نفذت اللجنة الثقافية بمحافظة خليص ثاني أمسياتها الثقافية بمركز الظبية والجمعة والتي جاءت بعنوان “نشأة التعليم بمحافظة خليص”، برعاية محافظ خليص رجاء بن دخيل الله السلمي وبحضور رئيس النادي الأدبي بجدة الدكتور عبدالله السلمي، ورئيس مركز الظبية والجمعة الدكتور صلاح الحسيني وحضور نخبة من الأعيان والمثقفين من داخل محافظة خليص وخارجها.
بدأت الأمسية بجولة ميدانية في أول مدرسة نشأت بالمحافظة عام ١٣٧٢ للهجرة وتحت مسمى مدرسة قديد ثم أطلق عليها فيما بعد “مدرسة زيد بن ثابت”، وقد شهد أطلال المدرسة الأثرية عدد من أوائل الطلاب الذين درسوا في هذه المدرسة قبل أكثر من سبعة عقود من الزمن، وتجول الحضور داخل قاعات المدرسة وحول أسوارها وميادينها وإدارتها واستعادوا ذكرياتهم وحكايات البدايات حينما انطلق التعليم بمحافظة خليص في عام ١٣٧٢ لتكون هذه المدرسة البداية لانطلاق وانتشار التعليم النّظامي بالمحافظة ليصل إلى ما وصل إليه اليوم، حيث بلغ عدد المدارس الآن (٨٨) مدرسة يدرس بها قرابة ثلاثة عشر ألف طالب وطالبة.
وقد سجل أوائل الطلاب الذين درسوا في مدرستهم الأثرية آنذاك ذكرياتهم وتحدثوا عن الحالة الاقتصادية وطبيعة حياتهم التعليميّة في ذلك الوقت، وذكروا كيف أنّ هذه المدرسة تبرع بها أحد مشايخ المنطقة وهو الشيخ حميد القريقري، واستعادوا ذكريات أول دفعة تخرجت منها، وما صاحب تلك الذكريات من أحداث وانتقال بعض الأسر من المحافظة إلى حيث توجد المدرسة والسكن قريبًا منها، وكيف أتى المعلّمون إليها وكيف كانت وسائل التنقل والمعيشة في ذلك الزمان.
ثم بعد ذلك أقيمت أمسية ثقافية بقاعة مركز الظبية والجمعة، كان ضيفاها رجاء الله بن سلطان السلمي والذي تحدث عن فضل العلم وبداية نشأة التعليم بمحافظة خليص، والذي تضافرت فيه مبادرات الأهالي من شيوخ ومعلّمين مع الدعم والإشراف الحكومي، وكان الضيف الثاني الدكتور حمدي القريقري والذي تحدث عن انتشار التعليم بعد ذلك في محافظة خليص وأثره على المجتمع في ثلاثة محاور العقدي والعبادي والعلمي والتنموي.
وشارك الحديث في هذه الأمسية عدد من الحاضرين منهم مبيريك بن حميد القريقري وعابد بن عبود السلمي ومرعي بن عبدالفتاح المغربي اللذان أكّدا شغف الطّلاب بالتعليم والمكابدة والمعاناة التي يواجهون بها التحدّيات والمصاعب وقسوة الحياة، إذ يأتون مشيًا على الأقدام من مسافات بعيدة، كما ألقى إبراهيم يحيي قصيدة عن تقدير المعلّم، واختتمت المداخلات من الدكتور محمد صامل السلمي عن البدايات الأولى للتعليم التي عاصرها في ديرته “البختريّة”.
كما شارك الدكتور يوسف العارف في حديث البدايات في تلقيه التعليم في أولى مراحل حياته التعليمية واقترح الاستفادة من المبنى القديم للمدرسة في الجانب الثقافي، وتألق كعادته رئيس النادي الأدبي بجدة في كلمة وأكد على مقترح الاستفادة من مبنى المدرسة كما اقترح أن يصدر كتاب يحمل اسم عنوان الأمسية “نشأة التعليم بمحافظة خليص” وقدم مبادرة من النادي الأدبي بجدة بطباعة هذا الكتاب.
وتوج المداخلات المحافظ بكلمة في ختام الفعالية شكره فيها النادي الأدبي واللجنة الثقافية والقائمين على هذه الفعالية، وذكر أن المحافظة متبنية مذكرة تفاهم بين النادي الأدبي بجدة واللجنة الثقافية بمحافظة خليص وبالتنسيق مع هيئة السياحة تفضي لتنفيذ مقترح طُرح بشأن ترميم مبنى المدرسة الاثري، وتهيئة مكتبة فيه ليكون متحفًا يزار ومكتبة تثري المعرفة والجانب الثقافي.
ثم كلمة توّج بها رئيس اللجنة الثقافية بمحافظة خليص أحمد الصحفي هذه الفعاليّة المميّزة والتي أدارها محمد الرايقي وقدمها رجاء الله السلمي والدكتور حمدي القريقري، كما قدم شكره وامتنانه للمحافظ ورئيس النادي الأدبي بجدة ورئيس مركز الظبية والجمعة ولجميع الضيوف الذين شاركوا في هذه الأمسية، وفي الختام تم تكريم المحافظ، وعدد من الضيوف المشاركين في هذه الأمسية.