البنوك المصرية كانت العمود الفقري للاقتصاد وقامت بدور بطولي في أوقات صعبة جدا زي أزمات 2008 و2011 .. وكمان في فترة ما بعد كورونا وبعد الحرب الروسية الأوكرانية.. ورغم كده فيه حاليا مخطط خبيث بيتم تنفيذه عشان يضرب القطاع ده في مقتل.. فيا ترى ايه اللي بيحصل ؟ ومين المستفيد من المخطط ده؟ وهل ممكن يحصل انهيار اقتصادي لو استمر الحال كده؟
القطاع المصرفي في مصر.. البنوك الكبيرة تحديدًا.. كانت هي البطل الصامت خلال الأزمات الاقتصادية اللي مرت على البلد .. بداية من الأزمة الاقتصادية العالمية في 2008 ولحد دلوقتي .. ورغم الظروف الصعبة كانت البنوك المصرية هي الوحيدة القادرة على تحمل الضغوط وفضلت محتفظة بمرونتها.
وبعد كده في 2011 وسط الاضطرابات السياسية والاقتصادية القطاع المصرفي هو اللى شال جزء كبير من عبء الاقتصاد المصر لما كانت الأسواق في حالة فوضى. و لو جينا نشوف دور البنوك المصرية بعد أزمة كورونا نقدر نقول إنها هي اللى حافظت على استقرار السوق بتقديم القروض وضخ السيولة في القطاع الخاص وبالتالي ساعدت في تنشيط الاقتصاد مرة تانية.
طب هل القطاع ده هيفضل قوي زي الأول؟ وهل فيه محاولة “غير معلنة” لتهديده؟
الحقيقة فيه مخطط خبيث بيحاك ضد القطاع المصرفي وبيشمل تقليص الاحتياطيات النقدية بالبنوك وفرض قيود على نمو الودائع… من الواضح إن فيه ضغوط على البنوك عشان تقرض بأقل فائدة وتقلل من حجم السيولة..و ده ممكن يؤدي إلى انخفاض القدرة على مواجهة الأزمات الاقتصادية القادمة سواء كانت أزمة مالية أو أزمة سياسية اقتصادية.
خليني أقولك حاجة بالأرقام.. البنوك في مصر بتحافظ على ما يقارب 25% من ودائع العملاء في أصول سايلة زي الأذون والسندات… لكن حاليا أكتر من 40% من الأصول دي عبارة عن قروض للعملاء.. يعني ده بيخلي البنوك أكتر عرضة للمخاطر لأن في حال حدوث أزمة اقتصادية أو تراجع في القدرة على سداد القروض البنوك هتواجه صعوبة كبيرة.
ومش كده وبس.. البنوك المصرية لازم تحتفظ بكميات كبيرة من الاحتياطي الإلزامي لصالح البنك المركزي من غير ما تكسب عليها أي فائدة.. يعني الفلوس دي بتفضل “مجمّدة” بدون أي عائد على مدار فترات طويلة وده بيزيد من العبء على البنوك، خصوصًا في الظروف الاقتصادية الصعبة.
وايه خطورة المخطط اللي بيحاول البعض تنفيذه ؟
لو تم تنفيذ المخطط ده بشكل كامل وفضلت البنوك تحت ضغط مستمر من تقليل السيولة والاحتياطات هتبدأ في فقدان قدرتها على تمويل المشروعات الكبرى وتقديم القروض اللازمة لقطاع الأعمال، وطبعا ده هيأثر في كل قطاع اقتصادي من الشركات الصغيرة للكبيرة وكل الأفراد.
وده مش بس هيكون تهديد للبنوك لكن كمان هيكون تهديد للاقتصاد كله… لو حصل اى ربكة في القطاع المصرفي ممكن نواجه أزمة مالية هتكون أقوى من أي أزمة مرينا بيها في الماضي.
المواطن لازم يعرف الحقيقة. البنوك مش مجرد أماكن لحفظ الفلوس دي جزء لا يتجزأ من استقرارنا الاقتصادي.. ولو استمرينا في التشويه والهجوم على القطاع ده ممكن نلاقي نفسنا في أزمة مالية مش قادرين نتحملها.
وزي ما قال المصرفي المخضرم هشام عز العرب: “البنوك هي العمود الفقري للاقتصاد، وأي محاولة لتشويها أو تحميلها أخطاء اقتصادية هتؤدي إلى انهيار اقتصادي لن يتحمله أحد”.
الفترة اللي جايه محتاجة وعي وتفكير جاد.. عشان نقدر نواجه المخاطر الكبيرة اللي قدامنا.. ولازم كلنا ندعم القطاع المصرفي ونقف في ضهر بنوك مصر