بعد الاتفاق على وقف إطلاق النار في لبنان.. القرار يدخل حيز التنفيذ.. والعيون تتجه نحو غزة

بعد الاتفاق على وقف إطلاق النار في لبنان.. القرار يدخل حيز التنفيذ.. والعيون تتجه نحو غزة

تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
google news

دخل وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله حيز التنفيذ أمس الأربعاء، وهى أول هدنة في الحرب الإسرائيلية على لبنان والتي أسفرت عن مقتل أكثر من ٣٧٠٠ شخص خلال العام الماضي.

وبدأ الاتفاق، الذي أعلن عنه الرئيس الأمريكي جو بايدن في وقت متأخر من يوم الثلاثاء، في الساعة الرابعة صباحًا بالتوقيت المحلي، ويهدف إلى أن يكون “وقفًا دائمًا للأعمال العدائية”.

وحلقت طائرات إسرائيلية فوق بيروت وشنت موجة من الغارات الجوية الثقيلة على المدينة قبل وقت قصير من الإعلان عن الاتفاق، حيث هزت العاصمة ما لا يقل عن ٢٠ قصفًا في حوالي دقيقتين.

كما ضربت القذائف حي النويري بالعاصمة بعد ثوانٍ من الإعلان الأمريكي، على الرغم من عدم الإبلاغ عن أي هجمات صباح الأربعاء.

وقد نزح أكثر من ١.٤ مليون شخص في لبنان بسبب الهجمات الإسرائيلية منذ بدء الحرب في أكتوبر الماضي، في حين نزح الآلاف أيضًا بسبب إطلاق حزب الله للصواريخ على شمال إسرائيل.

وبموجب الاتفاق، سوف تقوم القوات الإسرائيلية التي تحتل حاليًا قرى في جنوب لبنان بالانسحاب التدريجي على مدى الأيام الستين المقبلة. وبعد ذلك، سوف يتمكن المدنيون اللبنانيون والإسرائيليون النازحون من العودة إلى منازلهم.

وقالت الولايات المتحدة وفرنسا، بصفتهما ضامنتين، إنهما ستعملان على ضمان “التنفيذ الكامل” لوقف إطلاق النار.

وقالوا في بيان مشترك “إننا عازمون على منع هذا الصراع من أن يصبح حلقة أخرى من العنف”.

بدأت السيارات التي تقل نازحين من جنوب لبنان بالتوجه جنوبا في ساعة مبكرة من صباح الأربعاء، حيث غادر العشرات مدينة صيدا الساحلية بعد وقت قصير من الإعلان عن الاتفاق.

ولكن الجيش الإسرائيلي قال إن النازحين اللبنانيين ممنوعون من العودة إلى القرى التي تحتلها القوات الإسرائيلية أو تلك القريبة من المواقع العسكرية. وفي بيان صدر بعد ساعات من سريان وقف إطلاق النار.

وقال الجيش اللبناني إن المدنيين يجب أن ينتظروا الانسحاب الإسرائيلي من المنطقة، محذرا السكان النازحين من العودة فورا إلى المدن والقرى “الواقعة على الخطوط الأمامية”.

ودعت قيادة الجيش النازحين إلى الانتظار “وفقا لاتفاق وقف إطلاق النار” واتباع تعليمات الوحدات العسكرية اللبنانية المنتشرة في المنطقة، والتي تقوم بتنسيق عمل قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان.

وقالت أيضا إن المدنيين يجب أن “يتوخوا الحذر” وأن يكونوا على دراية بالذخائر غير المنفجرة و”الأجسام المشبوهة” التي خلفها الجيش الإسرائيلي.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن مجلسه الوزاري الأمني وافق على الاتفاق بأغلبية ١٠ أصوات مقابل صوت واحد ضده.

وقد حظي الاتفاق بإشادة واسعة النطاق من جانب زعماء دوليين. وقال رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي إن الاتفاق “يشكل خطوة أساسية نحو الهدوء والاستقرار” في البلاد.

وتوسط المبعوث الأميركي آموس هوشتاين في محادثات وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل، حيث قام بجولة في المنطقة عدة مرات خلال العام الماضي للتوسط في التوصل إلى اتفاق.

بدأ حزب الله إطلاق الصواريخ على إسرائيل في الثامن من أكتوبر من العام الماضي في بداية الحرب في غزة، وواصل إطلاق الصواريخ “تضامنًا مع الشعب الفلسطيني” ثم دفاعًا عن لبنان.

وتشن إسرائيل غارات جوية يومية في مختلف أنحاء البلاد، تصاعدت في سبتمبر، قبل أن تشن غزوا بريا في الأول من أكتوبر.

وقد أدت الهجمات إلى محو قرى بأكملها من على الخريطة والقضاء على عدد كبير من كبار قادة حزب الله، بما في ذلك زعيمه حسن نصر الله.

وسبق أن انتقد سكان شمال إسرائيل حكومتهم، وقال إيتان دافيدي من مارغاليوت لقناة كان الإسرائيلية إن السكان “يُقادون مثل الخراف إلى المسلخ”، كما وصف رئيس بلدية كريات شمونة أفيخاي شتيرن الاتفاق بأنه “صفقة استسلام” في منشور على فيسبوك.

وفي بيروت، أكد المسئولون اللبنانيون المشاركون في المفاوضات على ضرورة توخي الحذر، رغم التفاؤل الذي نشأ بعد زيارة المبعوث الأمريكي آموس هوشتاين إلى بيروت وإسرائيل الأسبوع الماضي.

وقال مسئول لبناني إن “التجربة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا تبعث على الثقة في هذا الأمر”، مضيفا أن “النقطة الأكثر أهمية بالنسبة للبنان هي ضمان عدم وجود أي شيء يسمح لإسرائيل بمهاجمتنا بحرية”.

وتتضمن خطة وقف إطلاق النار هدنة تسحب بموجبها إسرائيل قواتها من جنوب لبنان في غضون أيام، بينما تنشر بيروت قواتها على الحدود وينسحب مقاتلو حزب الله، الأمر الذي يسمح لآلاف النازحين الإسرائيليين بالعودة إلى ديارهم في الشمال.

ومن المقرر تشكيل لجنة بقيادة الولايات المتحدة خلال هذه الفترة للإشراف على وقف دائم لإطلاق النار يضم قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان، ومسئولين لبنانيين وإسرائيليين وممثلين من دول أخرى مثل فرنسا.

وقد ركزت محادثات هوكشتاين في بيروت وتل أبيب بين الثلاثاء والخميس في المقام الأول على إزالة العقبات المتبقية، وخاصة إصرار إسرائيل على الحفاظ على حق حرية العمل ضد حزب الله بعد الحرب، وهو المطلب الذي يرفضه لبنان بشدة.

ووفقًا لثلاثة مسئولين ودبلوماسيين حضروا الاجتماعات أو اطلعوا على الأمر، فقد طلب لبنان من هوكشتاين، قبل مغادرته إلى إسرائيل، الحصول على توضيحات حول طبيعة “الضمانات” الأمريكية التي من شأنها أن تضمن احترام إسرائيل للاتفاق.

ومن بين الحلول المقترحة لمعالجة بند “حق الدفاع عن النفس” ـ الذي قد يوفر لإسرائيل ذريعة لمهاجمة لبنان دون سابق إنذار ـ أن تتقدم إسرائيل بشكاوى إلى اللجنة.

ومن المقرر أن تنقل اللجنة الشكاوى إلى الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل، وتحدد موعدًا نهائيًا للتحرك قبل أن تتدخل إسرائيل، حسبما ذكرت المصادر، مضيفة أن هذا الحل قيد المناقشة.

أعرب وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب عن أمله في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار لإنهاء القتال بين إسرائيل وجماعة حزب الله المسلحة اللبنانية، مضيفًا أن الجيش اللبناني سيكون مستعدا لنشر ما لا يقل عن ٥٠٠٠ جندي في جنوب لبنان مع انسحاب القوات الإسرائيلية، وأن الولايات المتحدة يمكن أن تلعب دورا في إعادة بناء البنية التحتية التي دمرتها الضربات الإسرائيلية.

وفي سياق متصل يسعى وزراء خارجية عرب لإحداث نقلة نوعية في مسار المفاوضات لتشمل وقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة أيضُا، حيث التقى مسئولون عرب مع وزراء خارجية مجموعة الدول السبع الكبرى في محاولة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في الحروب في غزة ولبنان معًا.

وتصدرت منطقة الشرق الأوسط جدول أعمال الاجتماع، حيث حضر مسئولون كبار من الإمارات والسعودية ومصر والأردن وقطر قمة مجموعة السبع في إيطاليا.

وقال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي “نحن بحاجة إلى وقف إطلاق النار، وقف إطلاق نار دائم. وهذا من شأنه أن يوقف عمليات القتل ويوقف الدمار ويعيد الشعور بالحياة الطبيعية”.

كما قال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي إن القاهرة ستستضيف مؤتمرا على مستوى الوزراء يهدف إلى تعزيز المساعدات الدولية لغزة.

كما يناقش الوزراء مذكرات الاعتقال التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي السابق يوآف جالانت والقائد العسكري لحركة حماس محمد ضيف، فضلًا عن “التأثيرات المحتملة على الأزمات الحالية في لبنان وغزة”، بحسب وزارة الخارجية الإيطالية. وفي وقت لاحق من الأسبوع، ستعقد مجموعة الدول السبع الكبرى جلسات حول الجهود المبذولة لإنهاء الحرب في أوكرانيا.

close