قتلتهم إسرائيل وحرمتهم الدفن.. جثامين الضحايا تنهشها الكلاب شمال غزة  

قتلتهم إسرائيل وحرمتهم الدفن.. جثامين الضحايا تنهشها الكلاب شمال غزة  

قتلتهم إسرائيل وحرمتهم الدفن.. جثامين الضحايا تنهشها الكلاب شمال غزة  

شمال غزة/ محمد أبو دون/ الأناضول
إقدام “الكلاب الضالة” على نهش جثث الضحايا في الشوارع وأكل لحومها هو آخر ما انكشف من المشاهد البشعة جراء العملية العسكرية الإسرائيلية في محافظة شمال قطاع غزة التي تتعمق فيها فصول المأساة الإنسانية المتواصلة منذ 5 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وجراء عدم تمكن طواقم الإسعاف والمواطنين من الوصول إلى جثث الشهداء وانتشالها بسبب الاستهدافات المتكررة لكل هدف متحرك بالمنطقة، شوهد إقدام “الكلاب الضالة” على نهش جثث الضحايا في الشوارع.
وبحسب شهادات وصلت مراسل الأناضول من أشخاص محاصرين في شمال قطاع غزة فإن “الكلاب الضالة في الشوارع صارت تنهش الجثث التي لا يتمكن أحد من انتشالها”.
ووفق الشهادات فإن “معظم شوارع شمال قطاع غزة تعج بجثث الشهداء بسبب كثافة الاستهدافات الإسرائيلية في المنطقة خلال العملية العسكرية”.
– مشاهد قاسية
يقول يسري أبو الجبين وهو محاصر في محيط مستشفى كمال عدوان للأناضول إنه “يشاهد من النافذة الكلاب الضالة تنهش أجساد الشهداء بشكل شبه يومي”.
ويضيف: “المشاهد صعبة للغاية وتبعث في النفس الخوف الشديد”.
وبحسب كلامه فإن “ما يزيد الأمر قساوة” هو عدم تمكنه وغيره من المحاصرين الخروج إلى الشوارع “لإبعاد تلك الكلاب عن الجثث وإكرامها بالتكفين والدفن”.
ويضيف أن “الكلاب الضالة صارت تعتبر جثث الشهداء في شوارع شمال قطاع غزة مصدر غذائها لعدم وجود أي شيء آخر تأكله”.
ويتابع أبو الجبين: “أحاول التقاط بعض الصور للكلاب وهي تنهش الجثث لتبقى شاهدة على الإجرام الإسرائيلي بحقنا في ظل تواطأ عالمي لم يسبق له مثيل”.
– نهش الجثث كاملة
من بلدة “بيت لاهيا” يروي المحاصر إيهاب غبن نفس المشاهد للأناضول.
ويقول إن ما يحدث “تقشعر له الأبدان وجثث الشهداء تتعرض لبشاعة لا يمكن وصفها بالكلمات”.
ويضيف: “في النهار يستشهد أحدهم وتبقى جثته ملقاة في الشارع لعدم التمكن من انتشالها وفي صباح اليوم التالي نجد أن الكلاب الضالة نهشت معظم الجثة”.
ويردف غبن: “أحياناً نتمكن من الوصول لأماكن الاستهدافات بعد أيام فنجد أن الكلاب الضالة لم تبقِ غير العظام من الجثث”.
ويصف ما يشاهده من مشاهد يومية في شمال قطاع غزة بـ”البشع جداً والذي لا يمكن لأي بشر تحمله”.
ويقول غبن: “يجب على العالم كله التحرك لأن ما نعيشه هو جريمة مكتملة الأركان ولولا تواطؤ أمريكا ودول الغرب مع الاحتلال لما وصلنا لهذا الحال”.
– تحت أنظار الجنود
الناطق باسم الدفاع المدني في قطاع غزة محمود بصل قال للأناضول: “الاحتلال يمنع وصول الطواقم المختصة لأماكن الاستهدافات في شمال قطاع غزة في سياسة تتنافى مع الشرائع السماوية ومع القوانين الدولية والإنسانية، أدت إلى تعريض جثامين الشهداء للنهش من قبل الكلاب الضالة الجائعة التي وجدت فيها طعاماً تتغذى عليها”.
وأشار إلى أن ذلك يتم “تحت نظر جنود الاحتلال الإسرائيلي”.
وأضاف إنه “في تقارير وإفادات عديدة لطواقم الدفاع المدني لدى تعاملها مع عشرات جثامين الشهداء في حالات انسحاب الجيش الإسرائيلي من بعض المناطق، وجدت بعض الجثامين عبارة عن “هياكل عظمية”، وفي حالات أخرى شاهدت هذه الكلاب تنهش جثامين أخرى”.
وتابع بصل أن “المواثيق والأعراف الدولية تقر بالحماية القانونية للقتلى، وتمنح ذويهم الحق في معرفة مصيرهم من خلال جمع المعلومات والبيانات وكافة الوثائق المتعلقة بالقتلى وما يحدث هو منافي لكل تلك المواثيق”.
وزاد: “أمام هذه الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي التي تحط من آدمية الإنسان وكرامته في قطاع غزة يتوجب على الدول الأطراف السامية الموقعة على اتفاقية جنيف الرابعة بالتحرك العاجل”.
ودعا بصل إلى “إلزام الاحتلال الإسرائيلي بصفته القوة القائمة بالاحتلال باحترام التزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني”.
وطالب بـ “منح طواقم الدفاع المدني وفرق الإغاثة الطبية حقها في التحرك بحرية في مناطق النزاع وفق البروتوكولات الدولية، والتعامل الفوري مع جثامين الشهداء المنتشرة في شوارع قطاع غزة”.
وفي 5 أكتوبر الماضي، اجتاح الجيش الإسرائيلي مجددا شمال قطاع غزة، بذريعة “منع حركة حماس من استعادة قوتها في المنطقة”، بينما يقول الفلسطينيون إن تل أبيب ترغب في احتلال المنطقة وتحويلها إلى منطقة عازلة بعد تهجيرهم.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023، إبادة جماعية في غزة خلّفت قرابة 153 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.
وتواصل إسرائيل مجازرها متجاهلة مذكرتي اعتقال أصدرتهما المحكمة الجنائية الدولية في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، لارتكابهما جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.

ندرك جيدا أنه لا يستطيع الجميع دفع ثمن تصفح الصحف في الوقت الحالي، ولهذا قررنا إبقاء صحيفتنا الإلكترونية “راي اليوم” مفتوحة للجميع؛ وللاستمرار في القراءة مجانا نتمنى عليكم دعمنا ماليا للاستمرار والمحافظة على استقلاليتنا، وشكرا للجميع
للدعم:

close