قال أستاذ العلوم السياسية الدولية بجامعة القدس، أيمن الرقب، حول الوضع الراهن في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وخاصة مع الأحداث الأخيرة المتعلقة بمفاوضات تبادل الأسرى، إنه حتى الآن، لا تعني زيارة الوفد الفني من الدوحة برئاسة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن المفاوضات قد فشلت.
وأضاف “الرقب” في تصريحات خاصة لـ”الدستور”، أنه في الحقيقة، دخول عيد الحانوكاه (عيد الشموع الإسرائيلي) حيز التنفيذ قد يوفر فرصة جديدة لتقارب وجهات النظر بين الأطراف المعنية، هذا العيد، الذي يحمل رمزية قوية في الثقافة الإسرائيلية، قد يكون وقتًا ملائمًا لإعادة النظر في استراتيجيات التفاوض، رغم التحديات القائمة.
العقبات التي تواجه الطلبات الإسرائيلية المتعلقة بالمفاوضات
وأشار إلى أن إحدى العقبات الرئيسية التي تواجه المفاوضات هي الطلبات الإسرائيلية المتعلقة بإطلاق سراح 11 أسيرًا إسرائيليًا، وهم من فئة الشباب، لافتًا إلى أن هذه الطلبات تشكل تحديًا كبيرًا، حيث تعتقد العديد من الفصائل الفلسطينية أن التعامل مع الأسرى يجب أن يتم بشكل عادل ووفق شروط واضحة، إن محاولة الاحتلال لفرض شروط جديدة قد تؤدي إلى تفاقم التوترات بدلًا من تهدئتها.
وواصل الرقب حديثه قائلًا: إن المقاومة، رغم كل ذلك، تستمر في جهودها للضغط على الاحتلال، وعلى الرغم من محاولات الاحتلال للتأثير على المشهد، إلا أن هذه المحاولات لم تنجح في تغيير الواقع بشكل جذري، القوى السياسية الفلسطينية، بما في ذلك حماس، لا تزال ملتزمة بمبدأ المقاومة، وتعتبر أن هذه المقاومة هي الخيار الأهم في مواجهة الاحتلال.
كما أشار إلى أهمية تناول الوضع الإنساني في الأراضي الفلسطينية، مؤكدًا أن الأحداث الأخيرة تؤكد أن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في غزة والضفة الغربية تتدهور بشكل مستمر، الإغلاق وغياب الأمل في عملية سلام حقيقية يساهمان في زيادة الاستياء بين الفلسطينيين. ومن هنا، يظهر الحاجة الملحة إلى تحركات دبلوماسية جادة تعيد الأمل إلى الفلسطينيين وتفتح أفق الحلول السلمية.
فيما توقع الرقب أنه بعد انتهاء عيد الحانوكاه في مطلع يناير، سنشهد تحركات دراماتيكية على صعيد المفاوضات، هناك مؤشرات على أن الأمور قد تتجه نحو انفراجة في الملف الفلسطيني، حيث يسعى الجميع للبحث عن حلول وسط تضمن مصالح جميع الأطراف.
وعن أبرز السيناريوهات المقبلة، قال إنه من المتوقع أن تتبلور مواقف جديدة قد تساهم في دفع العملية السياسية إلى الأمام، يجب أن نكون مستعدين للتفاعل مع أي تطورات جديدة، وأن نعمل جميعًا من أجل تحقيق سلام عادل ودائم يضمن حقوق الشعب الفلسطيني ويؤسس لمستقبل أفضل لجميع الأطراف المعنية، مشددًا على أنه وقت حرج، ولكن الأمل لا يزال موجودًا، ولعل السعي نحو السلام والتفاهم يبقى الهدف الأسمى في هذه المرحلة.