تمر شركات صناعة السيارات -ومن بينها شركة بي واي دي الصينية- بمفترق طرق، في ظل تقلب المبيعات وتراجع الإقبال على الطرازات الكهربائية.
وللتغلب على ضعف المبيعات، لجأت الشركة الصينية إلى مطالبة أحد الموردين بخفض الأسعار بحلول العام المقبل، دون توضيح أسباب رسمية أو طرح مبررات لذلك.
ووفق تحديثات قطاع السيارات العالمي لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، كانت لـ”بي واي دي” بصمة واضحة في مبيعات الأشهر الـ9 الأولى من العام الجاري.
وتشتهر شركات تصنيع السيارات الصينية بميزات عدة، من بينها: انخفاض أسعار طرازاتها مقارنة بشركات أميركية وأوروبية مماثلة، بالإضافة إلى تنوع الطرازات والإصدارات والإمكانات.
خفض الأسعار
خاطبت شركة بي واي دي الصينية مورديها مطالبة بخفض الأسعار بنسبة تصل إلى 10%، بدءًا من يناير/كانون الثاني مطلع العام المقبل، حسبما ورد في رسالة بريد إلكتروني مسربة نقلتها وكالة ذا بيبر (The Paper) المحلية الرقمية.
وصُنفت هذه المطالبة بوصفها انعكاسًا لحرب أسعار اشتدت رحاها في أكبر سوق سيارات بالعالم، طبقًا لما أوردته رويترز.
ورأى مسؤول تنفيذي في الشركة أن المطالبة “أمر معتاد” في ظل تصاعد وتيرة عمليات الشراء، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أن هذه المطالبات “قابلة للتفاوض” مع الموردين ولا يمكن إلزامهم بها.
وأشار مدير العلاقات العامة في شركة بي واي دي الصينية، لي يونفي، إلى أن التفاوض مع الموردين حول الأسعار أمر معتاد سنويًا في الصناعة.
وانخرطت الشركة طرفًا في حرب الأسعار التي تسببت شركة تيسلا الأميركية في اندلاعها العام الماضي والسابق له في الصين، وساعدتها المرونة في تطبيق التخفيضات على منافسة تيسلا على موقع أكبر بائع سيارات كهربائية في العالم.
مبيعات بي واي دي
حلّت مبيعات شركة بي واي دي في صدارة شركات السيارات الصينية، خلال الأشهر الـ9 الأولى من العام الجاري.
واستحوذت مبيعات الشركة على حصة قدرها 15.8% من إجمالي السوق، وكانت للسيارات الكهربائية والهجينة حصة تفوق ثلث هذه المبيعات.
وكشفت نتائج أعمال الشركات في الربع السابق تفوق عائدات “بي واي دي” على تيسلا الأميركية للمرة الأولى، بهامش ربح -هو الأعلى خلال عام- بلغ 21.9%.
وتُعد مبيعات بي واي دي الصينية الأعلى في الصين، إذ باعت خلال العام الجاري 3.2 مليون سيارة كهربائية وهجينة.
وشهد شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي وحده بيع الشركة الصينية 500 ألف وحدة، في حين تشير التوقعات إلى بيعها 4 ملايين سيارة بحلول نهاية 2024.
وتسعى الشركة إلى خفض أسعارها بحلول العام المقبل، للتحوط من مخاطر حرب الأسعار المشتعلة في سوق السيارات الصينية، حسب ما نقلته بلومبرغ.
حرب سوق السيارات
أدّت حرب أسعار سوق السيارات إلى إزاحة عدد من اللاعبين خارج السوق مثلما حدث مع هيفي (HIPHI) وإم دبليو (MW Motor)، ودمج أخرى مثل: تعاون فولكسفاغن وستيلانتيس مع شركتي: “بينغ” Xpeng، وتشجيانغ ليبموتور.
وتجاوزت شركة بي واي دي الصينية تقلبات السوق المحلية (الأكبر عالميًا)، بفضل مرونتها واستجابتها لمتغيرات الطلب والأسعار.
ولم تكن المطالبة الأخيرة بخفض الأسعار الأولى من نوعها لـ”بي واي دي”، إذ كرّرت الأمر ذاته في وقت سابق وحصدت نتائج إيجابية.
وكانت قاعدة بيانات مبيعات السيارات الكهربائية لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، قد كشفت فجوة بين أرقام العامين السابق والجاري.
وتصدّرت بي واي دي الصينية التراجع بمبيعات بلغ 300 ألف سيارة كهربائية فقط في الربع الأول، بعد أن باعت 526 ألف سيارة في الربع الأخير من العام الماضي.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
- تفاصيل مطالبة بي واي دي للموردين بخفض الأسعار، من رويترز.
- حرب الأسعار في الصين وعلاقتها بالمبيعات ومتغيرات السوق، من بلومبرغ.