كتب – الكونسلتو
إدارة داء السكري من النوع الثاني لدى كبار السن تتطلب مقاربة شاملة تأخذ بعين الاعتبار التغيرات الفسيولوجية المرتبطة بالعمر والتحديات الصحية الأخرى. الهدف الأساسي هو تحقيق تحكم فعّال في مستويات الجلوكوز مع الحد من الآثار الجانبية وتعزيز جودة الحياة.
________________________________________
تحديات إدارة السكري في كبار السن
كبار السن يواجهون تحديات فريدة تؤثر على إدارة السكري، ومن أبرزها:
• تراجع وظائف الكلى والكبد: مما يؤثر على استقلاب الأدوية وإزالتها من الجسم.
• تعدد الأدوية: زيادة خطر التداخلات الدوائية ونقص سكر الدم.
• ضعف الإدراك أو الذاكرة: قد يعيق الالتزام بالعلاج.
• ضعف النشاط البدني: الناتج عن مشاكل الحركة أو الأمراض المزمنة.
________________________________________
الأعراض
قد تظهر أعراض داء السكري لدى كبار السن بشكل مختلف عن الفئات العمرية الأخرى، وتشمل:
• الإرهاق المزمن.
• فقدان الوزن غير المبرر.
• التبول المتكرر، خصوصًا أثناء الليل.
• الجفاف والعطش المستمر.
• تشوش الرؤية.
• تأخر شفاء الجروح وزيادة خطر العدوى.
________________________________________
الأهداف العلاجية
الأهداف العلاجية لكبار السن:
• الحفاظ على مستويات HbA1c بين 7%-8%، مع مراعاة الحالة الصحية العامة.
• تقليل خطر نقص سكر الدم، خاصةً مع تعدد الأدوية.
• تحسين جودة الحياة والسيطرة على الأمراض المصاحبة مثل ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب.
________________________________________
خطة العلاج
الخيارات الدوائية
• الميتفورمين: يُفضل كخيار أول إلا في حالات القصور الكلوي الشديد.
• مثبطات SGLT2: توفر فوائد للقلب والكلى مع تقليل خطر نقص السكر.
• ناهضات مستقبلات GLP-1: تساعد في التحكم بالوزن وتحسين السيطرة على السكر.
• السلفونيل يوريا: يُستخدم بحذر لتجنب نقص السكر.
• الأنسولين: يُعتبر الخيار الأخير في حال فشل الخيارات الأخرى.
تعديلات نمط الحياة
1. النظام الغذائي:
o التركيز على وجبات متوازنة تحتوي على الكربوهيدرات المعقدة والبروتين.
o الحد من السكريات المكررة والدهون غير الصحية.
2. النشاط البدني:
o تمارين خفيفة مثل المشي لمدة 30 دقيقة يوميًا.
o تمارين التوازن لتحسين الحركة ومنع السقوط.
3. إدارة التوتر:
o تطبيق تقنيات التأمل والاسترخاء.
o الدعم النفسي والاجتماعي.
________________________________________
المضاعفات الشائعة
كبار السن أكثر عرضة للإصابة بمضاعفات السكري، مثل:
• اعتلال الشبكية السكري: يؤدي إلى تدهور الرؤية أو فقدانها.
• اعتلال الكلى السكري: يسبب تدهور وظائف الكلى.
• اعتلال الأعصاب السكري: يتسبب في آلام أو تنميل بالأطراف.
• أمراض القلب والأوعية الدموية: مثل النوبات القلبية والسكتات الدماغية.
• القدم السكرية: قد تؤدي إلى قرح مزمنة أو بتر الأطراف.
________________________________________
الوقاية من تدهور الحالة
1. الفحوصات الدورية: متابعة HbA1c ووظائف الكلى والكبد.
2. الكشف المبكر: عن أي علامات للمضاعفات، خاصةً الشبكية والكلى.
3. تعزيز الالتزام بالعلاج: باستخدام أدوات تنظيم الجرعات أو المساعدة من أفراد العائلة.
4. النشاط البدني والغذائي: دعم التحول إلى أسلوب حياة صحي ومستدام.
________________________________________
العلاجات البديلة
• الأطعمة الطبيعية: مثل القرفة والحلبة، تُظهر بعض الدراسات دورها في تحسين التحكم في السكر.
• المكملات الغذائية: مثل الألياف لتحسين عملية الهضم وفيتامين د لتحسين الاستجابة للأنسولين.
• العلاج الطبيعي: لتحسين الحركة وتخفيف آلام الأعصاب.
• الوخز بالإبر الصينية: قد يساعد في تحسين حساسية الأنسولين وتقليل التوتر.
________________________________________
الخاتمة
إدارة داء السكري من النوع الثاني لدى كبار السن تُعد تحديًا يستدعي توازنًا دقيقًا بين التحكم بمستويات الجلوكوز ومنع الآثار الجانبية. من خلال المتابعة الدورية وتخصيص العلاج لكل مريض، يمكن تحقيق تحسن ملحوظ في جودة الحياة والحد من المضاعفات.