ترنحت مكة المكرمة حزنا على رحيل شيخ سدنة بيت الله الحرام و الشيخ صالح الشيبي وافته المنية بضياء أول أمس الجمعة و دفنت مكة جثمان فقيدها العظيم في مقبرة المعلاة بعد أن شيعته في جنازة مهيبة من الحرم المكي عقب صلاة الفجر و كان الراحل قد طهر الكعبة المشرفة في أكثر من مائة مناسبة منذ توليه سدانة أعظم بقاع الأرض ورحل الشيخ صالح عن عمر يناهز 79 عام مخلف إرث من الخدمة المخلصة للكعبة المشرفة تاركا في قلوب المؤمنين ذكريات من التضحية والتقوى.
طفولة الشيخ صالح الشيبي و نشأة في جوار بيت الله الحرام
في عام 1945 بزغ نجم صالح الشيبي في مكة المكرمة، المدينة التي احتضنت تاريخ عريق لسدانة الكعبة المشرفة فقد ولد في أسرة نبيلة حملت هذا الشرف لعدة قرون و الذي غرس في قلبه منذ نعومة أظفاره حبا عميقا للبيت الحرام و نشأ الشيبي وسط أجواء مكة المكرمة حيث الصلاة في الحرم ومجالس العلماء وحب العلوم ووفقا لروايته في مقابلة سابقة، كانت طفولته مزيج من البساطة والمرح حيث لعب كرة القدم مع أقرانه في الشوارع المجاورة للكعبة و بمرور الوقت رزق الشيخ صالح بولدان محمد وعبد الرحمن وقد اختار تعيين الأخير وكيلا له في سدانة الكعبة بينما احتفظ هو بلقب كبير السدنة حارسا لإرث عائلته العريق.
مسيرة الشيخ صالح الشيبي العلمية و تفوق أكاديمي في رحاب الحرمين
تفوق صالح الشيبي منذ نعومة أظفاره في دراسته متنقل بين أعرق معاهد العلم في مكة والمدينة المنورة والقاهرة وأكمل مسيرته الأكاديمية في جامعة الملك عبد العزيز حيث حصل على درجة البكالوريوس في الشريعة الإسلامية بتقدير ممتاز و واصل الشيبي مسيرته العلمية الساطعة بإحرازه درجة الماجستير بامتياز عام 1977 عن رسالته حول الأصول الخمسة عند المعتزلة وموقف السلفيين منها ولم يقف طموحه عند هذا الحد، فحصل على درجة الدكتوراه بتقدير ممتاز في عام 1981 من جامعة القرى في مكة المكرمة عن رسالته حول الجبر والاختيار في الفكر الإسلامي و احتفاء بإنجازاته الأكاديمية المتميزة، كرمت الجامعة الشيخ صالح الشيبي في حفل المتفوقين وأهدته درع تكريم لجهوده العلمية الدؤوبة.