كتب – محمد عماد
عقاب الذات هو حالة نفسية شديدة التعقيد تظهر عند البعض نتيجة شعور عميق بالذنب أو الإحساس بعدم الكفاءة، ويشير الدكتور إسماعيل صادق، استشاري الطب النفسي، إلى أن هذا السلوك ينشأ نتيجة ضغوط نفسية داخلية تجعل الفرد يميل إلى لوم نفسه بشكل مفرط أو حتى إيذاء ذاته جسديًا أو نفسيًا.
1. ما هو عقاب الذات؟
يفسر صادق أن عقاب الذات هو انعكاس للشعور الداخلي بالذنب الذي يدفع الشخص إلى رفض التسامح مع أخطائه أو التعامل معها بشكل متوازن، مضيفًا أن هذا السلوك يظهر بصورة واعية أو غير واعية، إذ قد يشعر المصاب بأنه لا يستحق السعادة أو النجاح، مما يدفعه إلى تبني مواقف وسلوكيات تضر بنفسه بشكل مباشر أو غير مباشر.
اقرأ أيضًا.. لماذا النظر في عيون شريكك يعزز العلاقة الحميمية نفسيًا؟
2. الأعراض النفسية لعقاب الذات
يوضح صادق، في تصريحات خاصة لـ”الكونسلتو”، أن الأشخاص الذين يعانون من عقاب الذات تظهر عليهم مجموعة من الأعراض النفسية التي تؤثر على حياتهم بشكل كبير، ومن أبرز هذه الأعراض:
النقد الذاتي المفرط، حيث يقوم المصاب بمحاسبة نفسه على أبسط الأخطاء، مع التركيز على السلبيات وتجاهل الإيجابيات.
الشعور المستمر بالذنب، حتى تجاه المواقف التي لا تستدعي هذا الشعور، مما يعزز الإحساس بعدم الكفاءة أو الاستحقاق.
الاكتئاب والقلق، إذ يؤدي عقاب الذات إلى الإحباط وفقدان الدافعية، مما ينعكس على الصحة النفسية العامة.
إيذاء النفس في بعض الحالات، حيث يلجأ الشخص إلى إيذاء نفسه كوسيلة للتخلص من الألم النفسي أو للتعبير عن كراهيته لنفسه.
3. أسباب عقاب الذات
يشير صادق إلى أن هناك أسبابًا متعددة وراء هذه الحالة النفسية، منها التعرض لصدمات نفسية في مرحلة الطفولة مثل الإهمال أو الانتقاد المبالغ فيه من قبل الوالدين، لافتًا إلى أن الأشخاص الذين يعانون من توقعات شخصية أو اجتماعية عالية قد يشعرون بأنهم غير قادرين على تحقيقها، مما يدفعهم إلى معاقبة أنفسهم.
ويتابع صادق، أن الفشل المتكرر أو العلاقات الاجتماعية السلبية، مثل التعرض للتنمر أو الرفض، يمكن أن يزرع داخل الشخص شعورًا دائمًا بعدم الاستحقاق، مما يجعله يلجأ إلى لوم نفسه باستمرار.
قد يهمك.. سفاح التجمع من مدرس لقاتل- خبير يكشف سر تحوله
4. العلاج والدعم النفسي
يشدد صادق، على أهمية طلب الدعم النفسي في التعامل مع هذه الحالة، حيث يمكن أن يساعد العلاج النفسي، خاصة العلاج السلوكي المعرفي، في تحديد الأفكار السلبية وإعادة صياغتها بشكل إيجابي، وينصح بالتواصل مع أشخاص داعمين من العائلة أو الأصدقاء لتعزيز الشعور بالقيمة الذاتية.
ويضيف أن بناء عادات صحية مثل ممارسة الرياضة والاهتمام بالهوايات يمكن أن يساعد في تحسين الحالة النفسية، بالإضافة إلى تقبل الذات والأخطاء كجزء طبيعي من التجربة الإنسانية.