رئيس الوزراء السلوفاكي يجري زيارة مفاجئة لروسيا ويلتقي بوتين
موسكو-(أ ف ب) – أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأحد في الكرملين محادثات مع رئيس الوزراء السلوفاكي روبرت فيكو الذي يعد من القادة الأوروبيين القلائل الذين حافظوا على علاقة ودية مع الزعيم الروسي بعد غزوه أوكرانيا.
وأظهرت لقطات للقاء الزعيمين وهما يبتسمان ويتصافحان بعد ساعات قليلة على تحذير بوتين أوكرانيا من ردود انتقامية قاسية ردا على هجوم بطائرات مسيرة استهدف مدينة قازان التي تبعد ألف كيلومتر عن الحدود الأوكرانية.
وجاء في منشور على تلغرام للصحافي بافيل زاروبين العامل في التلفزيون الروسي والمقرب من الكرملين، أن “بوتين يلتقي حاليا في الكرملين رئيس الوزراء السلوفاكي فيكو”.
ولم يتم الإعلان مسبقا عن زيارة فيكو المنضوية بلاده في حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف ردا على سؤال لزاروبين، إن هذه الزيارة غير المعلن عنها رسميا كانت مبرمجة “قبل بضعة أيام”.
لم يشأ بيسكوف تحديد المواضيع المدرجة على جدول أعمال الاجتماع، لكنه قال إنه يمكن “افتراض” مناقشة مسألة عبور الغاز الروسي.
وأعلنت أوكرانيا الصيف الماضي أنها لن تجدد عقدا مع موسكو ينتهي في آخر 2024 لنقل الغاز الروسي إلى أوروبا عبر شبكتها الواسعة من خطوط الأنابيب.
في الأسابيع الأخيرة، ندّدت سلوفاكيا والمجر اللتان تعتمدان بشكل كبير على الغاز الروسي، بتداعيات هذه الخطوة التي من شأنها قطع الغاز تماما عنهما في نهاية العام، مع عدم وجود حلول بديلة فورية ذات موثوقية.
وأوقف فيكو المساعدات العسكرية لأوكرانيا عندما تولى رئاسة الوزراء في تشرين الأول/أكتوبر 2023، وهو يدعو، على غرار نظيره المجري فيكتور أوربان، إلى إجراء محادثات سلام مع أوكرانيا.
وكان فيكو أعلن في تشرين الثاني/نوفمبر أنه سيتوجّه إلى موسكو في أيار/مايو لحضور احتفالات الذكرى الثمانين للانتصار على ألمانيا النازية.
وكان بوتين قد توعّد الأحد بإلحاق مزيد من “الدمار” بأوكرانيا عقب هجوم بطائرات مسيّرة طال برجا سكنيا في مدينة قازان.
وأظهرت لقطات فيديو انتشرت على منصات التواصل الاجتماعي، مسيّرة واحدة على الأقل ترتطم بمبنى شاهق وتتسبب في اندلاع كرات نارية، رغم عدم الإبلاغ عن وقوع إصابات. ولم تعلق أوكرانيا على الضربة.
لكن بوتين قال في كلمة متلفزة “أيا كان ومهما حاولوا التدمير، سيواجهون دمارا مضاعفا، وسيندمون على ما يحاولون القيام في بلادنا”.
– جرائم حرب –
والضربة على قازان هي الأحدث في سلسلة من الهجمات الجوية المتصاعدة في الحرب بين روسيا وأوكرانيا، والتي تقترب من إتمام عامها الثالث.
وسبق لبوتين أن توعّد باستهداف العاصمة الأوكرانية بصواريخ فرط صوتية ردا على الهجمات التي تستهدف بلاده.
ووصفت وزارة الدفاع الروسية ضرباتها ضد منشآت للطاقة في أوكرانيا خلال الأسابيع الماضية، بأنها جاءت ردا على هجمات أوكرانية بصواريخ وأسلحة غربية ضد الأراضي الروسية.
وتأتي تهديدات بوتين بينما أعلنت روسيا سيطرتها على قريتين جديدتين في شرق أوكرانيا حيث تواصل منذ أشهر تحقيق تقدم تدريجي.
وأفادت وزارة الدفاع الروسية عبر تلغرام بأن قواتها “حررت” قريتي لوزوفا في شمال شرق منطقة خاركيف وكراسنوي (المسمّاة سونتسيفا في أوكرانيا)، القريبتين من مدينة كوراخوفي في منطقة دونيتسك.
وتقع مدينة كراسنوي على مقربة من كوراخوفي التي تحاصرها القوات الروسية، ما قد يشكل خطوة رئيسية في محاولتها الاستيلاء على منطقة دونيتسك بأكملها.
وسرّعت روسيا من تقدمها في شرق أوكرانيا خلال الأشهر الماضية، في مسعى للسيطرة على أكبر مساحة ممكنة قبل تسلّم الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب منصبه رسميا في 20 كانون الثاني/يناير المقبل.
ووعد الجمهوري ترامب بإنهاء الحرب في أوكرانيا بشكل سريع، من دون أن يعرض خططا واضحة لذلك. من جهتها، تخشى كييف تراجع المساعدات العسكرية الأميركية بعد تولي ترامب منصبه.
وأعلنت موسكو أن قواتها سيطرت على أكثر من 190 تجمعا سكانيا أوكرانيا هذه السنة، في ظل معاناة كييف للحفاظ على خطوط انتشارها مع ما تعانيه من نقص في العديد والعتاد.
واتهمت كييف روسيا الأحد بارتكاب جريمة حرب زاعمة أن القوات الروسية قتلت جنودا أوكرانيين أسرى.
وأظهر مقطع فيديو نشره اللواء 110 المؤلل الأوكراني “إطلاق النار على جنود بعد استسلامهم”، وفق ما أفاد دميتري لوبينيتس مسؤول حقوق الإنسان في كييف في منشور على تلغرام.
وقال إن الفيديو الذي التقطته طائرة مسيرة خلال مواجهة بين جنود روس وأوكرانيين، أظهر الروس وهم يطلقون النار على الأوكرانيين من مسافة قريبة بعد استسلامهم.
ولم تتمكن وكالة فرانس برس من التحقق من صحة الفيديو.
وهذا الاتهام هو الأحدث ضمن سلسلة اتهامات مماثلة قدمتها أوكرانيا في ظل الحرب المستمرة منذ مطلع 2022.
ندرك جيدا أنه لا يستطيع الجميع دفع ثمن تصفح الصحف في الوقت الحالي، ولهذا قررنا إبقاء صحيفتنا الإلكترونية “راي اليوم” مفتوحة للجميع؛ وللاستمرار في القراءة مجانا نتمنى عليكم دعمنا ماليا للاستمرار والمحافظة على استقلاليتنا، وشكرا للجميع
للدعم: