السكري من النوع الثاني لدى البالغين- الأسباب والأعراض والطرق العلاج

السكري من النوع الثاني لدى البالغين- الأسباب والأعراض والطرق العلاج

داء السكري من النوع الثاني هو حالة مزمنة تؤثر على كيفية استخدام الجسم للسكر أو الجلوكوز، وفي هذه الحالة، إما أن الجسم لا يستطيع إنتاج كمية كافية من الأنسولين، أو أن الخلايا تصبح مقاومة لتأثيرات الأنسولين، مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم.

ويعتبر هذا النوع من السكري من أكثر الأمراض شيوعًا حول العالم، خاصة بين البالغين، وغالبًا ما يرتبط بنمط الحياة غير الصحي مثل السمنة، قلة النشاط البدني، والأنظمة الغذائية الغنية بالسكر والدهون.

يتطلب داء السكري من النوع الثاني إدارة حذرة من خلال تعديل نمط الحياة، تناول الأدوية عند الحاجة، وفحص مستويات السكر بانتظام لتقليل خطر حدوث المضاعفات. على الرغم من كونه حالة مزمنة، إلا أن السكري من النوع الثاني قابل للإدارة بشكل فعال إذا تم اتخاذ التدابير الوقائية والعلاجية المناسبة.

أعراض السكري من النوع الثاني لدى البالغين

في المراحل المبكرة من مرض السكري من النوع الثاني، قد لا تظهر أعراض واضحة. في كثير من الحالات، يتم اكتشاف المرض من خلال الفحوصات الروتينية. ولكن مع تقدم المرض، تبدأ الأعراض في الظهور، ويمكن أن تشمل:

– العطش الشديد: بسبب زيادة مستويات السكر في الدم، يحتاج الجسم إلى مزيد من الماء للتخلص من السكر الزائد من خلال البول.

– التبول المتكرر: نتيجة لزيادة العطش، يصبح الشخص أكثر حاجة للتبول.

– التعب والإرهاق: عندما لا يتمكن الجسم من استخدام السكر بشكل فعال للطاقة، قد يشعر الشخص بالتعب المستمر.

– ضعف الرؤية: ارتفاع مستويات السكر في الدم يمكن أن يؤثر على الأوعية الدموية في العين ويؤدي إلى مشكلات في الرؤية.

– التئام الجروح ببطء: الأشخاص المصابون بداء السكري من النوع الثاني قد يعانون من صعوبة في التئام الجروح بسبب تأثير السكر المرتفع على قدرة الجسم على التعافي.

– التنميل أو الوخز في الأطراف: قد يحدث هذا بسبب تلف الأعصاب نتيجة لمستويات السكر المرتفعة.

أسباب السكري من النوع الثاني لدى البالغين

يحدث داء السكري من النوع الثاني عندما تصبح الخلايا في الجسم غير قادرة على استخدام الأنسولين بشكل فعال، وهو ما يعرف بمقاومة الأنسولين. كما أن البنكرياس قد لا ينتج كميات كافية من الأنسولين لمواجهة هذه المقاومة.

عوامل خطورة السكري من النوع الثاني لدى البالغين

تساهم عدة عوامل في زيادة خطر الإصابة بداء السكري من النوع الثاني، ومنها:

– السمنة: خاصة السمنة البطنية، التي تزيد من مقاومة الأنسولين.

– قلة النشاط البدني: الأشخاص الذين لا يمارسون الرياضة بانتظام معرضون بشكل أكبر للإصابة.

– التاريخ العائلي: إذا كان أحد أفراد الأسرة مصابًا بالسكري، يزيد احتمال الإصابة.

– التقدم في العمر: يزداد خطر الإصابة بداء السكري من النوع الثاني بعد سن الأربعين.

– النظام الغذائي غير الصحي: تناول الأطعمة الغنية بالسكر والدهون يعزز من خطر الإصابة.

– الحمل السكري: النساء اللاتي عانين من سكري الحمل أثناء فترة الحمل يكون لديهن خطر أعلى للإصابة بداء السكري من النوع الثاني في وقت لاحق من الحياة.

مضاعفات السكري من النوع الثاني لدى البالغين

إذا لم يتم التحكم في مستويات السكر في الدم بشكل فعال، قد يؤدي داء السكري من النوع الثاني إلى العديد من المضاعفات الخطيرة، مثل:

– أمراض القلب والأوعية الدموية: بما في ذلك زيادة خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية.

– الفشل الكلوي: ارتفاع مستويات السكر في الدم يمكن أن يضر بالكلى مع مرور الوقت.

– تلف الأعصاب (الاعتلال العصبي السكري): السكري قد يؤثر على الأعصاب، مما يسبب آلامًا أو فقدانًا للإحساس في الأطراف.

– فقدان البصر: ارتفاع السكر في الدم يمكن أن يؤدي إلى تلف الأوعية الدموية في العين (اعتلال الشبكية السكري).

– مشاكل في القدم: نتيجة لتلف الأعصاب وضعف الدورة الدموية، قد تؤدي الجروح إلى التهابات خطيرة تتطلب بتر الأطراف في بعض الحالات.

تشخيص السكري من النوع الثاني لدى البالغين

يتم تشخيص داء السكري من النوع الثاني من خلال عدة اختبارات تشمل:

• اختبار السكر في الدم الصائم: يقيس مستوى السكر في الدم بعد صيام لمدة 8 ساعات.

• اختبار الهيموغلوبين السكري (HbA1c): يقيس متوسط مستوى السكر في الدم على مدى 2-3 أشهر.

• اختبار تحمل الجلوكوز الفموي: يتم فيه شرب محلول سكري ثم قياس مستويات السكر في الدم في فترات زمنية محددة.

علاج السكري من النوع الثاني لدى البالغين

علاج داء السكري من النوع الثاني يشمل عدة جوانب:

تغييرات في نمط الحياة

– نظام غذائي متوازن: يجب تناول طعام صحي، متوازن، ومنخفض الكربوهيدرات المكررة، والتركيز على الأطعمة الغنية بالألياف.

– ممارسة الرياضة بانتظام: النشاط البدني يساعد على تحسين استجابة الجسم للأنسولين.

– فقدان الوزن الزائد: يساعد فقدان الوزن على تقليل مقاومة الأنسولين ويحسن التحكم في مستويات السكر في الدم.

الأدوية

– الميتفورمين: هو دواء شائع يستخدم لتحسين حساسية الجسم للأنسولين.

– الأدوية الأخرى: مثل السلفونيل يوريا، والثيا زوليدين ديون التي تساعد في خفض مستويات السكر.

– الأنسولين: في الحالات المتقدمة، قد يحتاج المريض إلى حقن الأنسولين للمساعدة في التحكم بمستويات السكر.

المراقبة الذاتية

– قياس مستوى السكر في الدم بانتظام باستخدام جهاز قياس السكر، وذلك لضمان الحفاظ على مستوى السكر ضمن الحدود الطبيعية.

الوقاية من السكري من النوع الثاني لدى البالغين

يمكن الوقاية من داء السكري من النوع الثاني أو تأخيره باتباع الإجراءات التالية:

– الحفاظ على وزن صحي: يعد فقدان الوزن الزائد أحد أهم الخطوات لتقليل مقاومة الأنسولين.

– زيادة النشاط البدني: ممارسة الرياضة لمدة 30 دقيقة يوميًا يمكن أن تساعد بشكل كبير في تحسين حساسية الأنسولين.

– إجراء الفحوصات الدورية: إجراء فحوصات منتظمة لمستويات السكر في الدم خاصة للأشخاص المعرضين للخطر.

العلاجات البديلة للسكري من النوع الثاني لدى البالغين

على الرغم من أن العلاجات البديلة لا تحل محل العلاج الطبي التقليدي، إلا أن بعضها قد يساعد في تحسين السيطرة على السكر في الدم، مثل:

– الأعشاب: مثل القرفة والحلبة، التي يعتقد أن لها تأثيرات إيجابية في تحسين حساسية الأنسولين.

– المكملات الغذائية: مثل الكروم والمغنيسيوم، التي قد تكون مفيدة، لكن يجب استشارة الطبيب قبل استخدامها.

– تقنيات الاسترخاء: مثل اليوغا أو التأمل، التي يمكن أن تساعد في تقليل التوتر، وهو أحد العوامل التي قد تؤثر على مستويات السكر في الدم.

داء السكري من النوع الثاني هو حالة مزمنة يمكن التحكم فيها بشكل فعال من خلال التغييرات في نمط الحياة واستخدام الأدوية عند الحاجة.

يعد التشخيص المبكر والإدارة المناسبة أمرين حاسمين في الوقاية من المضاعفات الخطيرة. من خلال الحفاظ على وزن صحي، ممارسة الرياضة بانتظام، وتناول الأطعمة المغذية، يمكن للعديد من الأشخاص المصابين بهذا المرض أن يعيشوا حياة صحية ونشطة.

close