى 17 نوفمبر 1869 لتنعم أوروبا بالثراء والرفاهية وتتسع رقعة احتلال الغرب للشرق وليكون جزاء مصر على ما قدمته فى حفر القناة من أرضها وأموالها وأرواح أبنائها نفوذا أجنبيا فى كل مرافق الحياة المصرية واحتلالا انجليزيا من أجل القناة فى 1882 وهو الاحتلال الذى أذاقها الذل والهوان أكثر من سبعين عاما.
وتخلص إلى أن هذه هى المأساة أو المؤامرة الكبرى فى التاريخ قديمه وحديثه وإلى أن وضع الرئيس عبد الناصر نهاية لها بتأميم القناة الذى أشعل جنون وذعر عواصم الاحتلال الغربى فكانوا كمن أصابهم مس من الشيطان وقادهم إلى العدوان الثلاثى فى بورسعيد فتلوثت أيديهم بدماء الشهداء وردوا على أعقابهم نادمين تاركين لنا يوم النصر العظيم.
وتقول إنه كان من أعظم رموز هذا النصر مسارعة أبطال المقاومة والفدائيين إلى إسقاط تمثال الأفاك ديليسبس كرمز لإسقاط سيطرة الاحتلال على مصر وعلى قناتها، فهل نعيد تمثال هذا الأفاك بكل ما ارتكبه من خطايا فى حفر القناة لتخدم أطماع بلاده والانجليز فى استعمارهما الشرق وهل نعتذر بإعادة التمثال المهين عن نضالنا وانتصارنا 1956 وكانت هناك من قبل محاولة لإعادة التمثال المهين تصدى لها شباب بورسعيدى من أبناء النضال والمقاومة فى القضية رقم 3134 وأيدهم القضاء الوطنى العادل فيها والذى وضع أمامه أيضا ومنذ أيام قليلة المستشار على أيوب إدانة المحاولة الجديدة لإعادة التمثال المهين وقد سارع إلى تأييد الرفض أبناء بورسعيد ومن قبل أيضا أيدهم قرار الدولة بنقل التمثال إلى المتحف الذى أقيم فى البيت الذى كان يسكنه ديليسبس على شاطئ القناة بالإسماعيلية.
وتطالب “فؤاد” بأن يوضع إلى جانب التمثال المهين وثيقة بكل ما ارتكب من خطايا وجرائم بحق مصر، مؤكدة أن من أهم الوثائق التى تؤيد عدم عودة التمثال إلى قاعدته فى مدخل القناة ببورسعيد وثيقة صدرت من الجمعية المصرية للدراسات التاريخية وتضم نخبة من المؤرخين الكبار الذين أكدوا رفضهم القاطع لعودة التمثال إلى مدخل القناة.
واختتمت مكررة دعوتها أن يرفع على القاعدة فى مدخلها تمثال لمن استشهدوا فى حفرها من عمال وفلاحين.
فهل تعيد الحكومة تمثال ديليسبس ولا تبالي أم تعرض عن تلك الخطوة اتقاء لغضبة  كبرى؟!

ندرك جيدا أنه لا يستطيع الجميع دفع ثمن تصفح الصحف في الوقت الحالي، ولهذا قررنا إبقاء صحيفتنا الإلكترونية “راي اليوم” مفتوحة للجميع؛ وللاستمرار في القراءة مجانا نتمنى عليكم دعمنا ماليا للاستمرار والمحافظة على استقلاليتنا، وشكرا للجميع
للدعم: