كتب – محمد عماد
يشهد استخدام بيكربونات الصوديوم كغسول مهبلي انتشارًا واسعًا بين السيدات، حيث تُروج له العديد من المصادر باعتباره حل لبعض المشكلات النسائية، مثل الالتهابات والحفاظ على التوازن الحمضي في المهبل، ولكن هل هذا الاستخدام آمن حقًا؟
يكشف الدكتور أسامة رجب الحداد، استشاري أمراض النساء والتوليد والعقم، الحقائق الطبية حول هذا الموضوع ويوضح مدى صحة هذه الادعاءات.
التوازن الحمضي للمهبل وأهميته
أوضح الحداد، أن المهبل يتمتع بآلية طبيعية للحفاظ على التوازن الحمضي (pH) الذي يتراوح بين 3.8 إلى 4.5، وهو بيئة حمضية تساعد في حماية المنطقة من العدوى الفطرية والبكتيرية، حيث إن استخدام غسول بيكربونات الصوديوم، الذي يُعتبر مادة قلوية، قد يؤدي إلى اختلال هذا التوازن، مما يزيد من فرص الإصابة بالعدوى.
وقال الحداد، في تصريحات خاصة لـ”الكونسلتو”: “التدخل في درجة الحموضة الطبيعية للمهبل باستخدام مواد قلوية مثل بيكربونات الصوديوم يمكن أن يؤدي إلى آثار سلبية أكثر من الفوائد المرجوة”.
اقرأ أيضًا.. 4 أنواع لالتهابات المهبل- هكذا تؤثر على العلاقة الحميمة
ادعاءات غير مثبتة علميًا
فيما يتعلق بادعاءات أن بيكربونات الصوديوم يعالج الالتهابات أو يزيد من الخصوبة، أكد استشاري النسا أن هذه المعلومات غير مدعومة بأدلة علمية كافية، مشيرًا إلى أن بعض النساء قد يشعرن بتحسن مؤقت بسبب تأثير التنظيف الظاهري للغسول، ولكنه قد يُضعف الدفاعات الطبيعية للمهبل على المدى الطويل.
وأضاف الحداد: “ما يُشاع عن دور بيكربونات الصوديوم في تحسين الخصوبة أو تغيير بيئة المهبل لجعلها أكثر ملاءمة للحيوانات المنوية هو مجرد خرافات لا تستند إلى أي أساس علمي”.
الآثار الجانبية المحتملة لغسول بيكربونات الصوديوم
حذر الحداد من الاستخدام المتكرر أو العشوائي لبيكربونات الصوديوم كغسول مهبلي، موضحًا أن ذلك قد يسبب جفافًا وتهيجًا للأنسجة الحساسة في المهبل، كما يمكن أن يؤدي إلى تعطيل الفلورا الطبيعية (البكتيريا النافعة)، مما يُسهم في ظهور التهابات متكررة أو مزمنة.
البدائل الآمنة لغسول بيكربونات الصوديوم
وفي نصيحة للنساء اللواتي يبحثن عن العناية الصحية للمنطقة الحساسة، شدد الحداد على أهمية استشارة الطبيب قبل استخدام أي منتج غير موصوف طبيًا، مشيرًا إلى ضرورة استخدام غسولات طبية معتمدة تحتوي على مكونات آمنة للحفاظ على التوازن الطبيعي للمهبل، فالماء الدافئ وحده غالبًا ما يكون كافيًا لتنظيف المنطقة.
قد يهمك: التهابات المهبل- هكذا يمكن الوقاية منها
واختتم الدكتور حديثه، قائلاً: “الاهتمام بالنظافة الشخصية لا يعني بالضرورة الإفراط في استخدام منتجات قد تكون ضارة. على السيدات التركيز على العناية الصحية بطريقة علمية وموجهة”.