ألعاب فشلت وأدت إلى إفلاس مطوريها (الجزء الرابع)
إذا كان هناك شيء واحد تعلمه عشاق الألعاب على مر السنين، فهو حقيقة أنه قد يكون من المستحيل في بعض الأحيان تحديد العناوين التي ستحقق نجاحًا والتي لن تحقق نجاحًا، ففي بعض الأحيان، تتحول الإخفاقات المتوقعة إلى نجاحات هائلة، وفي أحيان أخرى، يبدو الأمر وكأن لا شيء كان لينقذ لعبة أو منصة معينة من الانهيار الشديد، ولكن مقابل كل لعبة حققت نجاح مبالغ فيه، توجد لعبة لم تبع بما يكفي لتلبية التوقعات، ومن المؤسف أن في هذه الحالات يدفع شخص ما الثمن.
قد يكون من الصعب على المطور التعافي بعد أن تفشل إحدى الألعاب، ويمكن أن يؤدي فشل إحدى الألعاب إلى نقص التمويل أو الحماس للمشروع الذي من المفترض أن يتبعه، وكانت هناك أيضًا أوقات فشلت فيها إحدى الألعاب بشكل مذهل لدرجة أنها كانت تعني نهاية شركة التطوير التي صنعتها، وفيما يلي بعض الأمثلة على ألعاب الفيديو الفاشلة التي أدت إلى إفلاس الاستوديوهات.
- يمكنكم قراءة الجزء الأول من المقال هنا.
- يمكنكم قراءة الجزء الثاني من المقال هنا.
- يمكنكم قراءة الجزء الثالث من المقال هنا.
لعبة Ghostbusters – المطور FireForge Games
كانت ألعاب الفيديو المقتبسة من الأفلام الشهيرة ظاهرة شائعة في صناعة ألعاب الفيديو، حيث تم إصدار ألعاب تعتمد على أفلام مثل Bill & Ted’s Excellent Adventure و Wayne’s World لاستغلال شعبيتها، وبينما كانت بعض هذه الألعاب رائعة بالفعل، إلا أن العديد منها كان مجرد محاولة رخيصة لتحقيق أرباح سريعة، ومع مرور الوقت، أصبحت هذه الممارسة أقل شيوعًا مما كانت عليه في السابق.
بناءً على ما سبق، كان من المفاجئ إصدار لعبة مقتبسة من فيلم Ghostbusters لعام 2016، لكن لسوء الحظ، أثبت إصدار هذه اللعبة سبب تراجع شعبية هذا النوع من الألعاب، مما قدم درسًا جديدًا حول الأسباب التي دفعت الصناعة للتخلي عن هذه العادة السيئة.
تم تطوير لعبة Ghostbusters من قبل شركة FireForge Games، وهي لعبة تعاونية تعتمد على منظور علوي، لكنها تستبدل أبطال الفيلم بشخصيات جديدة إلى حد كبير، وهو قرار غريب بالنسبة للعبة مقتبسة من فيلم. اعتُبرت اللعبة الأسوأ في تاريخ ألعاب Ghostbusters، وذلك بسبب أسلوب اللعب غير الملهم، والزعماء المملين، والافتقار التام لروح الفكاهة التي تتميز بها السلسلة.
والنتيجة؟ حصلت اللعبة على لقب أسوأ لعبة لعام 2016 وفقًا لموقع Metacritic، وبعد أقل من أسبوع على إصدارها، أعلنت شركة FireForge Games إفلاسها.
لعبة Showdown: Legends of Wrestling – المطور Acclaim Studios Austin
كافحت سلسلة Legends of Wrestling لإيجاد الكثير من التشجيع لدى عشاق مصارعة المحترفين، لكن لم يكن أي من أجزائها الثلاثة كارثيًا مثل لعبة Showdown: Legends of Wrestling لعام 2004. تم تطوير اللعبة من قبل Acclaim Studios Austin، وضمتقائمة ممتازة من المصارعين مثل The Ultimate Warrior و Randy Savage.
لكن هذا الفريق الرائع لم يساعد اللعبة، والتي تم انتقادها بشكل لاذع عند إطلاقها. قامت المراجعات النقدية بإدانة اللعبة بسبب تحكمها المتعثر الذي يجعل الحركة في الحلبة سيئة للغاية، ووجود العديد من الأخطاء التقنية مثل الانهيارات المتكررة ومشاكل التعليق السيئ، بالإضافة إلى نظام الذكاء الاصطناعي السيء، مما أدى إلى اعتبار اللعبة كارثة تقنية في ذلك الوقت.
هذه المشاكل التقنية، بالإضافة إلى كتيب مفقود يحتوي على أقسام هامة وعدم تضمين تعليق من Jerry Lawler في المنتج النهائي، جعلت اللعبة تبدو وكأنها محاولة استغلال سريعة لتحقيق الأرباح. أغلقت Acclaim Studios Austin أبوابها بعد فترة قصيرة من إصدار اللعبة، وألغت مشروعين آخرين كانا قيد التطوير.
يشار إلى أن Showdown: Legends of Wrestling كانت أيضًا آخر لعبة تصدر في أمريكا الشمالية من قبل الشركة الأم Acclaim Entertainment، والتي أعلنت إفلاسها وأغلقت في نفس العام.
لعبة SimCity – المطور Maxis Emeryville
سلسلة كلاسيكية تتيح للاعبين بناء مدينة خاصة بهم، ثم توسيعها وتحسينها تدريجيًا حتى تصبح مدينة مترامية الأطراف. بدأت السلسلة في عام 1989 واستمرت بإصدارات متعددة، ثم طبقت ريبوت شامل في عام 2013. تم تطوير اللعبة من قبل Maxis Emeryville، الاستوديو الرئيسي الذي ينتمي إلى مبتكري السلسلة الأصليين، وقد سعت إعادة التقديم تلك إلى توفير رسومات أفضل مقارنة بالإصدارات السابقة، مع جعل اللعبة أكثر سهولة للمبتدئين وإضافة خيارات إضافية لمحبي السلسلة القدامى.
على الرغم من كونها تجربة لعب فردية، أصرّت EA على أن يكون لدى اللعبة اتصال دائم بالإنترنت أثناء اللعب، أثار هذا القرار غضب بعض اللاعبين، لكن المشكلة تفاقمت بشكل كبير عند إصدار اللعبة وواجهت مشكلات خطيرة في الخوادم، وبسبب ذلك، كان من الصعب على اللاعبين الدخول إلى اللعبة تمامًا، وعندما تمكنوا من ذلك، كانوا يتعرضون في كثير من الأحيان لخروج مفاجئ دون سابق إنذار، وفي النهاية، ترك اللاعبين اللعبة بأعداد كبيرة.
أثبت إطلاق اللعبة الكارثي أنه قاتل لمطوريها، وفي أوائل عام 2015، كشفت EA لموقع Polygon أنها أغلقت الاستوديو، ونقلت موظفيه إلى مناصب أخرى داخل الشركة.
لعبة Concord – المطور Firewalk Studios
واحدة من الألعاب الخدمية الطموحة التي طورتها استوديوهات ناشئة – Firewalk Studios – بهدف تقديم تجربة جديدة ومميزة للاعبين، وعلى الرغم من الحماس الكبير المحيط بها والتوقعات المرتفعة، إلا أن اللعبة لم تحقق النجاح المتوقع وأصبحت مثالًا على الألعاب التي فشلت في الوصول إلى جمهور واسع نظرًا لأنه تم التخلص منها بعد أسبوعين فقط من طرحها بالأسواق، مما يجعلها اللعبة الأكثر فشلًا ربما في تاريخ صناعة الألعاب بالكامل.
تتنوع أسباب فشل العنوان ما بين ضعف الاستراتيجية التسويقية، والمشاكل التقنية، إذ عانت من مشكلات واضحة في الأداء والاستقرار، وأظهرت تقارير المستخدمين بطئًا في التحميل، وتأخر في الاستجابة، ومشاكل في الاتصال باللعبة أثناء الجلسات الجماعية، أضف إلى ذلك افتقارها إلى عناصر الابتكار التي تجعلها تتفوق على الألعاب المنافسة، وأخيرًا الأجندات التي حُشرت في العنوان وظهرت بشكل فج في تصميم الشخصيات القابلة للعب، مما جعل غالبية اللاعبين يهاجمونها لهذا السبب أكثر من أي سبب آخر.
كما كان متوقعًا، وبالنظر لأن Sony لا تتسامح مع الفشل، قام الناشر الياباني بإغلاق Firewalk Studios (ليس إفلاسًا في هذه الحالة)، مطور Concord، في أكتوبر 2024، بعد الفشل الذريع للعبة التصويب الجماعية وبعد مرور شهرين تقريبًا على إطلاق العنوان.