في نهاية رئاسته.. ما القرارات التي ندم عليها “بايدن”؟

مع اقتراب نهاية ولايته الرئاسية، يبدو أن الرئيس جو بايدن يمر بمرحلة تأمل عميق، ممزوجة ببعض الندم، فتكشف تصريحاته وأفعاله الأخيرة عن رؤى جديدة حول المشهد السياسي الحالي، الذي يختلف جذريًا عن المشهد الذي دخله قبل عقود، ومن المقرر أن يلتقي بايدن بالبابا فرانسيس في الفاتيكان الشهر المقبل، وهي زيارة تحمل في طياتها أبعادًا تتجاوز المناقشات الرسمية حول السلام العالمي.

في نهاية رئاسته.. ما القرارات التي ندم عليها “بايدن”؟

راحة وتخفيف

ويزور الرئيس بايدن الفاتيكان للقاء البابا فرانسيس، بينما صرح البيت الأبيض بأن الزيارة تهدف رسميًا إلى مناقشة قضايا السلام العالمي، تشير مصادر مطلعة إلى أن بايدن يسعى أيضًا إلى “الراحة والتخفيف” خلال هذه الزيارة، وتربط الرئيس الأمريكي والبابا علاقة صداقة وطيدة، حيث يتبادلان المكالمات الهاتفية بشكل دوري، هذه العلاقة الشخصية قد تكون دافعًا إضافيًا لبايدن للبحث عن الدعم الروحي والتأمل في هذه المرحلة الحاسمة من حياته السياسية، وفقًا لصحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية.

ويعرب “بايدن” عن ندمه على بعض القرارات السابقة؛ منها عدم توقيعه على شيكات الإغاثة من فيروس كورونا، وقرار استمرار سمعته السابقة كـ “أفقر عضو في الكونجرس”، وهي صفة كانت تُعتبر في الماضي ميزة، وهذا الندم يكشف عن تحول في نظرته للأمور، حيث يبدو أنه يعيد تقييم مسيرته السياسية وإرثه.

ولطالما اعتمد “بايدن” على سرد تجاربه الحياتية في تشكيل صورته العامة؛ من صراعات طفولته مع التأتأة إلى خسائره الشخصية المؤلمة، استخدم “بايدن” هذه القصص للتواصل مع الجمهور، وإظهار جانبه الإنساني، وهذه القصص أسهمت في بناء صورته كشخص قوي ومرن، قادر على التغلب على الصعاب.

تأمل وغضب

وبينما يصف حلفاء “بايدن” مزاجه بأنه تأملي، مع بعض اللحظات الغاضبة، يمتنع الرئيس عن الإجابة على الكثير من الأسئلة حول أفعاله الأخيرة، هذا الصمت النسبي يزيد من التكهنات حول ما يدور في ذهنه، ويثير تساؤلات حول رؤيته للمستقبل.

والندم الذي يعبر عنه “بايدن” في نهاية ولايته يختلف عن الصورة النمطية التي بناها خلال صعوده السياسي. تكشف تصريحاته وأفعاله عن فهم جديد للمشهد السياسي، الذي تغير بشكل كبير منذ دخوله معترك السياسة في عام 1972. هذا التغير يجعله يعيد تقييم مسيرته وإرثه في ضوء هذه التحولات.