أشاد الأنبا دميان، أسقف شمال ألمانيا للأقباط الأرثوذكس، بما حققه الرئيس عبدالفتاح السيسى من إنجازات فى مصر، على كل المستويات، مؤكدًا أن أكبر إنجازات الدولة حفظ الاستقرار.
وقال الأنبا دميان، فى حواره مع «الدستور»، إن مصر تتمتع بثقل سياسى وجغرافى واستراتيجى وتاريخى، مؤكدًا أن البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، يعمل على تحسين صورة مصر فى كل مكان فى العالم.
ولفت إلى أن حرص الرئيس السيسى على زيارة الكاتدرائية سنويًا لتقديم التهنئة للمسيحيين، يؤكد أن الأقباط جزء من نسيج الشعب المصرى، وأن السيسى رئيس لكل المصريين.
■ بداية.. ما رسالتك للناس فى عيد الميلاد المجيد؟
– عيد ميلاد السيد المسيح هو عيد الفرح والرجاء والخلاص للعالم أجمع. وعلينا أن نفرح بقدومه إلينا، ونرحب به، ونفتح له قلوبنا، ونجعل له مكانًا ومكانة فى حياتنا.
■ كيف ترى مصر فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى؟
– أرى أن مصر تتمتع بالاستقرار والنمو والمكانة التى تستحقها عالميًا، وذلك بفضل حكمة وبعد نظر الرئيس السيسى، الذى يؤمن بوجود الله ويراعى وجوده فى حياته اليومية وفى أقواله وأفعاله.
لقد حقق الرئيس السيسى إنجازات على كل المستويات، السياسية والعمرانية والتعليمية والصحية، وأرى أن أعظم إنجازات الرئيس السيسى هى حفظه للسلام وعدم تلويث تاريخ مصر الناصع بدماء الحرب.
■ يحرص الرئيس السيسى على زيارة الكاتدرائية سنويًا لتقديم التهنئة بعيد الميلاد المجيد.. كيف ترى ذلك؟
– زيارة الرئيس السيسى السنوية إلى الكاتدرائية لتقديم التهنئة بعيد الميلاد المجيد تحمل دلالات إيجابية متعددة، على المستويين الوطنى والاجتماعى. فهذه الزيارة تعكس محبته وتقديره للأقباط، وهو أمر محل تقدير من العالم كله.
أرى أن مشاركة الرئيس السيسى فى قداسات عيد الميلاد المجيد مع البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، تؤكد حرصه على إعلاء قيم المواطنة، وأنه رئيس لكل المصريين دون تفرقة، وأن الأقباط جزء أصيل لا يتجزأ من نسيج الشعب المصرى.
■ كيف تسهم كنائس ألمانيا فى الدعوة إلى إحلال السلام العالمى وسط أجواء التوتر والحروب الحالية؟
– الكنائس فى ألمانيا تدعو إلى الصوم والصلاة استعدادًا لاستقبال السيد المسيح، ملك السلام، ونتضرع إليه أن يُنعم بسلامه على العالم أجمع، وأن يضع نهاية للحروب، خاصة فى قارات آسيا وأوروبا وإفريقيا.
■ ما الجهود التى تبذلها كنائس ألمانيا للترويج لمشروع رحلة العائلة المقدسة إلى مصر؟
– بإرشاد ومساعدة البابا تواضروس الثانى، نقيم معرضًا دائمًا فى ديرنا فى مدينة هـوكستر، ليكون مثل سفارة دائمة لتعريف الألمان برحلة العائلة المقدسة لمصر، ولتشجيع السياحة الدينية.
■ ما اللغة المستخدمة بالصلوات أثناء القداسات بألمانيا؟
– نصلى باللغات القبطية والعربية والألمانية، وأحيانًا بلغات أخرى، حسب احتياجات المصلين أو الضيوف.
كما أن بعض المعاهد فى ألمانيا تدرّس اللغة القبطية، ونحن نسعى جاهدين لتدريسها وتعليمها على مستوى أقباط ألمانيا.
■ كيف ترى زيارة الرئيس الألمانى مصر؟
– قال الرئيس الألمانى فرانك فالتر شتاينماير: «دعونا نذهب إلى مصر لنعبر للرئيس السيسى عن احترامنا وتقديرنا»، وأشار إلى أن مصر تلعب دورًا فعّالًا فى إيقاف تصاعد العنف والحرب والخلافات فى منطقة غزة.
كما عبّر عن دعمه وتشجيعه لمصر لتعزيز جهودها فى تحقيق السلام، مؤكدًا أن لمصر ثقلًا سياسيًا وجغرافيًا واستراتيجيًا وتاريخيًا لا يمكن تجاهله.
■ هل تعمل الكنيسة فى ألمانيا على تحسين صورة مصر؟
– البابا تواضروس الثانى معروف ومحبوب ويحظى بثقة المسئولين الألمان. وفى لقائه عام ٢٠١٧ مع الرئيس الألمانى فرانك فالتر شتاينماير، قدّم صورة إيجابية عن مصر والرئيس عبدالفتاح السيسى. وكان لى شرف ترجمة حديثه من العربية إلى الألمانية.
أرى أن البابا تواضروس يُعد سفيرًا متميزًا لمصر، واليوم نحن نجنى ثمار ما زرعه البابا من محبة وتقدير، لدى الشعب والمسئولين الألمان.
■ ما رأيك بشأن الحديث عن استثناء أقباط المهجر من بعض قوانين الكنيسة؟
– أقباط المهجر هم جزء لا يتجزأ من جسد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، ولا توجد لهم قوانين أو رئاسة منفصلة. الجميع يخضع للبابا تواضروس الثانى بمحبة كاملة، ونحن نرفض أى بديل عنه، لأن الكنيسة القبطية واحدة فى كل مكان.
■ ما الفرق بين البابا تواضروس وسلفه البطريرك شنودة الثالث؟
– البابا شنودة الثالث كانت له هيبة، وكنا نفرح كثيرًا عند رؤيته يبتسم أو يُظهر مرحه، إذ كان يتميز بالحكمة وسرعة البديهة. وكان لا يتخذ قرارات متسرعة، بل كان يستمع إلى جميع الأطراف قبل إصدار أى حكم. إلى جانب ذلك، كان عاطفيًا ورقيق المشاعر.
أما البابا تواضروس الثانى، فهو قامة روحية عظيمة، لا يعتمد على السلطة أو التهديد، ولا يفضل استخدام العقاب، بل يتعامل معنا كأخ، حتى إنه يبدأ صلاته بعبارة: «صلوا يا إخوتى».
البابا تواضروس حقق إنجازات معمارية وكهنوتية وسياسية ومسكونية تفوق العقل والخيال، ونجح فى كسب القلوب بالصبر والحب وقلة الكلام.
منذ عهد القديس مار مرقس، لم يسبق أن جلس أحد بطاركتنا مع بابا روما فى الفاتيكان ليبارك المسكونة معه فى ميدان القديس بطرس بمحبة وكرامة أخوية صادقة. كما أنه أول بطريرك قبطى يزوره رئيس جمهورية ألمانيا الاتحادية، وهو إنجاز غير مسبوق يُضاف إلى تاريخه.
■ كيف يتعامل البابا تواضروس الثانى مع متطلبات العصر؟
– يتعامل البابا تواضروس الثانى مع متطلبات العصر بكل حكمة وذكاء، دون أن يتهـاون فى تعاليم وتراث كنيستنا القبطية الأرثوذكسية وتعاليم الآباء.
■ كيف أصبحت الكنائس القبطية فى الخارج مثل السفارات للمصريين؟
– المصريون فى الخارج سفراء لبلادهم أينما حلّوا، لأن مصر تعيش فينا مهما ابتعدنا عنها، ويدهشنا أن نسمع هذا الكلام من الألمان أنفسهم، الذين أحبوا مصر من أعماق قلوبهم.
الكنائس القبطية فى الخارج تؤدى دورًا محوريًا كسفارات روحية وثقافية، حيث تجمع المصريين فى المهجر، وتعزز ارتباطهم بجذورهم وهويتهم الوطنية والدينية.
السفر إلى الخارج أصبح ضروريًا لتحسين الدراسات العليا والأبحاث وتبادل الخبرات، خاصة أن العالم أصبح قرية صغيرة يمكن التنقل فيها بين القارات خلال ساعات قليلة، بينما تسهم وسائل التواصل الحديثة فى ربط العالم بعضه بعضًا.
الشعب المصرى يتميز بالمرح وخفة الظل وكرم الضيافة والدفء والإيمان والروحانية، وهى صفات يلمسها العالم كله.
كما أن الرب نفسه قال عن مصر فى سفر إشعياء: «مُبَارَكٌ شَعْبِى مِصْرُ». (إش ١٩: ٢٥)، وهو دليل على المكانة الروحية والإنسانية الفريدة لهذا الشعب.
نسأل الله أن يحفظ بلادنا الحبيبة مصر، ويكلل جهود صاحب القداسة البابا تواضروس الثانى بكل نجاح وفرح، وأن يبارك رئيسنا المحبوب عبدالفتاح السيسى، ويسدد خطواته لما فيه خير الوطن والشعب.
■ لماذا تختلف الكنائس المسيحية فى موعد الاحتفال بعيد الميلاد المجيد؟
– يعود الاختلاف فى موعد الاحتفال بعيد الميلاد المجيد إلى حسابات فلكية مرتبطة بتقويمين مختلفين، الأول التقويم اليوليانى القديم، والثانى التقويم الجريجورى المُعدّل. هذا التباين لا يمس جوهر العيد نفسه، إذ إن عيد الميلاد يظل احتفالًا بميلاد السيد المسيح له المجد، وهو ما يجمع كل الكنائس المسيحية رغم اختلاف التواريخ.