من رحمه الله علينا أن فاضل بين الأوقات والأزمنة فاختار منها أوقاتا خصها بمزيد من الفضل وزيادة الأجر وعمل المزيد من الطاعات والتعرض لنفحات الله ومن هذه الأزمنة الفاضلة يوم عرفة والتي اختصها الله بعدد من الفضائل، وعلى جميع المسلمين الحجاج وغير الحجاج استغلال هذا اليوم العظيم فى التضرع والإلحاح على الله بالدعاء والاستغفار والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسوف نوافيكم بأفضل الأعمال المستحب فعلها يوم عرفة، وحكم صيام يوم عرفه لغير الحاج.
أفضل الأعمال المستحب فعلها يوم عرفة
من الجدير بالذكر أن يوم عرفة من أفضل أيام الله على الإطلاق وصيامه يكفر سنة قبله والسنة التي بعدها كما اقرتها السنة النبوية، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ»، إذ يعني أن لهذا اليوم فضل عظيم ويجب استغلال كل ثانية فيه من عمل الطاعات والاعمال الصالحة ومن أفضل هذه الأعمال ما يلي:
- صيام يوم عرفة لغير الحاج واحتساب نية تكفير ذنوب عامين.
- حفظ الجوارح عن فعل المحرمات صيانة وتزكية للنفس.
- الدعاء وهو يعد من أكثر الأعمال المستحب فعلها يوم عرفة وخير الدعاء«قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: «لا إِلَهَ إِلا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ الْمَلِكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ».
- المحافظة على الصلوات في جماعة والتبكير إليها للرجال وللنساء الصلاة على أوقاتها والإكثار من النوافل.
- كثرة ذكر الله في جميع الأحوال.
- الصدقة والإنفاق في سبيل الله.
- تعظيم يوم عرفة في القلب من أكثر الأسباب التي تعينك على فعل الطاعات.
- بر الوالدين وصلة الأرحام وإطعام الطعام يوم عرفة وإفطار الصائمين.
حكم صيام يوم عرفة للحاج وغير الحاج
لقد أكدت دار الإفتاء أن صوم يوم عرفة والذي يوافق اليوم التاسع من ذي الحجة لغير الحاج فهو سنَّة مؤكدة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لصيامه في هذا اليوم وقد حثَّت عليه السنة النبوية الشريفة، وقد اتفق الفقهاء على استحباب صوم يوم عرفة لغير الحاج، وهو يعد من أفضل الأيام؛ لحديث مسلم: «مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللهُ فِيهِ عَبْدًا مِنَ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ».
أما بالنسبة للحاج فقد ذهب جمهور الفقهاء -المالكية والشافعية والحنابلة- إلى عدم استحباب صوم هذا اليوم، وصومه مكروه له عند بعض الفقهاء، والعلة في ذلك أن الحاج يتقوى بفطره في هذا اليوم على الطاعة والدعاء، وقد أفطره النبي صلى الله عليه وسلم.
