قضية فلسطين تتصدر.. فرنسا حريصة على تعزيز التشاور والتفاهم مع المملكة بشأن التحديات الإقليمية والعالمية

تعكس زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى السعودية حرص الحكومة الفرنسية على التشاور مع قيادة السعودية بشأن ما تشهده المنطقة والعالم من أحداث ساخنة؛ تتطلب التنسيق المسبق حيال ما ينبغي اتخاذه من إجراءات وقرارات، تهدف إلى إعادة الاستقرار إلى ما كان عليه. وعندما تستمر الزيارة ثلاثة أيام، بدءًا من اليوم، فهذا يعكس رغبة الجانب الفرنسي في مناقشة الكثير من الموضوعات، التي لا تقتصر على السياسة فحسب، وإنما تمتد إلى موضوعات اقتصادية وسياسية وثقافية، تهم البلدين الصديقين.

قضية فلسطين تتصدر.. فرنسا حريصة على تعزيز التشاور والتفاهم مع المملكة بشأن التحديات الإقليمية والعالمية

وتشهد العلاقات بين السعودية وفرنسا تطورًا ملحوظًا في جميع المجالات، مدعومًا بالروابط السياسية القوية بين قيادتَيْ البلدَيْن. وخلف هذه العلاقات الوطيدة جهود بذلها قادة البلدين من أجل تعزيز التفاهم والنقاط المشتركة بين الرياض وباريس، خاصة في الموضوعات التي تهم الشرق الأوسط، مثل القضية الفلسطينية، والأزمة اللبنانية.

القلق المشترك

وتشارك فرنسا السعودية الشعور بالقلق البالغ حيال الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، وما يشهده القطاع من حرب وحشية، راح ضحيتها أكثر من 150 ألفًا من الشهداء والمصابين من المدنيين الأبرياء نتيجة الاعتداءات الشنيعة لسلطات الاحتلال الإسرائيلي على المدنيين من الأطفال والنساء وكبار السن.

وتدعم السعودية وفرنسا الجهود الرامية إلى التوصل لتسوية شاملة وعادلة للقضية الفلسطينية، وفقًا لمبدأ حل الدولتين، ومبادرة السلام العربية، وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، بما يكفل للشعب الفلسطيني حقه في إقامة دولته المستقلة في حدود عام 1967م، وعاصمتها القدس الشرقية.

التفاهم والحوار

ولم يكن للمملكة وفرنسا أن تصلا إلى هذه الدرجة من التفاهم والحوار البنَّاء بينهما لولا أن هناك نقاطًا مشتركة بينهما في الآليات والتطلعات؛ إذ تهدف سياسة البلدين إلى الإسهام في تحقيق الأمن والاستقرار والسلام إقليميًّا ودوليًّا؛ لإيمانهما بأن هذا السلام ينعكس إيجابًا على حياة الشعوب، ويدفع التحالفات الاقتصادية الدولية إلى الأمام، ويسهم في زيادة التبادل التجاري.

يُضاف إلى ذلك نظرة الجمهورية الفرنسية إلى السعودية؛ إذ تعتبرها حليفًا وثيقًا، يلعب دورًا رئيسيًّا في الحفاظ على الأمن والسلم الإقليمي، واستقرار المنطقة، وهو ما يفسر حرص الرئيس الفرنسي ماكرون على استدامة التشاور مع سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بشأن القضايا والأزمات الراهنة، وسبل معالجتها.

النتائج الإيجابية

ومنذ أن تولى الأمير محمد بن سلمان المسؤولية في السعودية وهو يعمل على تعزيز علاقات السعودية مع الدول الكبرى، والوصول بها إلى أبعد نقطة من التطور الذي يحقق لرؤية السعودية أهدافها وتطلعاتها.

وفي المقابل، أدركت فرنسا ما تتمتع به السعودية من ثقل استثنائي في المنطقة والعالم، وما يمكن أن تقدمه السعودية من حلول للكثير من التحديات التي تواجه المنطقة والعالم؛ ومن هنا يمكن تأكيد أن زيارة الرئيس الفرنسي للمملكة اليوم تأتي تعزيزًا للنتائج الإيجابية التي حققتها زيارتا سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى الجمهورية الفرنسية في شهر يوليو 2022م، وشهر يونيو 2023م، وزيارة رئيس الجمهورية الفرنسية ماكرون للمملكة في شهر ديسمبر 2021م، وامتدادًا للجهود الرامية لتوسيع نطاق التعاون وتنمية العلاقات بين البلدين.