اشتباكات بين متظاهرين جورجيين مؤيدين للاتحاد الأوروبي والشرطة أمام البرلمان في تبليسي
تبليسي- (أ ف ب) – اندلعت اشتباكات ليل السبت الأحد أمام البرلمان الجورجي بين الشرطة ومتظاهرين كانوا يحتجّون لليلة الثالثة تواليا على قرار الحكومة إرجاء محادثات عضوية البلاد في الاتحاد الأوروبي وذلك في خضم أزمة أعقبت الانتخابات، وفق ما أفاد مراسلو وكالة فرانس برس.
وأطلق عناصر شرطة ملثّمون مجهّزون بأدوات مكافحة الشغب أعيرة مطاطية والغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه أثناء تحركهم لتفريق المحتجين الذين ألقوا مفرقعات، فيما شوهدت ألسنة لهب تتصاعد من إحدى نوافذ مبنى البرلمان.
وغادر معظم المتظاهرين ساحة البرلمان على عجل نحو الساعة 02,00 (22,00 بتوقيت غرينتش السبت) بعدما أبعِدوا بخراطيم المياه التي أطلقتها الشرطة. وكان العشرات يركضون في الشوارع ويمسحون عيونهم بسبب الغاز المسيل للدموع.
وقال المتظاهر ماتي دامينيا (28 عاما) إن السيناريو نفسه يتكرر “كل مرة”. وأضاف الشاب المعتاد على المشاركة في التظاهرات أنه لم يتعرض للإصابة من قبل، لكن “معظم” أصدقائه تعرضوا لإصابات في الوجه أو الجسد، وغالبا ما يكون سببها رصاص الشرطة المطاطي، على قوله.
وأشارت وزارة الداخلية السبت إلى أن “تصرفات بعض الأفراد الذين شاركوا في التظاهرة أصبحت عنيفة بُعيد انطلاقها” وأن الشرطة سترد “وفق القانون”.
وقالت آني بختوريدزه (32 عاما)، وهي تصرخ وسط آلاف الأشخاص الذين تجمعوا السبت في تبليسي “لقد صوتنا لصالح الاتحاد الأوروبي، ومن أجل الحرية وحقوق الإنسان. وماذا تفعل حكومتنا؟ العكس تماما”.
وغصت شوارع وسط العاصمة مساء السبت بمتظاهرين حمل الكثير منهم أعلام الاتحاد الأوروبي وجورجيا، وفق ما أفاد مراسلو فرانس برس.
وقالت آنا كولاشفيلي (22 عاما) واضعة العلم الجورجي على كتفيها “مستقبلي يعتمد على ما ستفعله جورجيا الآن”.
وأعلنت وزارة الداخلية الجورجية أن نحو 150 شخصا أوقِفوا “لعصيانهم أوامر الشرطة القانونية والتخريب” فيما أصيب 42 شرطيا على الأقل.
وأوضحت “طوال الليل… أقدم المحتجون على إلقاء مختلف الأشياء بما فيها حجارة وألعاب نارية وقوارير زجاجية وقطع معدنية، نحو رجال إنفاذ القانون”.
تشهد جورجيا الواقعة في القوقاز والمطلة على البحر الأسود، اضطرابات منذ الانتخابات التشريعية التي جرت في 26 تشرين الأول/أكتوبر وفاز فيها حزب الحلم الجورجي الحاكم، في مقابل تنديد المعارضة الموالية للغرب والرئيسة سالومي زورابيشفيلي وتأكيدهما أنها شهدت مخالفات.
وفضّت الشرطة تظاهرتين سابقتين نُظّمتا الخميس والجمعة باستخدام خراطيم المياه والغاز المسيل للدموع، كما أوقفت قرابة 150 شخصا.
واندلعت الاحتجاجات الأخيرة بسبب قرار الحكومة تأجيل المحادثات بشأن انضمام البلاد إلى الاتحاد الأوروبي حتى عام 2028.
وأصدر مئات من الموظفين، ولا سيما في وزارات الخارجية والدفاع والتعليم، فضلا عن عدد من القضاة، بيانات مشتركة احتجاجا على القرار.
وانتقد نحو 160 دبلوماسيا جورجيّا القرار قائلين إنه يتعارض مع الدستور و”سيؤدي إلى عزلة دولية” للبلاد. واستقال العديد من السفراء الجورجيين احتجاجا على القرار. وعلّقت أكثر من مئة مدرسة وجامعة أنشطتها.
وقالت الرئيسة سالومي زورابيشفيلي إنها لن تغادر منصبها في الموعد المرتقب في 14 كانون الاول/ديسمبر.
وأكدت الدبلوماسية الفرنسية السابقة لوكالة فرانس برس أن “ولايتي مستمرة ما دامت لم تجر انتخابات جديدة (تؤدي الى) برلمان جديد ينتخب رئيسا جديدا بحسب قواعد جديدة”.
ونددت الولايات المتحدة السبت بـ”استخدام الشرطة المفرط للقوة” خلال التظاهرة، معلنة تعليق برنامج شراكة مع جورجيا.
وكان رئيس الوزراء إيراكلي كوباخيدزه أعلن الخميس أن جورجيا لن تسعى لبدء مباحثات الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي قبل 2028، ما أثار تنديدا شديدا من المعارضة واحتجاجات في الشارع.
وفي وقت لاحق، اتهم رئيس الحكومة سفير الاتحاد الأوروبي والمعارضة بتحريف أقواله، مشددا على أن نيل العضوية الكاملة في التكتل القاري “بحلول عام 2030” يبقى “أولوية” بالنسبة إليه.
حصلت جورجيا رسميا على وضع الدولة المرشحة للعضوية في كانون الأول/ديسمبر 2023. لكن بروكسل جمدت العملية متهمة حكومة الحلم الجورجي بالتراجع عن الإصلاحات الديموقراطية.
والجمعة أبدت الرئيسة تضامنها مع “حركة المقاومة” التي تظاهر في إطارها الآلاف ضد قرار الحكومة إرجاء محادثات العضوية في الاتحاد الأوروبي.
وقالت زورابيشفيلي في خطاب متلفز “حركة المقاومة بدأت… أنا متضامنة معها”. وأضافت “سنبقى متحدين حتى تحقق جورجيا أهدافها: العودة إلى مسارها الأوروبي، وتنظيم انتخابات جديدة”.
تتهم المعارضة الحلم الجورجي والحكومة التي انبثقت منه بالابتعاد عن هدف الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي والرغبة في التقرب من موسكو، في حين يعتبر كثير من الجورجيين روسيا التي غزت بلادهم عام 2008 تهديدا.
ونزل آلاف من أنصار المعارضة إلى الشوارع في تبليسي ومدن أخرى وأقاموا حواجز وأضرموا النيران. ودانت أطراف أوروبية وغربية “قمع” المتظاهرين.
ندرك جيدا أنه لا يستطيع الجميع دفع ثمن تصفح الصحف في الوقت الحالي، ولهذا قررنا إبقاء صحيفتنا الإلكترونية “راي اليوم” مفتوحة للجميع؛ وللاستمرار في القراءة مجانا نتمنى عليكم دعمنا ماليا للاستمرار والمحافظة على استقلاليتنا، وشكرا للجميع
للدعم: