من قديم زمان وحب الشطة متأصل في قلوب الشعوب والقبائل حول العالم، بل وأحيانًا الشطة تكون المكون الأساسي في بعض الوصفات ومن غيرها الوصفة لا تؤكل، ومع الوقت شعبية الشطة والفلفل الحار آخذة في التزايد بين الناس، وحاليًا من بين كل أربع أشخاص هناك شخص واحد يحب الأكل الحار، ومن أجل هذا تندرج الشطة تحت قائمة التوابل الأكثر استهلاكًا في العالم، ولكن الغريب في الأمر أنه بالرغم من الشعبية الكبيرة للشطة إلا أنه لا يوجد أحد يولد يحب الشطة، فحب الناس للأكل الحار يكتسب مع العمر، فمثلا الأطفال تجدهم يحبون لأكل السكري، لكن من المستحيل تجد طفل يحب الأكل الحار، وفي هذا المقال سنجيب عن سبب حب البعض للشطة والأكل الحار.
لماذا يحب الناس الشطة والأكل الحار؟
الألم الذي نظنه طعم حار هو في الحقيقة ليس طعم أو نكهة، فالأطعمة الأساسية المعروفة هي (حلو وحادق وحامض ومر ولذيذ)، ولكن لا يوجد طعم يسمي حار، والطعم الحار الذي نشعر به عند تناول الطعام الحار هو نوع من أنواع الاستجابات الحساسية، أو باختصار نوع من أنواع الألم، والسبب في هذا الألم والاستجابة الحسية هو المادة المعروفة باسم الكابسيسين وهي مادة موجودة في كل أنواع الفلفل، لكن بنسب متفاوتة.
المشكلة أن حب الناس للفلفل الحار واستمتاعهم به يتم تصنيفه كنوع من أنواع التلذذ بتعذيب الذات، لأنه كما ذكرنا لا يوجد شيء اسمه طعم حار، والذي يحدث أنك عندما تأكل أكل حار أن مادة الكابسيسين الموجودة في الفلفل الحار والشطة لا تستهدف براعم التذوق مثل الملح والسكر ولكنها تستهدف مستقبلات الحرارة اللي موجودة على اللسان وهي نفس المستقبلات التي نعرف بيها أن اللسان يتعرض لسخونة أو درجة حرارة عالية، وهذه المستقبلات عادة تعمل عند درجة حرارة 40 مئوية من أجل ارسال إشارة لمخك بوجود سخونة زيادة عن اللزوم، وهذا ما يحدث عندما نقوم بأكل الفلفل الحار أو الشطة، لكن على العكس تماما تستمر بالتناول بالرغم من الألم.
نظريات كثيرة حاولت تفسير هذا السلوك الغريب للإنسان ومن بينها نظرية توضح أنه كلما زاد حب الشخص للمخاطرة زاد معه حبه للأكل الحار، وتذكر النظرية أن الناس الذين يحبون ركوب قطرات الموت أو يقودون بشكل متهور كلهم تقريبًا يميلون للأكل الحار، والمشترك بين هذه الأشياء كلها أن المخ يتسلم إشارات بوجود خطر فيفرز هورمونات مثل الادرينالين والإندروفين التي بدورها تعطي دفعة من السعادة والنشوة المؤقتة لصاحبها.