كتب – محمد عماد
أثارت دراسة أمريكية جديدة جدلًا واسعًا حول تأثير معجون الأسنان أثناء الحمل على صحة الأطفال السلوكية والعصبية، ورغم أن الفلورايد يُعتبر أحد أهم المكتسبات في مجال الصحة العامة لمكافحة تسوس الأسنان، إلا أن الباحثين يطالبون بإجراء المزيد من الدراسات لفهم تأثيراته المحتملة على الأطفال، وفقًا لموقع “NBC news”.
العلاقة بين الفلورايد والسلوك العصبي
تُعد الدراسة، التي نُشرت في مجلة JAMA Network Open، هى الأولى من نوعها في الولايات المتحدة التي تربط بين مستويات الفلورايد أثناء الحمل وبعض الأعراض السلوكية لدى الأطفال.
وجدت الدراسة أن الأمهات اللاتي كانت لديهن مستويات مرتفعة من الفلورايد في البول أثناء الثلث الثالث من الحمل، أفدن بأن أطفالهن، عند بلوغهم سن الثالثة، كانوا أكثر عرضة للإصابة بنوبات الغضب، والشكوى من الصداع وآلام المعدة، إلى جانب أعراض عصبية أخرى.
وأُجريت الدراسة على 229 امرأة، أغلبهن من أصل إسباني ويعشن في لوس أنجلوس، كجزء من مشروع بحثي تابع لمركز MADRES بجامعة جنوب كاليفورنيا، ويستهدف هذا المركز دراسة تأثير التفاوتات الصحية البيئية على المجتمعات ذات الدخل المنخفض.
اقرأ أيضًا.. هل تناول الشيكولاتة آمن على الجنين؟
تحذيرات من تعميم النتائج
ورغم النتائج المثيرة، حذر الدكتور تريسي باستاين، مؤلف الدراسة وأستاذ الصحة العامة في جامعة جنوب كاليفورنيا، من التسرع في استنتاجات قاطعة، موضحًا: “نتائجنا تشير فقط إلى ارتباط محتمل، لكنها لا تؤكد أن الفلورايد هو السبب المباشر لهذه المشكلات”.
وأضاف باستاين: “لا يزال الفلورايد أحد أعمدة الصحة العامة، وخاصة في طب الأسنان. ولكن ربما ينبغي على النساء الحوامل التفكير في استخدام مياه مفلترة لتقليل مستويات الفلورايد”.
انتقادات للمنهجية وحدود الدراسة
أشار خبراء غير مشاركين في الدراسة إلى وجود عيوب في المنهجية، فقد اقتصرت الدراسة على عينة واحدة من البول، مما يجعل من الصعب تحديد مستوى التعرض الحقيقي للفلورايد خلال فترة الحمل بأكملها، كما لم يتم قياس مستويات الفلورايد في أجسام الأطفال أنفسهم.
انتقد الدكتور جوني جونسون، رئيس الجمعية الأمريكية للفلورايد، الدراسة، قائلاً: “إذا كنا نريد فهمًا دقيقًا لتأثير الفلورايد، يجب إجراء دراسات أكثر شمولًا تشمل مناطق ذات تركيزات مختلفة من الفلورايد في المياه”.
قد يهمك.. ما هى حقنة اكتمال الرئة للجنين؟- حالات أخذها
ما الذي يعنيه ذلك للأمهات الحوامل؟
وفقًا للخبراء، لا تستدعي نتائج الدراسة تغييرات فورية في السياسات الصحية المتعلقة بالفلورايد، وعلق الدكتور مارك موس، أستاذ الصحة العامة بجامعة شرق كارولينا، قائلاً: “هذه النتائج تستحق المزيد من البحث، لكنها لا ترقى إلى مستوى إيقاف إضافة الفلورايد إلى مياه الشرب”.
من جهة أخرى، أوصى الدكتور ناثانيال دي نيكولا، طبيب النساء والتوليد، بأن تعتمد الحوامل على مرشحات المياه لتقليل التعرض للمواد الكيميائية الضارة الأخرى، مثل المبيدات الحشرية.