في واحدة من اللحظات التي تلقي الضوء على الجانب الإنساني العميق للفنان الراحل نبيل الحلفاوي، كشف الإعلامي محمود سعد عبر حسابه على فيسبوك عن قصة قصيدة كتبها الحلفاوي عام 2002 وكأنه ينعى نفسه.
القصة بدأت عندما طلب محمود سعد، حين كان رئيس تحرير مجلة “الكواكب”، من الحلفاوي كتابة مقالات أسبوعية.
ورغم رفضه في البداية، وافق الحلفاوي لاحقًا، لكنه قدم شيئًا مختلفًا تمامًا؛ إذ كتب قصيدة بعنوان “في نعيي ما تكتبوش”، وصفت علاقته بأصدقائه وعبرت عن فلسفته حول الموت والحياة.
القصيدة كاملة
ف نعيي ما تكتبوش
أسامي القرايب
ف نعيي لازم تنكتب
أسامي الصحاب
وصيغة الكلام – بدون النظام
وحسب الميزان
مش حسب المحبة
حتبقى كده:
صديق كل من
السعدني والصحن ولينين
فرغلي والدكتور أمين
سامي ومرعي وأحمد ياسين
يحيى وحمدي وعبدالله غيث
سامح وشامخ وعلوه وأديب
سيدهم وكيمو وسناء
والطاهر بهاء
أحمد وحودة وعماد
محمد ودوحة ورياض
أشرف وشاكر وطلعت
عزت ومدحت وبهجت
حسين وسمرة وجلجل غنيم
شريف وعادل وعز وكريم
هشام وخضر وجمال
أحمد كمال
منه حمايا ومنه صديق
محمد وفيق
وعبده كمان
قبل ما أناسبه بزمان
أسامة عكاشة ومحسن وحفـظ
هادي وصبحي ولطفي وشعب
روقة ورستم وزيزو ودفـر
عوض وزيكا ونور الشريف
عمر وأردش وهاني مطاوع
حجازي اللى سابنا ف عز الشباب
سيد خميس وسيد حجاب
حتى ابني وابويا
وخالي واخويـا
ييجوا ف نعيي ضمن الصحاب
ولجل المناسبة ولجل العادات
ما قلتش ف نعيي
صحابي البنات
نظرة على فلسفة الحلفاوي
جاءت القصيدة كمرآة تعكس فلسفة نبيل الحلفاوي العميقة تجاه الحياة والصداقة، حيث اختار أن يكون أصدقاؤه محور نعيه، معتبرًا أن الصداقات الحقيقية هي التي تبقى شاهدة على الإنسان بعد رحيله.
هذا العمل الأدبي البسيط والمعبر يبرز الجانب الإنساني الرفيع لنجم ترك أثرًا كبيرًا في قلوب محبيه وزملائه، ليس فقط بفنه بل بصدق مشاعره وأصالة علاقاته الإنسانية.
رحل الحلفاوي عن عالمنا عن عمر ناهز 77 عامًا، تاركًا إرثًا غنيًا بالأعمال الفنية التي خلدت اسمه، وقصيدة تعكس صوته الإنساني الذي سيظل حاضرًا في ذاكرة محبيه.