في رثاء “القبطان” نبيل الحلفاوي.. رحلة فنية وطنية حافلة بالعطاء

في رثاء “القبطان” نبيل الحلفاوي.. رحلة فنية وطنية حافلة بالعطاء

في مشهد وداع حزين، غيب الموت الفنان الكبير نبيل الحلفاوي عن عمر يناهز 77 عامًا، بعد صراع مع أزمة صحية أدت إلى تدهور حالته خلال الأيام الأخيرة. 

جاء رحيله بمثابة فقدان أحد أبرز أعمدة الفن المصري الذين أثروا السينما والمسرح والتلفزيون بأعمال خالدة، كما كان له حضور قوي في المشهد السياسي بدعمه القضايا الوطنية.

بداية المشوار الفني

ولد نبيل الحلفاوي في حي السيدة زينب بالقاهرة في 22 أبريل 1947. بعد تخرجه من كلية التجارة، قرر أن يلاحق شغفه بالفن فالتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية وتخرج منه عام 1970. 

بدأ مسيرته الفنية من المسرح، ثم اتجه إلى التلفزيون وكان أول ظهور له في مسلسل “محمد رسول الله” عام 1980.

على الشاشة الكبيرة، تألق الحلفاوي في أفلام مثل الطريق إلى إيلات، العميل رقم 13، وفقراء لا يدخلون الجنة. 

أما في الدراما التلفزيونية، فقد ترك بصمة واضحة في أعمال مثل رأفت الهجان، زيزينيا، وونوس. 

ورغم مشاركاته الفنية المتعددة، ظل المسرح عشقه الأول حيث قدم أعمالًا متميزة مثل مسرحية اضحك لما تموت التي كانت من أبرز محطاته المسرحية الأخيرة.

فنان ملتزم بقضايا مجتمعه

لم يقتصر إبداع نبيل الحلفاوي على الفن فقط، بل امتد ليشمل دعم قضايا الوطن.

كان من أوائل الفنانين الذين أعلنوا تأييدهم لثورة 30 يونيو 2013، حيث أكد في أكثر من مناسبة أهمية التصدي للجماعات المتطرفة ودعم مؤسسات الدولة في مواجهة الإرهاب.

الحلفاوي لم يتردد في انتقاد جماعة الإخوان المسلمين، معبرًا عن رفضه لأفكارهم وممارساتهم التي تهدد استقرار الوطن. 

اعتبر أن الفن أداة فعالة للتغيير الإيجابي ودعم المجتمع، حيث أظهر من خلال أدواره التزامًا بالقيم الإنسانية والوطنية.

مواقفه تجاه الرقابة وأزمة المسرح

عرف عن الحلفاوي دعمه لنظام التصنيف العمري في الأعمال الفنية بدلًا من المنع، مؤكدًا أن ذلك يحترم عقل المشاهد ويمنحه حرية الاختيار. 

كما سلط الضوء على الأزمات التي تواجه المسرح المصري، مشيرًا إلى تحديات مثل ضعف الدعاية والمنافسة الشرسة من الفضائيات.

رغم كل المعوقات، كان الحلفاوي يؤمن بدور المسرح كركيزة أساسية للفن المصري، ويحث على تعزيز الكتابة المسرحية التي رأى أنها تعاني من أزمة حقيقية مقارنة بالتطور الذي شهدته بقية عناصر الصناعة الفنية.

وفاته ومحطاته الأخيرة

في الأيام الأخيرة من حياته، عانى الحلفاوي من أزمة صحية شديدة أدت إلى دخوله المستشفى ووضعه في العناية المركزة، ورغم محاولات الأطباء، تدهورت حالته حتى رحل عن عالمنا.

كان آخر ظهور فني له في فيلم تسليم أهالي عام 2022، حيث شارك كضيف شرف، وظلت مسيرته الفنية محط إعجاب واحترام الجميع لما حملته من التزام فني وإنساني عميق.

إرث لا يُنسى

سيبقى نبيل الحلفاوي رمزًا للفنان الملتزم الذي جمع بين الإبداع الفني والوعي الوطني، إذ ترك وراءه إرثًا غنيًا من الأعمال التي ستظل شاهدة على موهبته الفذة وتأثيره العميق في الفن المصري.