كتبت – هدى عبد الناصر
العسل من الأطعمة الطبيعية التي تحتوي على كمية كبيرة من العناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم، ولكن قد تتسبب بعض الأنواع في ظهور مخاطر مزعجة لدى بعض الأشخاص.
يستعرض “الكونسلتو” في التقرير التالي، أهم فوائد العسل الطبيعي، وفقًا لما ذكره موقع “Earth”.
هل يمكن أن يكون عسل النحل مضرًا؟
يعمل النحل على صنع العسل من خلال عملية متعددة الأوجه تتضمن جمع الرحيق والعسل من الزهور والتحولات الأنزيمية اللاحقة داخل الخلية، وخلال هذه العملية، يتم إدخال الكائنات الحية الدقيقة – مثل العصيات، والسُكارومايسيس، والأسبرجيلوس – إلى العسل عبر الجهاز الهضمي للنحل، ومن مصادر خارجية مثل الهواء والتربة والمواد النباتية.
بعض الميكروبات، وخاصة بكتيريا حمض اللاكتيك مثل Lactobacillus و Bifidobacterium ، مفيدة، ويمكنها المساهمة في حموضة العسل وحمايته من التلف.
ولكن، إذا أصبح هذا المجتمع الميكروبي المفيد غير متوازن – بسبب عوامل مثل المرض أو الإجهاد البيئي – يمكن أن تصبح النحل عرضة للعدوى، بما في ذلك مسببات الأمراض الفطرية مثل Aspergillus fumigatus .
يمكن أن يضر هذا الفطر بكل من البشر ذوي المناعة الضعيفة ويرقات النحل.
فوائد عسل النحل
أوضحت نتائج بعض الدراسات أن العسل يقاوم بشكل طبيعي التلف والبكتيريا المسببة للأمراض، ويرجع ذلك إلى إنزيم الجلوكوز أوكسيديز، الذي تفرزه النحلات العاملة من الغدد البلعومية السفلية، وبالتالي عندما يدمج النحل هذا الإنزيم مع الجلوكوز في الرحيق، فإنه ينتج بيروكسيد الهيدروجين (H2O2) والماء، مما يساعد على خفض درجة الحموضة إلى مستويات غير مواتية لنمو البكتيريا.
بالإضافة إلى ذلك، فإن المحتوى العالي من السكر في العسل وقلة توفر الماء يخلقان بيئة معادية للعديد من الكائنات الحية الدقيقة، وبالتالي تشكل هذه السمات دفاع طبيعي قوي يساعد العسل على تجنب التلف السريع، حتى عند تخزينه في درجة حرارة الغرفة لفترات طويلة.
الخصائص الطبية للعسل
يعتبر عسل مانوكا أحد أكثر الأنواع التي تم إجراء الأبحاث حولها، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى وجود MGO، والذي يتكون من ثنائي هيدروكسي أسيتون (DHA) في رحيق زهرة مانوكا.
كما تشير بعض الدراسات إلى أن عسل مانوكا أكثر فعالية ضد بعض البكتيريا مقارنة بأنواع العسل الأخرى، وبالتالي فإن مكونات عسل مانوكا، بما في ذلك بيروكسيد الهيدروجين والتأثير الأسموزي، تعمل لتضخيم قوته المضادة للميكروبات.
بالإضافة إلى ذلك فإن الدراسات كشفت أن عسل مانوكا أكثر الأنواع فاعلية في علاج الجروح والسيطرة على العدوى ولكن لا يوجد دراسات كافية حول فاعليته في علاج مشكلات صحية مثل صحة الأمعاء أو مرض السكري، أو السرطان.
أثبتت بعض الدراسات أيضًا أن عسل مانوكا به قدرة هائلة على تخفيف آلام الحلق لدى مرضى العلاج الكيميائي، لكن هذه الدراسات لم تظهر بشكل قاطع أن العسل يتفوق على العلاجات الموجودة.
اقرأ أيضًا: لفقدان الوزن- تناول العسل بهذه الطرق في الرجيم
أنواع عسل مانوكا
أحد أهم الفروق بين العسل هو كونه خامًا أو مبسترًا، حيث يخضع العسل الخام لأدنى قدر من الترشيح ويحتفظ بالمزيد من ميكروباته الطبيعية، بما في ذلك جزيئات حبوب اللقاح ومكونات الخلية الأخرى.
يعتقد البعض أن هذا يمنح فوائد صحية إضافية، مثل تعزيز خصائص مضادات الأكسدة والبروبيوتيك، ومع ذلك، فإن العسل الخام يشكل أيضًا مخاطر الحساسية للأشخاص الذين يعانون من حساسية حبوب اللقاح أو البروتينات المشتقة من النحل.
كما أن العسل المبستر، الذي تتم معالجته في درجات حرارة عالية لتقليل حمولته الميكروبية، قد يكون أكثر أمانًا من حيث تقليل التخمير أو التلف، ولكن البسترة قد تقلل أيضًا من الإنزيمات والميكروبات المفيدة في العسل، مما قد يقلل من أي خصائص علاجية.
وبغض النظر عن طريقة المعالجة، فإن التخزين غير السليم للعسل، خاصة التعرض للرطوبة أو الحرارة أو الهواء يمكن أن يؤدي إلى تلفه أو نمو الميكروبات، مما يؤكد الحاجة إلى التعامل معه بعناية.
قد يهمك: الحليب بالعسل قبل النوم- مش هتصدق هيعملوا إيه في جسمك
مخاطر استهلاك العسل
بالرغم من أن العسل آمن بشكل عام، ولكن أحد المخاوف المعروفة هو وجود جراثيم كلوستريديوم البوتولينوم، وبالرغم من ندرتها النسبية، فإن هذه الجراثيم قادرة على إنتاج سم عصبي قوي يسبب التسمم الغذائي، وهي حالة خطيرة تتسم بضعف العضلات وربما الشلل.
كما أن الأطفال الرضع الذين تقل أعمارهم عن عام واحد معرضون بشكل خاص للخطر لأن أجهزتهم الهضمية النامية غير مجهزة بشكل جيد لمكافحة جراثيم البوتولينوم، وبالتالي تنصح إرشادات طب الأطفال والصحة العامة بشدة بعدم إعطاء العسل للأطفال الرضع الذين تقل أعمارهم عن 12 شهرًا.