تشهد العلاقات الكويتية – الأردنية تطورا مطردا عاما بعد آخر بتوجيهات قيادتي البلدين الشقيقين، تجسده الزيارات المتبادلة وتوقيع اتفاقيات التعاون في مجالات عديدة وتنسيق المواقف حيال القضايا والموضوعات الإقليمية والدولية.
وتأتي الزيارة الرسمية لولي العهد الاردني الأمير الحسين بن عبدالله الثاني والوفد الرسمي المرافق إلى البلاد أمس ضمن الجهود الهادفة الى تعزيز تلك العلاقات وتطويرها نحو آفاق أرحب في شتى المجالات.
ويسعى البلدان الشقيقان من خلال هذه العلاقات الوطيدة وروابط الأخوة إلى تحقيق المصالح العليا المشتركة لهما مع مناقشة المستجدات الإقليمية والعالمية لاتخاذ مواقف مناسبة حيالها.
وكان سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد زار الأردن في 23 أبريل الماضي في زيارة دولة عقد خلالها محادثات مع الملك عبدالله الثاني استهدفت تعزيز العلاقات التاريخية الوطيدة بين البلدين الشقيقين.
وصدر في ختام تلك الزيارة بيان كويتي – أردني مشترك أعرب خلاله البلدان عن اعتزازهما بمستوى العلاقات التاريخية الراسخة التي تجمعهما، وحرصهما على البناء على تلك العلاقات لتوطيد آليات التعاون في شتى المجالات، وصولا إلى تحقيق التكامل المنشود.
وتعود بداية العلاقات الدبلوماسية الكويتية – الأردنية إلى عام 1961، حينما قدم خالد العدساني أوراق اعتماده إلى ملك الأردن الراحل الملك حسين كأول سفير لدولة الكويت لدى الأردن في ديسمبر 1961، في وقت عينت المملكة أول سفير لها لدى البلاد عام 1962.
وعلى مدار العقود الستة الماضية شهدت العلاقات بين البلدين تطورا مستمرا في جميع المجالات تمثلت في زيارات متبادلة للقيادات الحكيمة في البلدين الشقيقين وزيارات لكبار المسؤولين فيهما من القطاعين الحكومي والخاص وجمعيات النفع العام، إضافة إلى تشكيل اللجنة العليا الكويتية – الأردنية المشتركة التي تعقد اجتماعاتها دوريا.
73 اتفاقية
وتؤطر العلاقات بين البلدين 73 اتفاقية شراكة وتعاون وقعت في مختلف المجالات تستهدف تطوير العمل الثنائي ودفع العلاقات إلى آفاق رحبة، وتوسيع نطاق العمل المشترك في المجالات ذات الأولوية للبلدين الشقيقين، لاسيما السياسية والاقتصادية والعسكرية والاجتماعية والتعليمية والثقافية والإعلامية.
وعلى صعيد العلاقات السياسية يحرص البلدان على تنسيق المواقف الثنائية حيالها، لاسيما تلك المتعلقة بالعمل العربي المشترك وفي مقدمتها قضية العرب المركزية القضية الفلسطينية من خلال تقديم كل أشكال الدعم الشعب للفلسطيني لتمكينه من الصمود في أرضه حتى إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتحقيق السلام العادل.
وتحتل الاستثمارات الكويتية في الأردن المرتبة الأولى بالنسبة لحجم الاستثمارات العربية في المملكة بقيمة تصل إلى نحو 20 مليار دولار موزعة على قطاعات عدة، أبرزها السياحة والصناعة الاستخراجية والبنوك والاتصالات والعقارات والنقل.
وتبلغ قيمة استثمارات الهيئة العامة للاستثمار في الأردن نحو ثلاثة مليارات دولار موزعة على المؤسسات البنكية والمشاريع والشركات الأردنية، إضافة إلى ودائع، فيما بلغت قيمة التبادل التجاري بين البلدين خلال عام 2023 (مجموع الصادرات والمستوردات) نحو 67 مليون دينار كويتي (نحو 221 مليون دولار).
ويعتبر الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية شريكا أساسيا في دعم الجهود التنموية في الأردن من خلال المساعدات المقدمة للمشاريع ذات الأولوية التنموية، إذ موّل الصندوق حتى الآن نحو 32 مشروعا بقيمة تجاوزت 230 مليون دينار كويتي (نحو مليار دولار).
وفي مجال التعاون العسكري بين البلدين الشقيقين، فإن مكتب الملحق العسكري الكويتي في الأردن يعمل منذ عام 1974 على تعزيز التنسيق والتعاون المشترك من خلال عقد اجتماعات مشتركة وتبادل الزيارات للكليات العسكرية وتنفيذ التمارين المشتركة، إضافة إلى تدريب منتسبي القوات المسلحة في البلدين بالمعاهد والكليات العسكرية.
وعلى المستوى التعليمي والثقافي يرتبط البلدان باتفاقيات تعاون تهدف الى تعزيز أواصر التعاون في هذين المجالين، حيث تحتضن المؤسسات التعليمية الكويتية من مدارس ومعاهد تطبيقية وجامعات أساتذة أردنيين في وقت يدرس في الجامعات الأردنية نحو 4000 طالب وطالبة يحظون برعاية ومتابعة من المكتب الثقافي في السفارة الكويتية لدى الأردن.
ويبرز التعاون الثنائي بين البلدين في المجال الإنساني، فالسفارة الكويتية لدى الأردن تسخّر جهودها لدعم جهود الجمعيات الخيرية الكويتية تنفيذا لتوجيهات القيادة السياسية التي تولي العمل الخيري والإنساني اهتماما كبيرا من حيث تقديم المساعدات للاجئين السوريين والفلسطينيين في الأردن والأسر المتعففة من الأردنيين.
وبلغت قيمة التحويلات المالية للجمعيات الإنسانية الأردنية المسجلة على المنظومة الإلكترونية للعمل الإنساني الكويتي حتى أغسطس 2023 نحو 25 مليون دولار متنوعة في مشاريعها بين إغاثية وطبية وكفالة الأيتام وكفالة طلبة العلم.
وهناك تعاون صحي وإعلامي ورياضي وأمني بين البلدين، يركز على تبادل التجارب المتميزة والاستفادة من الخبرات والزيارات المتبادلة للوفود المتخصصة وعقد الفعاليات ودورات التدريب، بما يسهم في تطوير تلك المجالات وتحسينها.