تُنفذ شركة “زيرو كاربون” للتنمية المستدامة، مشروع تدوير مخلفات البناء والهدم فى مشروع بيت الوطن بمدينة القاهرة الجديدة على مساحة 135 فدانا كمرحلة أولى.
يأتى ذلك فى إطار البروتوكول المُبرم فى سبتمبر الماضى، بين هيئة المجتمعات العمرانية والشركة لتدوير مخلفات البناء والهدم ونواتج الحفر بالمدن الجديدة.
قال كريم السبع الرئيس التنفيذي لشركة زيروكاربون للتنمية المستدامة، إن حجم مخلفات الهدم والبناء التى يتم معالجتها وإعادة تدويرها ضمن مشروع بيت الوطن بمدينة القاهرة الجديدة يبلغ نحو 3.3 مليون متر مكعب، ثم يتم استخدامها فى إنتاج خامات السن مقاس 6 سم طبقاً للكود المصرى والمواصفات القياسية للمنتج، والتوصيات الصادرة عن المركز القومي لبحوث الإسكان والبناء.
أضاف أنه يتم استهلاك متوسط 2.5 لتر سولار لاستخراج وإنتاج وتكسير م3 سن من المحاجر، إضافة إلى كمية السولار اللازمة لنقله من المحاجر إلى مدينة القاهرة الجديدة، ويكون المتوسط 5.5 لتر سولار للـ م3 من السن، فى حين أن متوسط استهلاك السولار لإعادة تدوير مخلفات الهدم والبناء لإنتاج م3 من السن حوالى 1.5 لتر، وهو الأمر الذى يؤدى إلى توفير أكثر من 70 % من كمية السولار اللازمة لإنتاج ونقل الـ م3 من السن.
وأشار إلى أن الشركة تتطلع نحو مواصلة وتعزيز التعاون مع وزارة الإسكان للتوسع بمشروعات تدوير مخلفات البناء بالمناطق المختلفة، ما يمثل فرصة واعدة للحفاظ على الثروة العقارية و المحجرية.
وذكر أن مشروعات الشركة ساهمت فى خفض التلوث الهوائى من الانبعاثات الكربونية فى محافظتى بورسعيد والإسماعيلية بما يعادل 116 ألف طن كربون سنوياً، لافتاً إلى استهداف الشركة أبعاد أكثر من مليون طن سنوياً من المخلفات الصلبة وذلك بدعم خطتها الرامية إلى مواصلة التوسع بالسوق المصرية.
قال المهندس شريف الشربينى وزير الإسكان، إن المشروع يُعد الأول من نوعه داخل السوق المصرية، وتنفذه الوزارة ممثلة في هيئة المجتمعات العمرانية بالتعاون مع شركة زيرو كاربون للتنمية المستدامة، مشدداً على أن المشروع يحمل أهمية كبيرة على كافة المستويات والأصعدة سواء بيئيا من خلال التخلص الآمن للمخلفات، وكذلك على صعيد العائد الاقتصادي للمشروع.
وينتج المشروع ما يسمى بالسن الأخضر «السن الذي يتم إنتاجه عن طريق التدوير» ليتم استخدامه فى مشروعات الطرق، ما يساهم فى توفير تكاليف مالية كبيرة منعا تكلفة الخام من المحاجر المختلفة وتكلفة دعم السولار، وتعظيم الاستفادة من الأراضى التى يتم إخلاؤها من المخلفات.
وأضاف الشربينى أن المشروع يعد نتاج ثمار الجهد الذي تبذله الوزارة لتعزيز التعاون والشراكة مع القطاع الخاص في مشروعات تدوير مخلفات البناء والهدم.
وقالت ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، إن المشروع يساند جهود الدولة نحو خفض الانبعاثات الكربونية والتحول نحو الاستدامة.
وأصدرت الدولة قانون تنظيم المخلفات خلال 2015، والذى كان أساس العمل كأداة تشريعية لتغيير الفكر وتقوم فلسفة القانون على فصل أداة التخطيط عن التنفيذ والإدارة.
أضافت أن الدولة تتبنى حاليا فكرة الإدارة المتكاملة للمخلفات بكافة أنواعها، وتستمر جهود الدولة فى ضبط السوق وتوحيد التسعيرة لتوفير فرص تنافسية كبيرة.
وأشارت وزيرة البيئة إلى حرص الوزارة على تنفيذ مشاريع مبتكرة مثل البرنامج الوطنى لإدارة المخلفات الصلبة، وتعزيز الشراكات الدولية بما يمكنها أن تصبح نموذجاً إقليمياً في هذا المجال؛ لذا تسعى الوزارة إلى تبنى أحدث التقنيات وتعزيز القدرات المحلية، ما يُسهم فى إبراز مصر كقائد إقليمى فى مجال إدارة المخلفات والتحول نحو الاقتصاد الدائرى.