ارتفعت مبيعات التجزئة في يوم الجمعة السوداء، مع تحقيق إنفاق قياسي عبر الإنترنت، رغم انخفاض أعداد المتسوقين في المتاجر خلال أكبر حدث ترويجي لموسم التسوق في عطلات الولايات المتحدة.
وأظهرت بيانات صادرة يوم السبت عن “ماستركارد سبندينج بالس” أن المبيعات في ذلك اليوم زادت بنسبة 3.4% مقارنة بالعام السابق.
لكن الأرقام كشفت عن تباين واضح بين التجارة الإلكترونية والمتاجر التقليدية، فقد ارتفعت مبيعات التجزئة عبر الإنترنت بنسبة 14.6%، في حين لم ترتفع مبيعات المتاجر إلا بنسبة 0.7% فقط، وفقاً لما قالته “ماستركارد”.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه الأرقام غير معدلة للتضخم.
ورغم أن يوم الجمعة السوداء لا يزال حدثاً ترويجياً ضخماً بالنسبة لتجار التجزئة الأمريكيين في موسم عطلاتهم الأساسي، فإن العروض المرتبطة به بدأت قبل أسابيع في المتاجر وعبر الإنترنت، حسب ما ذكرته صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية.
وقد يكون انتشار الخصومات طوال نوفمبر قد قلل من أهمية يوم الجمعة السوداء، الذي اعتاد فيه المتسوقون على الاصطفاف أمام المتاجر قبل الفجر.
وقال موظف في متجر “أبركرومبي آند فيتش” داخل مركز تجاري مزدحم في ضاحية بولاية نيوجيرسي يوم الجمعة: “الجمعة السوداء لم تعد كما كانت من قبل. معظم الناس يتسوقون الآن عبر الإنترنت. منذ جائحة كوفيد، تغير كل شيء”.
وأضاف: “لدينا تخفيضات بنسبة 25% على كل شيء، ومع ذلك نلاحظ اختلافاً في الإقبال”.
مع ذلك، توقعت “الاتحاد الوطني للبيع بالتجزئة” أن يظل يوم الجمعة السوداء أكثر أيام عطلة نهاية الأسبوع شعبية، حيث يُتوقع أن يتسوق حوالي 183 مليون شخص، أي أكثر من نصف سكان الولايات المتحدة، خلال عطلة نهاية الأسبوع.
وأظهر استطلاع أجرته شركة الأبحاث السوقية “سيركانا” أن أكثر من 55% من المتسوقين في موسم العطلات لم يخططوا لبدء تسوقهم حتى عطلة عيد الشكر هذا العام، بينما اعتقد حوالي ربعهم أنهم لا يزالون قادرين على العثور على أفضل العروض في يوم الجمعة السوداء.
وقالت لاتريس واتكينز، كبيرة مسؤولي التسويق في “وولمارت”: “بينما بدأ العديد من العملاء التسوق عبر الإنترنت لعروض الجمعة السوداء منذ يوم الاثنين، إلا أنهم ما زالوا يحبون الطاقة والإثارة التي تصاحب التسوق داخل المتاجر”.
وأظهرت بيانات “أدوبي أناليتكس” أن الإنفاق عبر الإنترنت ارتفع بنسبة 10.2% مقارنة بالعام السابق ليصل إلى 10.8 مليار دولار في يوم الجمعة السوداء، وهو رقم قياسي.
وأوضحت “أدوبي” أن هذا الرقم يزيد بأكثر من الضعف مقارنة بما أنفقه المستهلكون عبر الإنترنت خلال الجمعة السوداء قبل خمسة أعوام.
ومن بين تلك المشتريات، تم استخدام نحو 700 مليون دولار من خلال خدمات “اشترِ الآن وادفع لاحقاً” مثل “أفيرم” و”كلارنا” لشراء فئات مثل الإلكترونيات، والملابس، وألعاب الفيديو، والمواد الغذائية.
وقال فيفيك باندايا، محلل لدى “أدوبي”: “في سوق التجزئة عبر الإنترنت، يتنافس تجار التجزئة المحليون والدوليون على الدولارات الأمريكية، مما ينتج عنه الكثير من الخيارات والضغط المستمر لخفض الأسعار”.
لكن على الجانب الآخر، انخفض الإقبال على المتاجر بنسبة 8.2% مقارنة بالعام السابق، وفقاً لبيانات “سينسورماتيك سوليوشنز”.
وأوضح جرانت جوستافسون، رئيس قسم استشارات وتحليلات البيع بالتجزئة في الشركة: “يعيد تجار التجزئة صياغة استراتيجياتهم لتلبية توقعات المتسوقين، من خلال تمديد العروض والتخفيضات إلى ما بعد الجمعة السوداء، مما أدى إلى إقبال أضعف من المتوقع في يوم الحدث نفسه، حيث أصبح بإمكان المتسوقين توزيع مشترياتهم على فترة أطول وقضاء وقت أكبر مع عائلاتهم”.
كما سجلت شركة “ريتايل نيكست” انخفاضاً بنسبة 3.2% في حركة المتسوقين في المتاجر على مستوى البلاد يوم الجمعة السوداء.
وقال جو شاستين، المدير العالمي لتحليلات البيانات المتقدمة في الشركة، إن المتسوقين الذين يشعرون بتأثيرات التضخم باتوا يركزون على الأولويات والاحتياجات الأساسية.