مرض الناعور المكتسب، أو كما يُعرف بالهيموفيليا المكتسبة، هو اضطراب نادر يصيب نظام تخثر الدم، حيث تتكون أجسام مضادة ذاتية تهاجم عوامل التخثر، وخاصة العامل الثامن.
على عكس الناعور الوراثي، يحدث هذا المرض في مرحلة متأخرة من الحياة ويظهر فجأة دون تاريخ عائلي للمرض. يمكن أن يكون مرتبطًا بأمراض المناعة الذاتية، العدوى، الحمل، الأورام الخبيثة، أو تأثيرات جانبية لبعض الأدوية.
أعراض مرض الناعور المكتسب
تشمل الأعراض الرئيسية لمرض الناعور المكتسب ما يلي:
• نزيف عفوي: نزيف مفاجئ في العضلات أو الأنسجة الرخوة دون سبب واضح.
• كدمات كبيرة غير مبررة: تظهر على الجلد بألوان مختلفة نتيجة نزيف تحت الجلد.
• نزيف في الجهاز الهضمي أو البولي: قد يظهر على شكل دم في البراز أو البول.
• نزيف مطول بعد الجروح البسيطة: مثل الجروح الصغيرة أو نزيف اللثة أثناء تنظيف الأسنان.
• نزيف داخلي: يمكن أن يؤدي إلى ألم وتورم في العضلات والمفاصل.
• نزيف خطير في الدماغ: يظهر في حالات نادرة مسببًا صداعًا شديدًا أو فقدان الوعي.
أسباب مرض الناعور المكتسب
تحدث الإصابة بالناعور المكتسب نتيجة إنتاج الجسم لأجسام مضادة تهاجم عوامل التخثر. الأسباب الشائعة تشمل:
1. أمراض المناعة الذاتية: مثل الذئبة الحمراء أو التهاب المفاصل الروماتويدي.
2. الحمل: يمكن أن يظهر المرض أثناء الحمل أو بعد الولادة.
3. الأورام السرطانية: خاصة الأورام المرتبطة بالدم والجهاز الليمفاوي.
4. الأدوية: مثل المضادات الحيوية (البنسلين) وبعض الأدوية المضادة للصرع.
5. العدوى: إصابات فيروسية أو بكتيرية قد تؤدي إلى تنشيط الجهاز المناعي بشكل مفرط.
عوامل خطر مرض الناعور المكتسب
• التقدم في العمر: شائع بين الأشخاص فوق سن الـ 60.
• الحالات المرضية المزمنة: خاصة أمراض المناعة الذاتية والسرطانات.
• التاريخ المرضي للعمليات الجراحية: قد يكون محفزًا للمرض.
مضاعفات مرض الناعور المكتسب
إذا لم يتم علاج الناعور المكتسب، يمكن أن يسبب مضاعفات خطيرة، منها:
1. نزيف داخلي حاد: يؤدي إلى تلف الأعضاء الحيوية مثل الكبد والكلى.
2. فقر الدم: نتيجة فقدان الدم المزمن.
3. الإعاقة الجسدية: بسبب النزيف في المفاصل والعضلات، مما يسبب الألم والتشوه.
4. الوفاة: في الحالات الشديدة أو مع النزيف الدماغي غير المعالج.
تشخيص مرض الناعور المكتسب
الفحوصات الأساسية
1. اختبارات الدم:
o قياس مستوى عوامل التخثر، خاصة العامل الثامن.
o اكتشاف وجود الأجسام المضادة الذاتية.
2. دراسات التخثر:
o اختبار زمن الثرومبوبلاستين الجزئي المنشط (aPTT): يُظهر تأخيرًا في التخثر.
o اختبار المثبطات: لتأكيد وجود الأجسام المضادة.
3. الفحوصات الإضافية:
o تصوير بالموجات فوق الصوتية أو الأشعة المقطعية للكشف عن النزيف الداخلي.
علاج مرض الناعور المكتسب
يركز علاج الناعور المكتسب على وقف النزيف وإزالة الأجسام المضادة المثبطة لعوامل التخثر.
1. وقف النزيف
• العوامل المتجاوزة: مثل عامل التخثر السابع المنشط (rFVIIa) أو مركبات البروثرومبين.
• العلاج بالبلازما: يُستخدم في الحالات الطارئة.
2. قمع الأجسام المضادة
• العلاج المثبط للمناعة:
o الكورتيكوستيرويدات مثل بريدنيزولون.
o الأدوية السامة للخلايا مثل سيكلوفوسفاميد.
o الأجسام المضادة أحادية النسيلة (ريتوكسيماب) لعلاج الحالات المقاومة.
3. الدعم العام
• نقل الدم في حالات النزيف الحاد.
• علاج فقر الدم بالمكملات الغذائية أو الحديد.
الوقاية من مرض الناعور المكتسب
لا توجد طرق محددة للوقاية من مرض الناعور المكتسب نظرًا لطبيعته العفوية. ومع ذلك، يمكن تقليل خطر الإصابة من خلال:
1. إدارة الحالات المرضية الأساسية: خاصة أمراض المناعة الذاتية.
2. مراقبة الأدوية: تجنب الأدوية التي قد تحفز ردود فعل مناعية غير مرغوبة.
3. الاستشارة الطبية: للنساء أثناء الحمل أو بعد الولادة لتجنب المضاعفات.
العلاجات البديلة لمرض الناعور المكتسب
لا توجد علاجات بديلة مثبتة علميًا لمرض الناعور المكتسب، لكن يمكن دعم العلاج التقليدي من خلال:
1. مكملات غذائية: تعزيز الصحة العامة بمكملات مثل فيتامين د وأوميغا-3.
2. علاج طبيعي: لتحسين الدورة الدموية وتقليل خطر التجلط.
3. إدارة التوتر: باستخدام تقنيات الاسترخاء، مثل التأمل أو اليوغا، مما قد يساعد على تقوية المناعة.