إسراء إبراهيم
أقامت دار الشروق بالتعاون مع مكتبة وهبان، حفل إطلاق وتوقيع رواية “سنة القطط السمان”، للكاتب الكويتي عبد الوهاب الحمادي، والذي أداره الكاتب والناقد محمود عبد الشكور، وذلك بحضور لفيف من الصحفيين والنقاد والأدباء والقراء.
تحدث الكاتب عبد الوهاب الحمادي عن تجربته في كتابة روايته “سنة القطط السمان” الصادرة عن دار الشروق، موضحًا كيف تبلورت فكرتها. مشيرا إلى أنه بدأ بكتابة بعض الأفكار المتعلقة بالذاكرة التاريخية من خلال تجربة شخصية، عندما عرض عليه مركز البحوث والدراسات الكويتية كتابًا عن الاحتلال، يتضمن شهادات مكتوبة بخط اليد منذ عام 1930، تم جمعها في صناديق وفتحت بعد عدة سنوات.
أوضح “الحمادي” أنه تأثر بهذه الشهادات واستخدمها كمرجع في روايته. كما أشار إلى أن الرواية تتناول فترة تاريخية حساسة وتحولات اقتصادية كبرى في الكويت، خلال فترة الثلاثينيات من القرن الماضي قبيل اكتشاف النفط.
في سياق متصل، قال “الحمادي” إن الرواية تتناول شخصيات تتصارع مع بعضها لتظهر التحولات الكبرى خلال هذه الفترة، مع التركيز على تأثير العوامل الاجتماعية والسياسية على حياة الأفراد. وأكد أن الشخصية الرئيسية في الرواية، “مساعد”، تمثل جيلًا من الشباب الذي يتعامل مع التحديات والتغيرات الكبرى في المجتمع.
لفت إلى أن الرواية ناقشت تأثير الأدباء والمفكرين على تفكير الشباب الكويتي في فترات مختلفة. مشيرًا إلى أهمية التعليم والنقد الثقافي كعوامل رئيسية في تشكيل وعي المجتمع. وبالرغم من أن الرواية تعكس حقبة زمنية معينة، فإن “الحمادي” يرى أن الأفكار والمفاهيم التي تتناولها تبقى ذات صلة بالحاضر، إذ تشكل محاورًا للصراع بين التقليدية والحداثة، وتستمر في التأثير على فئة الشباب في العالم العربي.
كما تحدث الكاتب عبد الوهاب الحمادي عن طبيعة بناء الشخصيات في أعماله خاصة رواية “سنة القطط السمان”، مشيرًا إلى أن خلق شخصيات قوية ليس بالأمر السهل، إذ يتطلب ذلك مزيجًا من الواقع والخيال، حيث يتم استخدام بعض الشخصيات الحقيقية كأساس لبناء أخرى. وأضاف “الحمادي” أن الشخصيات التي تسعى وراء منفعة مادية أو تستخدم الدين لمصالحها هي شخصيات تتواجد في كل زمان ومكان، وتعتبر من العناصر الأساسية في الروايات التي تعكس واقع المجتمع.
كما تناول تفاعل الشخصيات في رواياته مع الأحداث الكبرى، مستعرضًا مثالاً من التاريخ الكويتي حيث كان لبعض الشخصيات مواقف متناقضة حول قضايا معينة. وذكر على سبيل المثال، شخصية “الملا فالح” في رواية “سنة القطط السمان” الذي كان يستغل الدين للسيطرة وتحقيق مكاسب مادية، وهو ما جعله محط انقسام بين محبيها وكارهيها.