شهد عام 2024 عددًا من الجرائم التي شغلت الرأي العام المصري بشكل كبير، وذلك للتنوع في تلك القضايا والتي جمعت بين الغموض والجريمة المنظمة، من مأساة حبيبة الشماع، التي دفعت حياتها ثمنًا لمحاولة الهروب من خطر خلال ركوبها سيارة، إلى قضية سفاح التجمع التي كشفت عن أبشع صور القتل والمعاشرة الشاذة، مرورا بمقتل اللواء اليمني حسن العبيدي، وفضيحة الاتجار بالأعضاء في قضية طفل شبرا الخيمة، وصولًا إلى الجريمة البشعة لمقتل الممرض مينا موسى.
قضايا هزت الرأي العام في مصر خلال عام 2024
البداية كانت بقضية حبيبة الشماع.. والتي وقعت في شهر فبراير الماضي، حيث تعرضت فتاة تدعى حبيبة الشماع، 24 عاما، مقيمة في منطقة التجمع، لإصابة بجرح في الرأس وكدمات متفرقة بالجسم واشتباه نزيف بالمخ، إثر إلقائها لنفسها من سيارة خلال سيرها على طريق الشروق، وقالت والدتها إن ابنتها قفزت من سيارة أوبر خلال توجها إلى منطقه التجمع الخامس قبل محطه تحصيل الرسوم بطريق السويس.
قضية وفاة حبيبة الشماع
فيما أفادت إحدى شهود العيان، بأنها شاهدت المصابة تقفز من سيارة بيضاء اللون خلال سير السيارة على طريق السويس حال جلوسها بالمقعد الخلفي، وقال أحد شهود العيان إنه خلال إسعافه لها أفادت بأنها خلال استقلالها لسيارة أوبر ضايقها السائق وعاكسها، وقفزت من السيارة، ثم أحضرها شاهد العيان إلى المستشفى ولم يتمكن من معرفة اللوحات المعدنية للسيارة وماركتها.
ونجحت الأجهزة الأمنية في تحديد السيارة محل الواقعة، ملك محمود هـ، 34 عاما، سائق أوبر، ومقيم بالجيزة، وألقت مأمورية أمنية القبض عليه، وبمواجهته أقر أنه يعمل سائق خاص مع أحد الأشخاص المقيمين بمدينتي، وعقب الانتهاء من العمل معه، يعمل على السيارة ملكه على تطبيق أوبر لتوصيل المواطنين.
وأفاد المتهم، بأنه عقب استقلال المجني عليها للسيارة معه لتوصيلها، وعقب خروجه من مدينتي إلى طريق السويس الصحراوي، أغلق زجاج السيارة، وبالقرب من بوابات تحصيل الرسوم قام برش عطر من زجاجة يحتفظ بها في السيارة، مبررًا ذلك بوجود رائحة كريهة بالسيارة عقب غلق الزجاج، قائلًا: فوجئت بعد كده بالمجني عليها تقفز من السيارة، فاستكملت السير ولم أتوقف، لأنني خفت من اللي حصل.
قضت محكمة جنايات القاهرة بالسجن 15 سنة على السائق المتهم، وعقب صدور الحكم تقدم دفاع المتهم بالاستئناف على الحكم الصادر ضد موكله، لتقي محكمة الجنايات بقبول الاستئناف المقدمة وبتخفيف العقوبة لسجن 5 سنوات، وغرامة 10 آلاف جنيه، في اتهامه بتعاطي وحيازة مواد مخدرة، كما قضت المحكمة بالبراءة من تهمة الخطف.
قضية مقتل اللواء اليمني حسن العبيدي
وأما عن القضية الثانية وهي مقتل اللواء اليمني حسن العبيدي.. والتي شهدتها منطقة فيصل في فبراير الماضي، حيث عثرت الأجهزة الأمنية على جثة اللواء اليمني حسن العبيدي، مدير دائرة التصنيع الحربي في وزارة الدفاع اليمنية وصانع المدرعات مقتولًا، داخل سكنه بمنطقة بولاق الدكرور، وفور الانتقال إلى مسرح الجريمة تبين أنه قتل منذ يومين، وعثر عليه مكبل اليدين ومطعونا عدة طعنات، كما أن العقار محل سكن المجني عليه يقطن به عدد كبير من حاملي الجنسية اليمنية، بشارع العشرين التابع لمنطقة فيصل بقسم شرطة بولاق الدكرور، وتم نقل جثمان المجني عليه إلى مشرحة زينهم، التي أمرت بتشريح الجثمان للوقوف على الأسباب التي أدت لحدوث الواقعة، ووضع تصور عن كيفية وقوع الجريمة.
وشكلت الأجهزة الأمنية فريق بحث لكشف لغز واقعة مقتل اللواء حسن بن جلال العبيدي مدير دائرة التصنيع الحربي في وزارة الدفاع اليمنية، من خلال سماع أقوال الشهود، وأقارب المجني عليه وتخصيص فريق عمل كامل للتوصل إلى الجناة عبر جمع المعلومات، والبيانات اللازمة تجاه الواقعة وإجراء تحريات شاملة عن المجني عليه.
وتتمكن الأجهزة الأمنية من إلقاء القبض على المتهمين في واقعة مقتل اللواء اليمني حسن العبيدي، حيث تبين أن الحادث جنائي وليس له أي دوافع سياسية، لا سيما أن بيان وزارة الداخلية أكد ذلك عقب القبض على المتهمين، والذي تبين أنهم مجموعة من اللصوص سبق اتهام بعضهم في العديد من القضايا أبرزها قتل وسلاح دون ترخيص وسرقة وإتلاف عمد.
وكشفت التحريات أن المتهمين بقتل اللواء اليمني حسن العبيدي، هم سائق يدعى رمضان محمد بليدي علي، يبلغ 29 عاما، ومقيم بمنطقة المنيرة الغربية بمحافظة الجيزة، وسبق اتهامه في العديد من القضايا أبرزها قتل وسلاح دون ترخيص وسرقة وإتلاف عمد، والمتهم الثاني وهو خراط يدعى عبد الرحمن أشرف شحاتة مصطفى، يبلغ 19 عاما، ومقيم بمنطقة الطوابق بالجيزة.
وأضافت التحريات أن المتهمة الثالثة هي إسراء صابر محمد عطية، تبلغ من العمر 22 عاما، وهي ربة منزل، ومقيمة منشأة ناصر بالقاهرة، والمتهمة الرابعة وهي سهير عبد الحليم محمد عبد الحليم، تبلغ 17 عاما، وهي أيضًا ربة منزل، ومقيمة منشأة ناصر بالقاهرة، والمتهمة الخامسة وهي آية رضا محمود، 23 عاما، ربة منزل، ومقيمة بدائرة مركز أوسيم بالجيزة، ابنة زوجة المتهم الأول وسبق اتهامها في قضية مخدرات، وأحالت جهات التحقيق المتهمين إلى المحاكمة الجنائية بتهمة القتل العمد.
جريمة مقتل صغير شبرا الخيمة في قضية الدارك ويب
وكذلك قضية صغير شبرا الخيمة أو قضية الدارك ويب.. وكانت بداية تلك الجريمة تتمثل في العثور على جثمان الصغير أحمد سعد، صاحب الـ 15 عامًا، مقتولًا وبدون أعضاءه، بمنطقة عزبة عثمان دائرة قسم أول شبرا الخيمة بمحافظة القليوبية، وسرعان ما تبين أن المتهم في ارتكاب تلك الواقعة جاره وهو شخص يدعى طارق، وذلك بعد أن استدرجه داخل شقة سكنية ومزق جسده لسرقة أعضائه البشرية، وألقت الأجهزة الأمنية القبض على المتهم واعترف بارتكاب الواقعة وحرر محضر بالواقعة.
وكشفت جهات التحقيق تفاصيل العثور على صغير انتزعت أعضائه في كيس مجاور لجثته بشبرا الخيمة، وأن أحد الأشخاص ارتكب الجريمة وبضبطه واستجوابه؛ أقر بارتكابه إياها بطلب من مصري مقيم بدولة الكويت، يدعى علي الدين، ويبلغ من العمر 16 عاما، كان قد تعرف إليه عبر أحد مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بتجارة الأعضاء البشرية.
وأسفرت التحريات عن معرفة المتهم المصري المقيم بالكويت الذي استخدم في ارتكابها هاتفًا محمولًا مزودًا بشريحة اتصال يملكها والده، وبناء على تعليمات المستشار النائب العام اضطلعت إدارة التعاون الدولي بمكتب النائب العام بالاتصال بالجهات المختصة بدولة الكويت، والإنتربول الدولي؛ والتي أسفرت عن ضبط المتهم ووالده، وما بحوزتهما من أجهزة إلكترونية، حيث تم ترحيلهما إلى مصر.
وباشرت جهات التحقيق استجوابهما وصولًا لأسباب ارتكاب الجريمة، وقد أقر المتهم الثاني -الذي جاوز الخامسة عشرة من عمره- أنه من أوعز لمرتكب الجريمة بارتكابها، على نحو ما ورد بإقراره، قاصدًا من ذلك الاحتفاظ بالمقاطع المرئية لواقعة قتل الطفل المجني عليه والتمثيل بجثمانه، وذلك حتى تسنح له فرصة بيعها ونشرها عبر المواقع الإلكترونية التي تبثها مقابل مبالغ مالية طائلة.
وعقب الانتهاء من التحقيقات أمرت جهات التحقيق بإخلاء سبيل المتهم الثالث في القضية وهو والد الصغير علي الدين لعدم علمه بالجريمة، فيما أمرت النيابة العامة بإحالة المتهم الأول طارق والثاني الصغير علي الدين إلى المحاكمة الجنائية بتهمة قتل المجني عليه أحمد سعد بشبر الخيمة، ولا تزال القضية تنظر أمام محكمة جنايات شبرا الخيمة ولم يصدر فيها أحكام بعد.
قضية سفاح التجمع
وأما ما جاء بشأن قضية سفاح التجمع.. فكانت بداية تلك الواقعة حينما عثرت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن بور سعيد على جثمان سيدة ملقاه في الصحراء، وعقب تقنين التحريات لكشف غموض تلك الواقعة تمكنت الأجهزة الأمنية من تحديد المتهم ويدعى كريم سليم وبعمل مدرس سابق وتيك توكر، وعلى الفور ألقت الأجهزة الأمنية القبض على المتهم ليتبين أن تلك الواقعة لم تكن هي الوحيدة له بل أن هناك سيدتين آخرتين قام المتهم بإنهاء حياتهن بالطريقة ذاتها.
وذلك عن طريق استدراجهن إلى منزله بالتجمع وممارسة العلاقة الجنسية معهن عقب إعطائهن مواد مخدرة بكميات كبيرة من أجل إنهاء حياتهن، ذلك لأن المتهم كان يتلذذ بممارسة السادية مع ضحاياه، وفور الانتهاء يقوم بإلقائهن بمناطق نائية بعيدة عن الأعين وبالتحديد في الصحراء.
وكشفت التحريات حول الواقعة، عن أن الدوافع وراء ارتكاب كريم مسلم الشهير بسفاح التجمع، جرائمه بسبب الخيانة الزوجية، الأمر الذي جعله يرفع قضية زنا عليها وحصل على حكم بحبسها، وبحضانة ابنه الوحيد منها وتركه عند والدته، ومنذ تلك اللحظة تحول كل شيء في حياة المتهم، فأصبح يستدرج الفتيات إلى شقته ويمارس العلاقة السادية، ثم يقتلهن، ويلقي الجثة في الصحراء.
واتضح من واقع التحقيقات واعتراف سفاح التجمع، فإن كلمة السر في الطريقة الوحشية والسادية التي قتل بها البنات، يعود إلى علاقته بزوجته، والتي اكتشف أنها تخونه وتقيم علاقة مع رجال آخرين.
وعقب انتهاء التحقيقات أمرت النيابة العامة بإحالة المتهم كريم سليم للمحاكمة الجنائية بتهمة قتل 3 سيدات ومعاشرتهن بعد وفاتهن، وبانعقاد جلسات محاكمة المتهم أمام محكمة جنايات التجمع الخامس، قضت المحكمة بإعدام المتهم على خلفية ما نسب إليه من اتهامات، وتقدم دفاع المتهم باستئناف على حكم الإعدام الصادر ضد موكله إلا أن محكمة جنايات القاهرة قضت بإحالته أورقه إلى فضيلة المفتي وحددت جلسة 25 ديسمبر للنطق بالحكم على إعدامه.
قضية مقتل مينا موسى ممرض المنيا
وآخر تلك القضايا، قضية مقتل الممرض مينا موسى.. بدأت تفاصيل الجريمة عندما تلقى الشاب مينا موسى عرضًا مغريًا عبر إعلان بإحدى صفحات فيس بوك، حيث وعده شابان بتوفير فرصة عمل له في مجال العلاج الطبيعي بالقاهرة، وبدافع البحث عن فرصة عمل أفضل، سافر مينا إلى القاهرة، حيث تم استدراجه وخطفه واحتجازه بمنطقة الزاوية الحمراء.
وكشفت التحقيقات في القضية أن المجني عليه الممرض مينا موسى، تواصل معه الشابان المتهمان عبر تطبيق واتساب، زعما توفير فرصة عمل له في مجال العلاج الطبيعي بالقاهرة، وتمكنا من استدراجه للقاهرة، وعقب ذلك قاما بخطفه واحتجازه ومطالبة أهليته بفدية مالية لإطلاق سراحه، كما أنهما أقدما على التخلص منه، وذبحه وتقطيع جثمانه وإلقاء أشلاءه بترعة الإسماعيلية عقب التخلص منه في منطقة الزاوية الحمراء بالقاهرة.
في ذلك التوقيت انقطعت الاتصالات بين أسرة مينا موسى، وبين المتهمين، ما دعا الأسرة إلى إبلاغ الأجهزة الأمنية عن واقعة الخطف، وبإجراء التحريات توصل رجال المباحث إلى موقع وجود المتهمين، فألقي القبض عليهما، وأرشدا عن مكان إلقاء أشلاء المجني عليه، واعترفا بجريمتهما.
وأمرت جهات التحقيق بإحالة المتهمين إلى المحاكمة الجنائية بتهمة القتل العمد، وبانعقاد جلسة محاكمة المتهمين أمرت بإحالة أوراقهما إلى فضيلة المفتي الجمهورية لإبداء الرأي الشرعي في حكم إعدامهما وحددت جلسة 27 يناير للنطق بالحكم.