السكري من النوع الأول هو مرض مزمن يحدث عندما يهاجم جهاز المناعة خلايا البنكرياس المسؤولة عن إنتاج الأنسولين. الأنسولين هو الهرمون الذي يساعد في تنظيم مستوى السكر في الدم، وبالتالي فإن فقدان القدرة على إنتاجه يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم. يُعرف هذا النوع من السكري أيضًا باسم “داء السكري المعتمد على الأنسولين” لأنه يتطلب العلاج اليومي بالأنسولين. عادة ما يظهر هذا المرض في مرحلة الطفولة أو المراهقة، لكنه يمكن أن يحدث في أي مرحلة عمرية. وعلى الرغم من أن المرض لا يمكن الوقاية منه، فإن العلاج الفعال يساعد في التحكم في الأعراض وتقليل المضاعفات.
اقرأ أيضًا: مقاومة الإنسولين.. 7 علامات تكشف لمريض السكري الإصابة بها
أعراض السكري من النوع الأول
داء السكري من النوع الأول يمكن أن يظهر بسرعة ويتميز بعدة أعراض مميزة، من أبرزها:
• العطش الشديد: يشعر المريض بالعطش بشكل متكرر، حتى بعد شرب كميات كبيرة من الماء.
• التبول المتكرر: يعاني المريض من كثرة التبول، نتيجة زيادة مستوى السكر في الدم.
• الجوع المستمر: بالرغم من تناول الطعام، يشعر المريض بالجوع المستمر بسبب عدم قدرة الجسم على استخدام السكر للطاقة.
• فقدان الوزن غير المبرر: يحدث فقدان الوزن على الرغم من أن الشخص قد لا يقلل من طعامه، لأن الجسم يبدأ في استخدام الدهون والعضلات كمصدر للطاقة بدلاً من السكر.
• التعب العام: بسبب نقص الأنسولين، يصعب على الجسم الحصول على الطاقة من السكر، مما يؤدي إلى الشعور بالإرهاق.
• تشوش الرؤية: قد يعاني المريض من مشاكل في الرؤية بسبب تأثيرات ارتفاع مستويات السكر على العين.
• بطء التئام الجروح: تصبح الجروح أكثر عرضة للعدوى وتلتئم ببطء بسبب انخفاض قدرة الجسم على الشفاء.
اقرأ أيضًا: حاسبة خطر الإصابة بالسكري
الأسباب الإصابة بالسكري من النوع الأول
السبب الرئيسي لداء السكري من النوع الأول هو استجابة مناعية غير طبيعية حيث يهاجم جهاز المناعة خلايا بيتا في البنكرياس، وهي المسؤولة عن إنتاج الأنسولين. هذا التدمير يتسبب في نقص الأنسولين، وبالتالي فإن مستويات السكر في الدم ترتفع بشكل مستمر.
عوامل الخطورة لمرض السكري من النوع الأول
• التاريخ العائلي: وجود أفراد في العائلة مصابين بداء السكري من النوع الأول يزيد من احتمالية الإصابة به.
• العوامل الجينية: قد تلعب بعض الجينات دورًا في زيادة خطر الإصابة.
• العوامل البيئية: مثل العدوى الفيروسية (على سبيل المثال، الفيروسات التي قد تهاجم خلايا البنكرياس).
• نقص فيتامين د: بعض الدراسات تشير إلى أن نقص فيتامين د قد يزيد من خطر الإصابة.
• العوامل الأخرى: مثل التعرض لبعض المواد الكيميائية في البيئة.
اقرأ أيضًا: بالأرقام.. إليك المعدل الطبيعي لمستوى السكر بالدم
مضاعفات السكري من النوع الأول
إذا لم يُعالج داء السكري من النوع الأول بشكل مناسب، يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة. من أبرز هذه المضاعفات:
• الحماض الكيتوني السكري: يحدث عندما لا يحصل الجسم على الأنسولين الكافي، فيبدأ في تكسير الدهون للحصول على الطاقة، مما يؤدي إلى تراكم الأحماض في الدم.
• أمراض القلب: السكري من النوع الأول يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين.
• اعتلال الكلية السكري: يمكن أن يؤدي السكري إلى تلف الكلى، وقد يتطور إلى الفشل الكلوي.
• اعتلال الأعصاب السكري: ارتفاع السكر في الدم يمكن أن يؤدي إلى تلف الأعصاب، خاصة في الأطراف.
• مشاكل في العين: مثل اعتلال الشبكية السكري الذي قد يؤدي إلى فقدان البصر.
• مشاكل القدم: يمكن أن يؤدي السكري إلى مشاكل في الدورة الدموية وتلف الأعصاب في القدمين، مما قد يؤدي إلى تقرحات أو التهابات قد تكون صعبة الشفاء.
كيفية تشخيص السكري من النوع الأول؟
تشخيص داء السكري من النوع الأول يعتمد على عدة اختبارات لتحديد مستويات السكر في الدم. من أهم هذه الاختبارات:
1. اختبار سكر الدم الصائم: يتم قياس مستوى السكر في الدم بعد الصيام لمدة 8 ساعات.
2. اختبار سكر الدم العشوائي: قياس مستوى السكر في الدم في أي وقت من اليوم، حتى وإن لم يكن الشخص صائمًا.
3. اختبار الهيموغلوبين السكري (HbA1c): يقيس هذا الاختبار متوسط مستوى السكر في الدم خلال الأشهر الثلاثة الماضية.
4. اختبار البول: للكشف عن وجود الجلوكوز أو الكيتونات في البول، مما قد يدل على ارتفاع مستويات السكر في الدم.
5. اختبارات الأجسام المضادة: للكشف عن وجود اضطرابات المناعة الذاتية.
اقرأ أيضًا: هل ستصاب مستقبلا بالسكر؟.. اعرف الإجابة الآن
علاج السكري من النوع الأول
لا يوجد علاج نهائي لداء السكري من النوع الأول، ولكنه يمكن السيطرة عليه باستخدام العلاجات التالية:
• الأنسولين: العلاج الرئيسي هو إعطاء الأنسولين إما عبر الحقن أو باستخدام مضخة الأنسولين. يتعين على المرضى أخذ الأنسولين بشكل يومي لتعويض نقص الأنسولين في الجسم.
• مراقبة السكر في الدم: يجب على المرضى مراقبة مستويات السكر في الدم بانتظام باستخدام أجهزة قياس السكر الخاصة.
• نظام غذائي صحي: يتطلب المرضى تنظيم كميات الكربوهيدرات والبروتينات في غذائهم، مما يساعد في الحفاظ على استقرار مستويات السكر.
• ممارسة الرياضة: التمارين الرياضية بانتظام تساعد في تحسين حساسية الجسم للأنسولين وتساهم في التحكم في مستويات السكر في الدم.
• التعليم والرعاية المستمرة: من الضروري أن يتلقى مرضى السكري من النوع الأول تدريبًا مستمرًا حول كيفية التعامل مع مرضهم.
هل يمكن الوقاية من السكري من النوع الأول؟
على الرغم من أنه لا يمكن الوقاية من داء السكري من النوع الأول، يمكن اتخاذ بعض التدابير للحد من المضاعفات
• المتابعة الدورية مع الطبيب: من المهم إجراء فحوصات منتظمة لتحديد مستوى السكر في الدم والسيطرة على أي تغيرات.
• الالتزام بنظام حياة صحي: التغذية السليمة وممارسة الرياضة بانتظام تساهم في تحسين صحة المرضى.
• التحكم الجيد في السكر: من خلال قياس السكر بانتظام، يمكن التحكم في المرض بشكل أفضل وتقليل المضاعفات المحتملة.
العلاجات البديلة لالسكري من النوع الأول
بعض العلاجات البديلة قد تساعد في تحسين التحكم في مستويات السكر في الدم، ولكن يجب استشارة الطبيب قبل استخدامها:
• القرفة: يعتقد أن القرفة قد تساعد في تحسين حساسية الأنسولين.
• زيت السمك: يمكن أن يساعد في تحسين صحة القلب، مما يعد مهمًا للأشخاص المصابين بداء السكري.
• فيتامين د: قد تساعد مكملات فيتامين د في تحسين مستويات السكر في الدم.
ومع ذلك، يجب ألا تكون هذه العلاجات البديلة بديلاً عن العلاج التقليدي بالأنسولين.